أكد السفير الدكتور/علي الغفاري، رئيس دائرة الوطن العربي بوزارة الخارجية أن الوحدة وخيراتها التي لامست مختلف جوانب ومجالات الحياة برصيدها الكبير من المنجزات والمكاسب التي فاقت كل ما كان قد تحقق لليمن في المراحل السابقة من عمر الثورة اليمنية مثلت أحد الأسباب والمقومات الرئيسة لاحتلال اليمن مكانته السياسية والاجتماعية والتاريخية بين أمم ودول العالم. وأوضح أن السياسة الخارجية اليمنية المتسمة بالاعتدال والحكمة في تناول القضايا المحلية والعربية والاقليمية والدولية كان لها إسهامها البارز في تعزيز تلك المكانة. جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها أمس في قيادة الأمن المركزي بصنعاء والتي تناول فيها موضوع السياسة الخارجية لليمن في ظل دولة الوحدة المباركة التي رفع رايتها فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م لترفرف خفاقة في سماء الوطن معلنة عن مرحلة جديدة من المسار النضالي الثوري لليمن وأبنائه الذين هبوا ناشدين لأنفسهم الحرية ولوطنهم الرفعة والتقدم والرخاء. وأشار إلى أن اليمن وبفضل تضحيات أبنائه وسياسة وحكمة قائده الرمز وربان سفينته لم يعد ذلك البلد المجهول في خارطة الدول بعد أن صار أحد الشركاء المؤثرين في المجتمع الدولي ومواكباً لمختلف التطورات والأحداث التي يشهدها العالم اليوم. واستعرض الدكتور الغفاري في محاضرته مجمل النجاحات السياسية والاقتصادية التي تحققت لليمن على المستوى الإقليمي والدولي والتي كانت في مقدمة أولوياتها حل المشاكل الحدودية مع الأشقاء في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وفق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار" وهو الأمر الذي تجلت فيه مظاهر الحكمة في التعامل السياسي لحل الخلافات واحتوائها إلى جانب حل مشكلة أرخبيل جزر حنيش مع اريتريا من خلال التحكيم الدولي الذي صدر قراره في مصلحة اليمن. وتناول مواقف اليمن الرائدة في دعم القضايا الجوهرية العربية والاسلامية ومنها القضية الفلسطينية التي تحتل مرتبة متقدمة في سلم أولويات العمل السياسي اليمني في الشأن العربي وتحظى بكامل الدعم والاهتمام وكذا مبادراتها الدائمة والهادفة لرأب الصدع العربي ونبذ جذورة الخلاف بين مجتمعاته وأنظمته الحاكمة. وأشار الغفاري إلى مبادرات اليمن ومقترحاتها في المحافل الدولية والتي طالما وضعت مصالح الأمة العربية والاسلامية في صدارة اهتماماتها. واختتم الدكتور الغفاري محاضرته بالإشادة بدور الأبطال من أبناء القوات المسلحة والأمن في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في ربوع اليمن مما أسهم كثيراً في التوجه نحو إيجاد بنية اقتصادية تنموية ثابتة ومتطورة يوماً بعد يوم ليمن الوحدة والحضارة والتاريخ. وكانت المحاضرة قد جرت بحضور قائد قوات الأمن المركزي وعدد من القادة والضباط.