حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، اليوم الجمعة، الإدارة الأمريكية من الاعتقاد بأن مرحلة ما بعد اتفاق مكة تشبه مرحلة ما قبل الاتفاق، مؤكدا أن على الأمريكان تغيير موقفهم بشأن القضية الفلسطينية لا تجميد الموقف الدولي"، داعيا المجتمع الدولي فك الحصار بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وقال مشعل خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، اليوم الجمعة، عقب مباحثاته في القاهرة مع المسئولين المصريين "اتفاق مكة يعد انجازا وطنيا يجعلنا نواجه التحديات والضغط بصف فلسطيني موحد، ويعد اتفاق مكة مرحلة جديدة تختلف عن كل المراحل السابقة". وأكد مشعل على أن مصر كانت حاضرة في الجهد السياسي والميداني للوصول إلى اتفاق مكة، كما أكد على أن السعودية وقطر وسوريا كانت لها جهود طيبة ساعدت في التوصل إلى اتفاق مكةالمكرمة. وعبر مشعل عن أمله في التوصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينة الجديدة في اسرع وقت ممكن، حتى يتفرغ الشعب لخدمة الملفات الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي مثل الجدار والاستيطان. بينما دعا مشعل الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانب الشعب الفسطيني وكسر الحصار المفروض عليه وحماية اتفاق مكةالمكرمة، مؤكدا على أهمية دور هذه المنظمات في التدخل للافراج عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عبد العزيز الدويك، مشيرا إلى أن عليها حماية الساحة الفلسطينية من التدخلات الخارجية، مؤكداً أن القادة العرب قادرين على فك الحصار الفلسطيني. وانتقد مشعل مطالبة إسرائيل للمجتمع الدولي من أجل مقاطعة الحكومة الفلسطينة، ناصحا الإسرائيليون أن يغيروا سياستهم. ووجه مشعل حديثه للمجتمع الدولي بقوله "لا ينبغي استمرار الحصار بعد اتفاق مكة وتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة". وبشأن قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد شليط قال مشعل "أخاطب والد شليط الذي اتهمني شخصيا أقول له عليك إن تدرك أن 11 ألف أسرة فلسطينية لديها اسرى في السجون الاحتلال الإسرائيلية، فعلى والد شليط أن يوجه رسالته إلى الاتجاه الصحيح لان الكرة في ملعب قادة اسرائيل". وبشأن المسجد الاقصى قال مشعل "إسرائيل تلعب بالنار وسترون ماذا سيفعل الشعب الفلسطيني تجاه ملفاته الوطنية وعلى إسرائيل أن توقف ما يحدث". وأكد مشعل على أن "حماس" لم تغير مواقفها تجاه القضايا الوطنية ولكن لا مانع من اتفاق الفصائل الفلسطينة على برنامج سياسي موحد. ميدانيا وقعت عدد من الاشتباكات، اليوم الجمعة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيون وأجانب في بلعين جائوا للاحتجاج على الجدار العازل مما ادى الى وقوع عدد من الاصابات. واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي لتفريق المتظاهرين القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال، هاجمت المواطنين والمتضامنين المشاركين في المسيرة الأسبوعية الاحتجاجية على إقامة الجدار وأطلقت عشرات القنابل من الغاز السام والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، صوب المشاركين في المسيرة، علاوة على التنكيل بهم واعتقال العديد منهم. ويحيي المتظاهرون الذكرى الثالثة لبدء مداولات محكمة العدل الدولية، حول قضية الجدار، والتي توجت في التاسع من شهر يوليو 2004 بتوصية المحكمة بعدم شرعية الجدار. كما شهد حاجز قلنديا اشتباكات عنيفة، اليوم الجمعة، مع قوات الاحتلال و متظاهرين غاضبين واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المطاطي، وتم اعتقال عددا من المتظاهرين بالقرب من حاجز قلنديا. إلى ذلك ادي الفلسطينون، اليوم صلاة الجمعة، في المسجد الاقصى وسط إجراءات أمنية وعسكرية إسرائيلية مشددة، كما منع عدد كبير من المصلين دخول المسجد. بينما فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، المزيد من الإجراءات العسكرية والأمنية المشددة في القدس ومحيط البلدة القديمة وعلى بواباتها وبوابات المسجد الأقصى المبارك. حيث ينتشر ما يزيد عن 30 ألف شرطي تحسباً لوقوع مواجهات، بعد النداءات التي خرجت بضرورة الدفاع عن المسجد الأقصى. وقد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإنهاء حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني مؤكدا ضرورة الافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين بسجون الاحتلال البالغ عددهم أكثر من 10 آلاف معتقل. جاء ذلك في ختام زياره لعباس إلى ألمانيا، اليوم الجمعة، موضحا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه يجب إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أشهر على المناطق الفلسطينية والنظر في أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. من جهتها أوضحت ميركل وجهة نظر اللجنة الرباعية وطالبت بالتريث في تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية لمعرفة مدى الاستجابة لمطالب اللجنة بالاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات التي عقدت سابقا. وطالب كل من عباس وميركل الألتزام بما تنص عليه خارطة الطريق والتوصل إلى حل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. واجتمع عباس أمس مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أطلعه على نتائج المحادثات التي أجرتها اللجنة الرباعية الدولية في برلين، مساء أول أمس الأربعاء، بمشاركة الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية كوندليزا رايس ونظيرها الروسي سيرجي لافروف. ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية إسماعيل هنية، اليوم الجمعة، عن أمله في أن تطور اللجنة الرباعية الدولية موقفها لجهة إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني واحترام الإرادة والشرعية الفلسطينية والتعامل مع الحكومة الفلسطينية باعتبارها نتاج وفاق فلسطيني. وأوضح هنية عقب صلاة الجمعة، في مسجد في مخيم الشاطئ غرب غزة للصحفيين أن اللجنة الرباعية ليست موحدة في مواقفها في إشارة إلى الموقف الأمريكي الذي يغرد خارج السرب وخارج الارادة الفلسطينية والاقليمية. وحول مشاوراته مع الفصائل الفلسطينية لتشكيل اول حكومة للوحدة الوطنية عبر هنية عن امله في اكمال المشاورات وتحديد المعالم الرئيسية لحكومة الوحدة الوطنية الاسبوع المقبل . من جهة ثانية قال هنية ان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس خالد مشعل سيقوم بجولة عربية واسلامية لحشد الدعم لاتفاق مكة والعمل على رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. إلى ذلك أكد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمى كارتر على ضرورة انسحاب اسرائيل من الاراضى العربية والفلسطينيةالمحتلة والسماح للفلسطينيين بممارسة حقوقهم السياسية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان. وأوضح كارتر خلال كلمة القاها فى منتدى بجامعة ايمورى في اتلانتا الليلة الماضية أن إسرائيل لن تجد السلام الا حين تكون مستعدة للانسحاب من الأراضي العربية وحين تسمح للفلسطينيين بممارسة حقوقهم السياسية والإنسانية. من جهة اخرى دافع الرئيس الأمريكي الأسبق عن كتابه الجديد عن الشرق الاوسط بعنوان فلسطين سلام لا تفرقة الذي تعرض لهجوم شرس من جانب جماعات مؤيدة لاسرائيل قائلا إن غالبية المواطنين الامريكيين أيدوا المقترحات الرئيسية الواردة فيه. وأوضح كارتر أن المحاور الرئيسية لكتابه هى ان توقف اسرائيل قمع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وان تنسحب الى الحدود المعترف بها دوليا وان تدخل فى مفاوضات مكثفة لاحلال السلام. وأظهر استطلاعا للنشرة الدورية للشئون الخارجية نشر فى أكتوبر الماضي أن 70 % من الأمريكيين يؤيدون الرأى القائل بأن السياسات الأمريكية منحازة لإسرائيل اكثر من اللازم ما يحول دون قيام واشنطن بدور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.