في ذمار عدة مجالات للنشاط الثقافي ..في عدة منظمات مجتمع مدني.. فرع اتحاد الأدباء نادي القصة مركز الحوار بيت الشعر نادي البردوني منتدى الحضراني منتدى جهران إضافة إلى عدد من الجمعيات والمؤسسات والنقابات.. في ذمار إمكانيات طيبة لاحتواء مواهب الشباب المبدع. في ذمار جامعة فتية بكليات متعددة...وفي ذمار مكتبة البردوني بمديرها الموهوب عبده الحودي أستاذ في الأخلاق والتعاون ..وأستاذ في التعامل والتفاني وحب الأخرين. في ذمار عدد لابأس به من كتاب وكاتبات القصة ومن الشاعرات والشعراء...وفيها العديد من الشباب الموهوب في الرسم...والمحب للعمل الجماعي وخدمة مجتمعه. نشاط لم يسبق له مثيل..ندوات وفعاليات أدبية...وحلقات نقاشية حقوقية.. بالأمس كنت محظوظاً أن أحضر فعالية قصصية بمقر فرع إتحاد الأدباء والكتاب بذمار أحياها :بشير زنداني..اسماء المصري حفصة ومجلي ..وتخلفت نبات السماوي. فعالية رائعة حضرها عدد لابأس به من المهتمين والمهتمات..وحين أقول عدد لابأس به فإني أعني أنه عشرة أضعاف مايحضره في فعاليات مماثلة في عدن أو صنعاء. وضمن الحضور كان هناك عدد من مدرسي الجامعة ومنه أ.د/صبري مسلم وأ.د /خالد علي مصطفى و م.د/صادق الحلو.. قدم الفعالية الشاعر عبده الحودي...مقاعد القاعة امتلأت ..لكن كان هناك عيب صغير.. حين تغيب الاستاذ صالح الجبر رئيس الفرع والأستاذ الشاعر محمد الموشكي المسؤول المالي وكذلك الاستاذ عبدالله لقمان نائب رئيس الفرع عن حضور فعالية مهمة وهم أصحاب الدار. إضافة إلى أن مكان المقيل ظل فيه عدد من ماضغي القات..وكأن همهم هو مضغ القات في مقر يقيم فعالية إبداعية نوعية..وكان«الموالعة» يظهرون من باب تلك الغرفة بملامح مشوشة فكم نتمنى أن يمنع تناول القات يوم الفعاليات ليس في فرع ذمار بل في جميع فروع الاتحاد. موالعة القات بأوداجهم المنتفخة..وملامحهم المشوشة يبثون الرعب..ويهلون مسحة من اللامبالاة ..فهل يتخذ فرع ذمار قرار منع تناول القات يوم إقامة الفعاليات على الأقل احتراماً للأدب والإبداع..إضافة إلى أن هناك العديد من الفتيات يحضرن تلك الأنشطة ويشاركن فيها.. والأصدقاء الموالعة يكونون في تلك النظرات خارج الجاهزية..أعين ترمق ...وملامح تائهة..فهل ذلك جزء من المشهد..وجزء إبداعي..؟ أم أن مضغ القات إبداع يجب أن نحافظ عليه..هي تحية لفرع ذمار الذي بدأ ينشط..لكن مضغ القات في يوم إقامة الفعاليات شيء يجب منعه. قرأ القاص المتميز بشير زندان نصين احدهما بعنوان الباعوضة .والآخر حول فلاح يستغل حيواناته..بشير دارس الفرنسية قاص متميز يجيد اختيار محتوى نصوصه.. ويجيد اختيار رموزه...كما أن قصصه تسبح في نهر التشويق والإثارة.. بشير ذاك الشاب الخلوق سيكون له شأن رائع في المجال الابداعي وكذلك الترجمة وهو يعد ويستعد للدراسات العليا في مجال لغوي يخدم خطه الابداعي. أما القاصة أسماء المصري فهي القاصة صاحبة التميز في الإلقاء..وهي التي ابتدعت أسلوب اشراف اطراف أخرى في حواراتها القصصية بحيث تشرك إحدى زميلاتها أو زميل في القراءة مما يلفت انتباه المتابع..حيث تختلف الأصوات وهذه أساليب خاصة بأسماء..وهي رغم ملامحها الجادة وقسمات وجهها تتفرد بالبحث والمغامرة إضافة إلى التجريب.. اسماء تصوغ نصوصها من واقع الحياة..وتوحي مفرداتها بنكهة الحياة الشعبية اليمنية. أسماء تحاول الخروج من عنق الزجاج وهي قادرة على ذلك..وقد قرأت نصين من أجمل نصوصها: في آي بي ونص آخر بعنوان«رب أسرة في الحادي عشرة» وقد حازت قصصها رغم قصرها على إعجاب الحضور في الموضوع أو البناء أو الأسلوب الجديد في اشراك الآخر في الالقاء. أما القاصة حفصة مجلي..فهي تسير بخطوات ثابتة على طريق التميز. وقد قدمت نصين الأول بعنوان الصورة الأخيرة الذي كنت أتمنى تسميته «بتفرطة» وان كانت مفردة عامية ..والنص الثاني بعنوان«ملاعق» قصص حفصة تتميز بعمق الموضوع وسهولة التناول..إضافة إلى أن كل مواضيع قصصها من واقع الأسرة..ومن مفارقات الحياة اليومية. حفصة تسير على خطوات الواقعية مع حرصها بتطعيمها بخيال آخاذ. ولهذا فغدها أروع..والأيام القادمة تبشر بمولد قامة متمكنة ومتميزة. وقد تغيبت القاصة نبات السماوي.. والتي لاحظت بزوغ نجمها في العام الماضي..إلا أن اختفاءها قد يمثل خسارة وفقدان قاصة متمكنة. هناك أسماء عديدة في ذمار بزغت اسماءها في مجال القصة والشعر..وهناك طاقات خلاقة. والجميل أن عدد من أساتذة الجامعة يدعون تلك الأسماء أمثال د/.وجدان الصانع د/صبري مسلم وأسماء أخرى.. فذمار قادمة كما هو شأنها عبر التاريخ ذمار غزل المقدشية.. البردوني.. الحضراني.. الوريث.. والأجمل أن جامعة ذمار مثلث الأرضية الخصبة لكل تلك الأسماء.. وكم أتمنى أن أحضر كل الفعاليات والأنشطة التي تقام في ذمار..حتى أكتب انطباعاتي عن مايدور..وكم أنت جميلة ورائعة ياذمار. فشكراً للجبر والموشكي والنهاري وشكراً لشباب وشابات مركز الحوار...وإدارة مكتبة البردوني..وشكراً لأعضاء أندية القصة والبردوني والحضراني...وشكراً للشباب المبدع والشابات المتشربات بالإبداع والأخلاق والمتحصنات بالعلم. وغداً سيفرد الوطن أجنحته للإبداع الذماري وغداً ستتلون السماء بألوان الشعر والقصة الذمارية.