لا تزال محافظة ذمار تثبت أنها مركزاً ثقافياً متفرداً بما تقدمه للساحة الثقافية والأدبية وأكدت ذلك مرارا وها هو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ذمار يبرهن للجميع بفعالية متميزة أعادت إلى الأذهان فقيد الوطن الشاعر والإنسان محمد أنعم غالب . المكان مكتبة البردوني العامة – الزمان الرابعة عصراً – الحضور نخبة الثقافة والأدب والنقد في محافظة ذمار كان على رأسهم ( الكاتب والناقد العراقي أ.د صبري مسلم حمادي والأديب الناقد عبدالوهاب الحراسي والناقد المتميز الأستاذ خالد الشامي والكاتب والناقد الصحفي بشير المصقري والأستاذ والناقد محمد عصبه رئيس منتدى الحضراني الثقافي و الشاعر مراد أحمد عيسى رئيس رابطة البردوني الثقافية ومجموعة من الشعراء وكُتّاب القصة بالمحافظة ). أن الفعالية بدأت بكلمة رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ذمار الأستاذ عبده علي الحودي الذي قال بأن " محمد أنعم غالب نجم بارز من نجوم جيل الرواد حمل من الذكاء والذوق والتحضر والإنفتاح والمعرفة والثقافة والبساطة الكثير " وهذا ليس بغريب على شخصية ك المرحوم محمد أنعم غالب إذ أشار الحودي إلى أن الفعالية التي ينظمها الإتحاد بذمار هي " لنتذكر جوانب مضيئة من حياة فقيدنا الكبير الإنسان والأديب والسياسي المؤمن والمخلص للوطن " وأكد على بقاء روحه معنا في كتبه ومؤلفاته شاكراً في نهاية كلمته " من نسق لهذه الفعالية الشاب"محمد إبراهيم الغرباني" والشكر الكبير للأدباء والنقاد والحاضرين الذين بادروا إلى تلبية الدعوة لحضور هذه الفعالية " . كانت كلمة الأستاذ الحودي إيذاناً بقراءة كلمة أسرة الفقيد التي كتبتها ابنته الأستاذة لميس محمد أنعم غالب وقرأها محمد إبراهيم الغرباني حيث تميزت الكلمة بأسلوب متفرد في كتابتها وأسلوب الحوار الذي أشارت إليه في حديثها إلى والدها أبدت من خلالها حبه الكبير لليمن ولليمنيين رغم كل شيء . هنا بدأ دور جديد قاده الأستاذ عبدالوهاب الحراسي من خلال ورقة العمل الأولى في الفعالية والتي عنونها ب ( جدلية الذات والموضوع في شعر محمد أنعم غالب ) إذ حرص الحراسي على أن يضيء جوانب مهمة في مسيرة أنعم الإبداعية والأدبية وأكد على أنه " إنسانُ لم يرى ذاته إلى من خلال الوطن وهي سمة لا يمكن أن نجدها في شاعر غير محمد أنعم غالب " . الأستاذ خالد الشامي كان استثنائياً في قراءته إذ قدم على الطاولة ورقة حملت عنوان ( السرد كملمح من ملامح الحداثة في شعر محمد أنعم غالب " قصيدة الغريب أنموذجاً ) أبرز من خلالها " إدراك الشاعر محمد انعم غالب لأهمية التوظيف السردي في الشعر الحديث , حيث يتضح من خلاله شعره إدراكه أيضاً لعدد من التقنيات السردية الحديثة لم يكن يدركها حتى بعض كُتّاب السرد وقد استطاع الشاعر أنعم توظيف هذه التقنيات توظيفاً جيداً في ثنايا شعره ". لم ننته بعد فلقد أثار عنوان الورقة التي قدمها الأستاذ بشير المصقري, ووفق موقع "شباب العزم"انها اثارت لغطاً داخل القاعة إذ أصر المصقري على أن محمد أنعم غالب .. شاغراً وليس شاعراً وهو ماعرفناه لاحقاً بأن ما عناه المصقري تماماً أن مكان محمد أنعم غالب سيظل شاغراً لأنه لن يستطيع أن يحلّ محله أحد , الورقة التي أشار فيها المصقري من خلال عدة محاور " إلى أن انسانية محمد أنعم غالب لم تتسخ رغم الترف الذي عاش فيه وتعدد المناصب التي تولاها وأشار إلى أنه غالباً ما تكون الالتزامات وروتينات المنصب تطغى على القيم لكن محمد أنعم أنموذجاً آخراً وهو ذوبان المنصب في اعتمالات شخصية هذا الشاعر الكبير ".