- د. عمر عبد العزيز .. حالة التفارق الواضح بين الفضائيات العربية الرسمية والفضائيات شبه الرسمية تجعلنا نتأمل في المفارقة القائمة، حيث يمكن لفضائية عربية ذات منشأ مكاني أوروبي أن تقول مالا تقوله تلك الخارجة من المحطات الأرضية العربية.. بل إن بعض الأجهزة الرسمية تستعين بالفضائيات «الخارجية» لتقول فيها مالا تود قوله أو تستطيع قوله في الداخل العربي. أليس هذا فصاماً مخلاً يكتسح كل شروط العصر وتحدياته؟!. إن زمن الفضاءات المفتوحة يتطلب عقولاً تتوازى مع هذه الحقيقة المزعجة والمقلقة.. ولا يمكن إدارة الإعلام المرئي بعقلية التسعينيات وبسياسات الكبح والإغلاق لأنها ببساطة سياسات تحيله إلى إعلام يفتقد المصداقية ويغرد في غاباته الخاصة غير المأهولة بالعقول والقلوب. هذا هو السبب الذي أعطى للإعلام المتفلت قيمة استثنائية.. وسمح للمراهقة الفكرية بأن تتغول على حساب العقل والتحليل السليم. والذنب ليس ذنب الفضائيات الجديدة الفتية بل ذنب القائمين على امر الإعلام الرسمي في كثرة كاثرة من بلدان العرب في زمن الموات والثقة بالسكون. مقطع القول: إن الإعلام المرئي العربي يواجه تنيناً كبيراً مداه قابليات الوسائط المتعددة والأجواء المفتوحة والمدهشات التي ستأتينا قريباً عن طريق محركات البحث بأجهزة الكومبيوتر.. وغيرها من مستجدات. لن تنفعنا إذاً المناورات ومحاصرة الحصارات؛ لأننا نقبع في أساس المحنة واستتباعاتها. ولا مفر من التعامل بروحية وعقلية جديدتين إن أردنا إعلاماً عصرياً بحق. [email protected]