ذكرت دارسة وصفية أجريت على مجموعة من الأطفال وأولياء أمورهم والمعلمين أيضا أن اغلب الأطفال اليمنيين يشاهدون التلفزيون وان المعدل الزمني للمشاهدة أثناء فترة الدراسة هو ساعة يوميا. وأوضحت الدراسة التي أجراها الباحث /وديع العزعزي أن برنامج الأطفال التلفزيونية يؤثر بشكل سلبي على سلوك الأطفال ونفسيتهم..توصل العزعزي -أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام إلى عدة نقاط توضح أشكالا مختلفة للتأثر.. الدراسة التي تناول فيها العزعزي -الأكاديمي بجامعة صنعاء-((تأثير الأطفال اليمنيين بالعنف التلفزيوني)) طرحت مصفوفة من التوجيهات التي رأي فيها الباحث أن تسهم في حل المشكلة بعد وصف وتحليل الحقائق المتعلقة بطبيعتها. ووزعت الدراسة توصياتها ال(22)على أربع جهات وجهتها إلى أولياء الأمور في ضرورة مراقبة مايشاهدونة أطفالهم من برنامج ومناقشاتهم فيها وتوعيتهم بخطر البرامج المرتبطة بالعنف. إلى جانب تحديد مدة زمنية لتعرض أطفالهم للبرنامج وتحديد مشاهدة مفيدة منها وتنظم وفحص ما يشاهده الأهل نظرا لتأثير الأطفال وأهليهم الكبار إضافة إلى تشجيع الأطفال على مشاهدة برامج متنوعة. وفيما اقترح الباحث على أولياء الأمور توفير وسائل ترفيه أخرى تنمى قدرات الطفل الذهنية وحثهم على قراءة الكتب والمجلات المفيدة، ركز أيضا على الاهتمام برعايته الصحية والنفسية.. وشملت الدراسة في توصياتها وزارة التربية والتعليم والمدرسة بشان قيام المعلم بمناقشة تلاميذه حول البرامج التي يشاهدونها وتوعيتهم بأخطار العنف التلفزيوني وتوجيهيهم إلى مشاهدة البرامج المفيدة وبأوقات معينة وتعريفهم بالمشاهد الناقدة للبرامج. واقترحت الدراسة إدخال مادة التربية على استخدام وسائل الإعلام في مناهج ومقررات الدراسة للتوعية الإعلامية مع الاهتمام بمراكز ثقافة الطفل والمجلات الخاصة به. وخصصت الدراسة في توصياتها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومنظمات المجتمع المدني المهمة بالأطفال في إنتاج دليل لأولياء الأمور حول قواعد ومبادئ المشاهدة الايجابية لأطفالهم وتعليمهم بذلك وإقامة ورش عمل في المدارس حول الآثار السلبية البرامج لعنف إضافة إلى القيام بدراسات ميدانية ومتتالية عن الأفعال وعلاقتهم بالقنوات الفضائية والتأثيرات المحتملة عليهم. ولم يغفل الباحث في توصيات دراسات القنوات الفضائية وجه إليها بضرورة إعداد برامج تنمى القيم الايجابية للطفل وتساعد التنشئة الاجتماعية والتربوية السليمة له. وكذلك إنتاج أفلام كرتون لحكايات إسلامية وعربية تؤثر إيجابا على عقلية الطفل، ودراسة حاجات الطفل بشكل أكثر عمقا في سياسة تخطيطها للبرامج، إضافة إلى توفير معدين ومقدمين لبرامج الأطفال من ذوي الخبرة المصقولة والمعرفة الجيدة بالجوانب العقلية والانفعالية للأطفال. وركزت التوصيات على أن تشرف على برامج الأطفال لجان علمية تربوية مختصة في مجالات تثقيف الأطفال. وجاءت زيادة الوقاية على الرسوم المتحركة والأفلام التي تعرض العنف والجريمة والتقليل من عرضها ضمن التوصيات التي طرحتها الدراسة للقنوات الفضائية والتي رأت انه لها دور بارز في التقليل من ظاهرة العنف التلفزيوني خاصة عند الأطفال. ويتغلب نسبة الذكور على الإناث بنسبة(60%- 43%) من مجموع نسبة الأطفال الذين يتأثرون بالعنف التلفزيوني وهم(51%)، من العينة التي أجريت عليها الدراسة حسب ما ضمنته في نتائجها. ولاحظت الدراسة أن الإعجاب الكبير بمشاهدة الرسوم المتحركة التي فيها عنف ومطاردة والاستمتاع بمشاهدات الانفجارات والحرائق والاقتتال فيها إلى جانب شراء ملابس وحدائق عليها صور الأبطال هي ضمن التأثيرات السلبية للبرامج التلفزيونية على نفسية الأطفال. واستنتجت الدراسة أيضا السلوك العدواني والعنف للأطفال في المدارس أو البيت، خلاصة تقليدهم للحركات القتالية الأبطال الأفلام التي يشاهدونها. وفيما ينظر الأطفال إلي العنف في الواقع بأنه سلوك عادي يتلفظون بعبارات السب والشتم التي يسمعونها في بعض البرامج التلفزيونية كشكل من أشكال التأثيرات السلبي على سلوك الأطفال وفقا لنتائج الدراسة. الباحث في دراسة أعتمد على ثلاث عينات عددها الكلي (407)وهم الأطفال (180)وأوليا الأمور وعددهم (180) والمعلمين عددهم (47) واختار العينية العشوائية الطبقية. ونفذت الدارسة الميدانية من 15-30سبتمبر 2005م حسب ما ذكرته الدراسة. وأعتمد أيضا على تقسيم عنية المناطق إلى منخفضة المستوى ومتوسطة ومرتفعة المستوى وكذا عينة المدارس الابتدائية (الحكومية والخاصة) وتم اختيار ثلاث منها عشوائيا. وحدد الباحث مجتمع الدراسة في حدود إمكانياته بالأطفال الذين يدرسون (الصفوف الدراسية الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية رابع- خامس- سادس)وأولياء أمورهم ومعلمين في مدينة صنعاء أمانة العاصمة.