في الوقت الذي كانت ومازالت بلادنا الحبيبة اليمن تستعد وتتزين وتدخل أقصى درجات التأهب للاحتفاء بالعيد الوطني للوحدة اليمنية.. كان ثمة احتفاء آخر ووحدة أخرى تدور احداثها في بلاد«حلوة الحلوات» في جمهورية مصر المطرزة بالروعة ،مصر التي بناها«حلواني»!! فقد كنا نحن في جمهورية مصر المدهشة نسبق الاحتفاء الوطني اليماني أتدرين إناسبقنا الربيع نبشر بالموسم الطيب نعم لقد سبقنا الاحتفاء اليماني التاريخي حيث احتفينا أوكنا نحتفي بشكل راق من أشكال الوحدة العربية.. لكن هذه المرة على الطريقة البيئية!؟ - لقد التقينا هناك في بلاد«حابي» التي التقى القطري بالعراقي والسوري بالسوادني واليمني باللبناني والسعودي بالاردني والفلسطيني بالمصري والمغربي بالبحريني والليبي والجزائري والصومالي والتونسي وباقة من الشباب والكفاءات وجاءت من معظم البلدان العربية لتكتشف ولتتأكد أولاً أن الدم والشعور والجسد العربي ماهو إلا وحدة واحدة لاتتجزأ البتة. ثم بعد ذلك كانت الوحدة العربية التي مثلها اطار الاتحاد العربي للبيئة التابع لجامعة الدول العربية.. قد انتقلت بنا إلى اطار أوسع وهو الوحدة الأممية.. على اعتبار أن البيئة هي قضية أممية ذات طابع عالمي وانساني. وهكذا فقد كان موضوع المؤتمر البيئى الذي نظمه الاتحاد العربي هو«التغيرات المناخية» ... وماأدراك ما التغيرات المناخية؟؟ - التغيرات المناخية هي مشكلة العصر الأولى وحسبها أنها باتت تهدد الكرة الأرضية بالفناء! ولم يقتصر تأثيرها على الحاضر والمستقبل فحسب بل امتد ليطال الماضي أيضاً حيث أصبحت تهدد تراثنا الانساني والتاريخي .. وكذا فقد أضحت التغيرات المناخية تدخل في القرارات السياسية نظراً لما تشكله من خطر داهم خاصة بعد أن وصلت إلى حد تهديد السلم والأمن الدوليين. - لقد توصل المجتمع الدولي في التسعينيات إلى اتفاقية غير مسبوقة بشأن الحاجة إلى حماية البيئة العالمية وبالأخص عن طريق التصديق على اتفاقيات ريو الثلاث وأولها«اتفاقية الأمم المتحدة بشأن أطر التغيرات المناخية». إلا أن كثيراً من الدول لم تنجح في تنفيذ هذه الاتفاقية؟ ويعزو ذلك إلى عدم فهم القدرات المطلوبة للوفاء بالالتزامات الوطنية .. وبالتالي فقد كان الاعتراف بهذه المعضلة هو السبب الذي حدا بمرفق البيئة العالمي إلى التوجه نحو دعم وتقييم القدرات الوطنية لتنفيذ الالتزامات الدولية على المستوى العالمي. - وهنا تجدر الاشارة إلى أن المؤتمر البيئي العربي بشأن التغيرات المناخية قد كان«بقصد أوبدون قصد» صورة من صور دعم القدرات الوطنية حيث نؤكد أن مثل هذه المؤتمرات لها دور كبير وفائدة عظمى في مجال تأهيل الشباب والكفاءات العربية في المجال البيئي والحفاظ على البيئة العربية والدولية .. ناهيك عما تمثله من فرصة ثمينة لتبادل الخبرات ،وإقامة علاقات متميزة بين المنظمات والجهات البيئية. - على العموم الاتحاد العربي للبيئة هو اسم محدود لنشاط«غير محدود» .. والمؤتمر الذي عقد مؤخراً في بلاد«أجدع ناس» هو ثمرة من ثمار هذا الاتحاد الرائع الذي أصبح يشار إليه بالاعجاب .. وكما هو دأبه فقد اختار الاتحاد العربي موضوع المؤتمر متواكباً مع القضية البيئية الأبرز عالمياً ،وهي القضية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة كقضية رئىسة للعام الحالي2007م. - وبالمناسبة لما كان من المؤكد أن المؤتمر قد تكلل بالنجاح المنقطع النظير.. فإن مرد هذا النجاح هو قيادة الاتحاد المتميزة ابتداءً بالدكتور القدير/مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للبيئة ومروراً بالشخصية المحبوبة الخلوق/يوسف الكاظم نائب رئىس الاتحاد ،وانتهاءً بالأمين العام الدكتور/ممدوح رشوان .. وهذا الأخير بذل مجهوداً خرافياً في تنظيم المؤتمر. - ونعود إلى موضوع الوحدة الذي هو حديث الساعة..فنؤكد أن التقاء الجهات والمنظمات البيئية من قاطبة الدول العربية قد مثل اتحاداً عربياً حقيقياً «بحق وحقيق» .. كما كان شكلاً رائعاً لوحدة عربية( فعلية). - فشكراً للزعيم التاريخي/علي عبدالله صالح على تحقيق الوحدة اليمنية .. وشكراً للاتحاد العربي للبيئة على تحقيق الوحدة العربية ، ولو«بالطريقة البيئية» وآخر كلامي سلامي. - مدير مركز التوعية البيئية بمحافظة تعز