مرشح الرئاسة الفرنسية " نيكولاي ساركوزي " ضد اليسار والاشتراكيين بطيوف ألوانهم، وهو إلى ذلك يؤيد ما يسمى الجبهة العالمية لمكافحة الإرهاب.غير أنه وبالرغم من ذلك مازال قادراً على الاستفادة من تاريخه السياسي المديد، فقد خرج ساركوزي من ذات الحزب الذي أسسه شيراك " الاتحاد من أجل الحركة الشعبية " ومازال يراهن على دعم شيراك له بالرغم من الآلام والمتاعب التي تعرّض لها الرئيس شيراك أثناء الانتفاضة الشبابية العارمة ، والتي أسهم ساركوزي في تأجيجها من خلال تصريحاته النارية المعادية للفرنسيين ذوي الأصول العربية الأفريكانية، متناسياً أنه ابن مهاجر مجري، وأنه اكتسب الجنسية الفرنسية بالمولد، مثله مثل ملايين الفرنسيين ذوي الأصول العرقية الأخرى . ساركوزي يباشر معركته نحو قصر " الأليزيه "، فيما تتوزع الخارطة الانتخابية الفرنسية الراهنة بين أقصى اليمين وحتى اليسار الرشيد وعلى النحو التالي : * نيكولا ساركوزي الذي أسلفنا الحديث عنه، والخارج من مظلة حزب شيراك، ذو الخبرة الطويلة كرئيس للوزراء مرتين وعمدة لمدينة باريس لمدة 18 عاماً، ثم وزيراً للداخلية في حكومة شيراك . سيجولين رويال : المرشحة الاشتراكية التي تتحرك بخُطىً ثابتة، وتراهن على المكاسب الاجتماعية للفقراء والمهاجرين، وتنال مكانة مؤكدة في تلك الأوساط . فرانسوا بيرو: مرشحة حزب الاتحاد من أجل ديمقراطية فرنسية ، والذي من تسميته نتبيّن نزعته القومية الليبرالية. أخيراً اليميني فاقع اللون «جان ماري لوبان» الذي يعلن جهاراً نهاراً رفضه لدستور الاتحاد الأوروبي والعداء للأجانب . هذه الخارطة ستشكل المعيار المحتمل للتحالفات والمفاجآت معاً، والمرجح أن تصل الانتخابات إلى دورة ثانية لانتخاب الرئيس، وأن تتمدد إلى شهر مايو القادم، خاصة وأن استطلاعات الآراء تظهر تقارباً بين المتنافسين الأشداء . قراءة المشهد الانتخابي الفرنسي يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للعالم العربي، ذلك أن فرنسا يمكنها التأثير على مسارات الحلول السياسية والعسكرية واللوجستية في المناطق والبؤر الساخنة عربياً، ولهذا فإن فتح هذا الملف وإدراك استتباعات مواقف رموز اليمين الجديد أمر مهم جداً للعرب إن شاءوا لهم دوراً في هذا العالم المترجرج .