قال جيش الاحتلال إنه سحب معظم قواته من مدينة نابلس بالضفة الغربية فجر أمس بعد أن شن عملية عسكرية واسعة لمدة يومين، وحاصر خلالهما عشرات آلاف الفلسطينيين في منازلهم التي خضعت لتفتيش دقيق.لكن القوات الإسرائيلية لم تقل بشكل واضح إنها أنهت بشكل نهائي تلك العملية العسكرية التي بررتها بحجة ملاحقة عناصر مطلوبة. وأفادت الأنباء في نابلس أن سكان المدينة لا يزالون يعيشون حالة من الحذر والترقب والمخاوف من عودة قوات الاحتلال.وقالت أن القوات الإسرائيلية ما تزال تسيطر على بعض المباني بالمدينة رغم أنها خفّفت من وجودها. وقد رَفعت حظر التجوال عن البلدة القديمة بعد يومين من فرضه بعد اجتياح نابلس السبت الماضي.وأعلن مصدر فلسطيني أن قوات الاحتلال فشلت في اعتقال أيٍ من النشطاء الثمانية من كتائب الأقصى والذين قيل إن العملية تستهدفهم. وأسفر الحصار عن استشهاد فلسطيني وإصابة ابنه بجروح. في غضون ذلك تواصل الدبلوماسية الفلسطينية تحركها المكثف، إذ وصل رئيس السلطة الوطنية محمود عباس إلى الإمارات قادما من مصر، في حين يجري رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل لقاءات بموسكو مع المسؤولين الروس.وأكد عباس أن محادثاته بالإمارات تركزت حول الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على ضوء اتفاق مكة الذي وقع بالثامن من فبراير/ شباط الجاري بين حركتي فتح وحماس.وكان الرئيس الفلسطيني أعلن أنه بحث بالقاهرة وسائل تعزيز اتفاق مكة وجهود الدول العربية لرفع الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني. وشدد على أن مواقف الحكومة المقبلة لن تكون ملزمة للتنظيمات التي ينتمي إليها الوزراء.وفي موسكو أفاد بيان لخارجيتها بأن الحكومة الروسية دعت إلى حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك بمناسبة زيارة مشعل لموسكو.. ووزع البيان بأعقاب محادثات أجراها مشعل مع ألكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية.في السياق نفسه كان الملف الفلسطيني محور لقاء جمع كلا من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والأردني عبد الله الثاني في الرياض.. في هذه الأثناء جددت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي الذي يدعو إلى التريث حتى تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية لاتخاذ موقف رسمى منها.. وقالت فالدنر من القاهرة إن الاتحاد انتظر أشهرا طويلة، وسينتظر بضعة أسابيع ليرى كيف ستتصرف الحكومة الجديدة حتى يتسنى الحكم عليها. وفي الملف المعيشي للفلسطينيين، حمل تقرير أعدته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي، إسرائيل، مسؤولة تدهور الوضع الإنساني بالأراضي الفلسطينية.ويعرض التقرير الذي سينشر قريبا النتائج السلبية لتعليق رواتب الموظفين الفلسطينيين بسبب الحصار الدولي المفروض على الحكومة.ويشير أيضا إلى أنه رغم رفع مساعدة برنامج الغذاء العالمي بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي، يبقى الوضع الإنساني في غزة بحاجة لمزيد من المساعدات الدولية.