كثيرون هم الذين التقطوا صوراً لشجرة دم الأخوين التي تنفرد بها جزيرة سقطرى، لكن السلوفاني ميران هفالا وحده فقط أمضى يومين ونصف اليوم يراقب حركة الضوء والظل الساقطة على الشجرة حتى التقط لها صورة "تعتبر فريدة بكل المقاييس".. وقال هفالا لوكالة الأنبأ اليمنية (سبأ) إنه بقي يومين وعصرية يراقب مسارات الشمس حتى التقط تلك الصورة الفريدة عند بدء الشروق.. وتظهر الصورة شجرة دم الأخوين في بؤرة يتقاسمها الضوء والظل.. وأوضح هفالا انه يعطي أهمية كبيرة لدرجة الضوء. وقال "فكرت ملياً في كيفية اقتناص تلك اللحظة التي يلتقي فيها الضوء والظل عند منطقة جذور الشجرة".. وإلى جانب الصور الفوتوغرافية العديدة للجزيرة نفذ هفالا وشارك في إنجاز عدد من الأفلام المصورة حول الجزيرة التي يسعى اليمن للترويج لها عالمياً بهدف إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي التي ترعاها اليونسكو.. ومن أعمال هفالا "سقطرى.. جميلة اليمن النائمة" وهو شريط مصور مدته 35 دقيقة.. كما يستعد لتنفيذ شريط عن الأغنية والموسيقى في أرخبيل سقطرى ضمن مشروع يتبناه البيت اليمني للموسيقى.. وقال هفالا الذي يعزو لنفسه فكرة إعداد حملة اختيار سقطرى ضمن مناطق التراث العالمي التي ترعاها اليونسكو " أنه منتج ومنفذ وصاحب فكرة أول فيلم وثائقي سلوفيني يوغسلافي عن اليمن في 1984م".. ونشر هفالا عدداً من المقالات عن اليمن في صحف أوروبية، فضلاً عن تنفيذه ملصقات وتقاويم وبطائق بريدية تستلهم طبيعة سقطرى.. ولشغف الرجل بأعماله الفوتوغرافية حول سقطرى، طبع ما يعتبرها أروع صوره على بطاقة تحمل اسمه وعنوانه، وقال: "عندما أذهب إلى حديبو أشعر أنني من الناس".. وتعود أول زيارة لهفالا إلى جزيرة سقطرى للعام 1999م برفقة فريق من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "آنذاك أدركت بأن هناك مواضيع حقيقية لإنجاز أفلام" وتوقع أن يحظى شريطه المرتقب عن التراث الموسيقي والغنائي في سقطرى بشهرة عند عرضه.. لافتاً إلى أن أوروبا بحاجة لاستقبال أعمال كهذه.. وكان هفالا قد جاء حقل التصوير من العمل التقني في الإرسال الإذاعي والتلفزيوني، حيث قدم إلى اليمن العام 1983م ضمن برنامج التعاون الفني بين اليمن والحكومة اليوغسلافية.. وعمل هفالا بداية خبيراً في محطة الإرسال الإذاعي بمنطقة الصباحة في صنعاء ثم مدير مشروع لسبع محطات إرسال تلفزيوني، لكن زيارته الأولى لسقطرى العام 1999م غيرت مسار حياته بحيث أخذ يتجه كلية نحو التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني.. وذكر هفالا أن الهواية كانت بداية علاقته بالكاميرا.. مشيراً إلى أن في ذهنه أفكاراً عدة لمشاريع تلفزيونية وترويجية تدور حول الطبيعة البكر لسقطرى.. متمنياً أن يجد التمويل لترى مشاريعه هذه النور.