يُعد تدريب وتأهيل المعلمين عملية ضرورية وغاية في الأهمية من أجل اكساب المعلمين مهارات ومعارف جديدة تعمل على تحسين وتطوير مستوى الأداء عند المعلمين والارتقاء بالعملية التعليمية. صعوبات ومؤسسات لكن تظل هناك صعوبة وعوائق تواجه المؤسسات التربوية والتعليمية تتمثل في عدم القدرة على استيعاب تأهيل وتدريب جميع المعلمين نظراً للأعداد الكبيرة من المعلمين والمنتشرين في عموم محافظات الجمهورية. فيما تبقى هناك العديد من الأساليب التي يستطيع المعلم من خلالها تطوير نفسه وتحسين أدائه فهناك مثلاً حضور الندوات والمؤتمرات التربوية أو الاطلاع والمتابعة للمجلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية التربوية المتخصصة بغرض الاستفادة منها. أسلوب جديد ولغرض التدريب أيضاً ظهر في الثمانينيات من القرن الماضي أسلوب جديد لتدريب المعلمين أثناء الخدمة وهذا الأسلوب من التدريب يطلق عليه أسلوب التدريب بالزملاء peer Caching حيث أن المعلم من خلال هذا الأسلوب يستطيع تطوير وتحسين أداءه بالاستفادة من زملائه المعلمين في المدرسة فيتعلم منهم ويتعلمون منه يوجههم ويوجهونه يشرح لهم ويشرحون له ، كما أن المعلم المتميز يقوم بتقديم المساعدة لمعلم آخر وأحياناً يقوم المعلم ذو الخبرة التدريسية بتدريب المعلم حديث الخبرة أو قد يحضر أحد المعلمين دورة تدريبية ليفيد الآخرين في مدرسته. وحول هذا الأسلوب من التدريب نشرت مجلة المعرفة في العدد 123 دراسة قيمة وجيدة للكاتبة هيا المزروع تناولت فيها أهمية وأهداف ومزايا أسلوب التدريب بالزملاء بالإضافة إلى مواصفات التدريب الفعّال بالزملاء. محاولات جادة وقد عرف إكلاند عام 1991م أسلوب التدريب بالزملاء بأنه «إجراء يقوم به فريق من المعلمين لملاحظة البعض باستمرار وتقديم الدعم والزمالة والتغذية الراجعة» وذكرت الكاتبة أنه تم استخدام هذا الأسلوب في تدريب المعلمين في أثناء الخدمة منذ بداية الثمنينيات وأنه بالرغم من شيوع أوجه التعاون والمساعدة بين المعلمين إلا أن أول من التفت إلى أهمية ذلك النوع من التعاون ودوره في تطوير المعلم هما التربويتان«جويس وشاورز» ففي السبعينيات من القرن العشرين لاحظ الباحثون أنه بالرغم من المحاولات الجادة لتدريب المعلمين في أثناء الخدمة لتعلم مهارات جديدة وتطبيقها في المدارس إلا أن التدريب لم يحقق النجاح المتوقع لذلك اقترحت جويس وشاورز النمذجة والمحاكاة والتدريب في الفصول مع التغذية الراجعة أي أن المعلمين يحتاجون إلى المساعدة داخل الفصول على افتراض أن التوجيه بعد التدريب يعطي نتائج أفضل من نتائج التدريب فقط وقد أثبتت دراساتهما بعد ذلك أن المعلمين الذين حظوا بتوجيه ومشاركة في التخطيط للتدريس استطاعوا تطبيق المهارات والأساليب الجديدة بشكل أفضل من زملائهم .. لذلك أوصتا بتشكيل فرق لتوجيه وتدريب المعلمين. مزايا تدريبية ولقد أشارت الدراسات إلى مزايا أسلوب التدريب بالزملاء بين المعلمين في الآتي: يساهم في نقل المهارات والاستراتيجيات الجديدة إلى أرض الواقع وتطبيقها في الفصول وذلك عن طريق استعادة وتذكر هذه المهارات بين الزملاء المعلمين وكذلك تعلم استراتيجيات جديدة. يساعد على تطوير المعلم وتأقلمه مع التجارب التعليمية في الفصل فيثبت التجارب الإيجابية ويعالج ويطور البدائل للتجارب غير الفعالة ما يؤدي إلى زيادة شعور المعلم بفعاليته في التدريس. يقلل من العزلة بين المعلم ويقوي الدعم والزمالة بين المدرسين حيث يعزز التعاون والمشاركة في الأفكار والأساليب الفعالة ويبني ثقافة العمل التعاوني ليساعد المعلمين على تبادل الأفكار والخبرات الناجحة ومناقشة قضايا التدريس. يؤسس المعلم كباحث في شئون التدريس ودارس لقضايا التعليم. يعّود المعلم على الممارسة التأملية في التدريس. يساهم في توفير الوقت والجهد للمعلمين في ظل توفر المشاركة مع الزميل في التخطيط للدروس وتقديم التغذية الراجعة الفردية. يعتبر وسيلة دعم ومساعدة بالذات للمعلمين الجدد والمعلمين المبتدئين. أهداف التدريب بالزملاء توجد ثلاثة أهداف للتدريب بالزملاء وهي: 1 تدريب على المهارات التدريسية وهو النوع الذي طورّه جويس وشاورز ويهدف إلى انتقال التدريب إلى الفصول حيث يعقب التدريب على مهارة محددة فيقوم الزميلان بالتجريب والملاحظة لهذه المهارة. 2 تدريب لتحسين التدريس بينما يهدف التدريب الفني إلى اتقان مهارات جديدة فإن التدريب مع زميل يهدف إلى تحسين الأداء التدريسي بشكل عام وتقوية الزمالة المهنية والحوار بين زملاء المهنة كذلك يساعد في حفز التفكير التأملي. 3 تدريب عن طريق التصدي للمشكلات وهو يقوم على أساس أن فريقاً من المعلمين يتعاونون لحل المشكلات التي تواجههم فيبدأ بتحديد المشكلة والسعي لحلها.. ودائماً تتخذ برامج التدريب بالزملاء أحد الشكلين التاليين: التدريب عن طريق الخبير حيث يقوم المعلم المتميز بتقديم المساعدة لمعلم آخر. التدريب التبادلي حيث يتبادل المعلمون الأدوار فمرة يقوم بالتدريس أمام زميله ومرة يقوم بملاحظة زميله في التدريس فيتعلم المعلمون الاستراتيجيات سوياً من خلال ملاحظة البعض والتعليق البناء ويكون التدريب بين اثنين أو ثلاثة من الزملاء. خصائص وتميز وهذا النوع من التدريب يتميز عن غيره من أساليب التدريب في أنه يشجع على استفادة وتعلم المعلمين من بعضهم البعض. خصائص أسلوب التدريب التبادلي بالزملاء ذكرت هذه الدراسة مجموعة من الخصائص التي يتمتع بها أسلوب التدريب التبادلي والتي تميزه عن غيره من أساليب التدريب الأخرى وتتمثل هذه الخصائص في مايلي: يهدف أسلوب التدريب التبادلي بالزملاء إلى تقديم المساعدة وتشجيع التعاون بين المعلمين من خلال الحوار والمناقشة بين المعلمين لإثراء الفهم والوعي عند المعلمين عن سبب نجاح درس معين مع مجموعة وعدم نجاحه مع مجموعة أخرى. حيث أن تعاون المعلمين لتحقيق أهداف مشتركة يساعد على رفع مستوى التلاميذ وتحسين بيئة التدريس بشكل عام. أسلوب التدريب التبادلي بالزملاء لايهدف إلى تقييم أداء المعلم ولايعتمد على إصدار حكم حيث المتدربون جميعهم معلمون يسعون إلى تحسين العملية التعليمية من خلال جمع المعلومات التي يحتاج إليها المعلم بغرض الاستفادة منها وتطبيقها في عمله. يعتمد أسلوب التدريب على إيجاد علاقة زمالة مهنية وصحية ، كما أن المشاركة في التدريب بالزملاء تقلل من العزلة بين المعلمين وتبني الثقة بينهم لأن التفاعل مع الأخرين يؤدي إلى تبادل الأفكار والتنفيس عن الاحباطات خلال المواقف الحرجة وبالتالي دعم القدرة على المحاولة والتجريب... المشاركة تطوعية تعتبر المشاركة في هذا التدريب تطوعية وليست إلزامية أي أن التدريب يتطلب موافقة جميع المشاركين على التعاون والمشاركة في وضع الأهداف وتطوير المواد اللازمة وجمع المعلومات.وهذا التدريب يكون ناجحاً وفعّالاً عندما يشعر المعلم أنه بحاجة لهذا الأسلوب ويرغب في الإنضمام إلى زميل أو فريق عمل يرتاح إليه ويثق به وهذا يتم من خلال التعريف ونشر الوعي حول هذا الأسلوب والتدريب. يتميز هذا النوع من التدريب بأنه سري وخاص فما يدور من حوار ونقاش بين المعلمين يبقى سرياً وخاصاً فقد يطلب المعلم من فريق التدريب ملاحظته أثناء قيامه بعمله داخل الفصل الدراسي ومدى فعاليته وقدرته أو ادارته للفصل الدراسي وإبداء آرائهم وملاحظاتهم بدون معرفة مرؤوسيه لنقاط ضعفه أو سلبياته. هذا الأسلوب من التدريب تبادلي حيث لاتوجد علاقة هرمية بين المتدربين فمرة يكون الزميل مدرباً يساعد زميله على تحديد الصعوبات لديه ويشاهد أداءه ويقدم له التغذية الراجعة ومرة يكون هو المعلم الذي يحتاج إلى زميله كمدرب له. يعتمد هذا الأسلوب من التدريب على الملاحظة المنظمة فهو مبنى على ملاحظة التدريس وتقديم التغذية الراجعة بعد الملاحظة وتركز هذه الملاحظات على مايناسب حاجات المعلم التي يحددها بمساعدة زميله. توفر هذه الخصائص يساعد على إيجاد بيئة آمنة لتجريب وتحليل التدريس. كيف لنا أن نستفيد؟ لكي تتم الاستفادة المثلى من أسلوب التدريب بالزملاء وإذا أردنا أن ينتشر ويتوسع استخدام هذا النوع من التدريب في أوساط المعلمين فلابد من تفعيله وذلك من خلال مايلي: تحديد الهدف من التدريب بالزملاء بمعنى تحديد نوع التدريب المقصود تنفيذه وهل المقصود التدريب على مهارات معينة أو التدريب لتحسين مستوى التدريس أو للتصدي لمشكلة تواجه المدرسة. بناء على تحديد الهدف من التدريب يتم تحديده إذا كان المعلمون من تخصص واحد أو من تخصصات مختلفة. يجب تقديم تدريب يؤهل المعلمين لنجاح أسلوب التدريب بالزملاء ويأتي ذلك من خلال اتباع الخطوات اللازمة مثل تنظيم الاجتماعات قبل وبعد ملاحظة التدريس وتحديد صعوبات التدريس وتقديم التغذية الراجعة. يجب أن تكون الإدارة المدرسية ملمة ومتفاعلة مع هذا الأسلوب من التدريب كأحد الأساليب الفعّال للتدريب. بناء الثقة بين المعلمين. يجب الابتعاد عن التغذية الراجعة اللفظية التي تحتوي على تقييم. ضرورة أن يوافق جميع المشاركين على التعاون والمشاركة في التدريب. تقديم حوافز للمشاركة في التدريب ، لأن طبيعة التدريب تطوعية وليست إلزامية. أن يكون التدريب تبادلياً بين المعلمين. ضرورة الاعتماد على الملاحظة المنظمة عن طريق تدوين الأداء بشكل وصفي وموضوعي...