- النهاري: الحفاظ على البيئة مسئولية مشتركة ينبغي تعزيزها - مدير فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن: نسعى إلى تنمية الوعي البيئي في المجتمع لم تعد قضايا الحفاظ على البيئة مقتصرة على مهام الهيئة العامة لحماية البيئة بل أصبحت تأخذ اتجاهات وأبعاداً مختلفة شملت انشاء نحو خمسين نادياً لأنصار البيئة من طلبة المدارس والمهتمين بقضايا البيئة الذين جسدوا بسلوكهم الحضاري حقيقة الوعي تجاه قضايا البيئة من خلال المشاركات الفاعلة في برامج النزول الميداني إلى كافة شواطئ محافظة عدن ومحمياتها الطبيعية بهدف تنظيفها من كافة المخلافات التي تشوه جمالها الخلاب ، مما يعكس الإهتمام الذي توليه الهيئة العامة لحماية البيئة ومنظمات المجتمع المدني بتحمل مسئولياتها في الحفاظ على البيئة وتنمية الوعي المجتمعي تجاه كافة القضايا التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على البيئة وفي هذا الإطار يؤكد الكثير من المهتمين بأهمية نشر التوعية البيئية حتى تترسخ كسلوك يمارس على أرض الواقع. التعريف بالمشكلة البيئية الأخ محمد عدنان فضل من أندية أنصار البيئة يقول في هذا الجانب: هناك الكثير من الأشياء التي نتعاطى معها في حياتنا اليومية بشكل عشوائي دون أن ندرك مخاطرها على حياتنا وعلى البيئة المحيطة بنا منها مايتعلق بالنظافة أو استخدام الأكياس البلاستيكية ،حيث تأكد لنا أن تلك الأكياس لها مخاطر كبيرة جداً ، كما ذكرها لنا العديد من خبراء البيئة وأبرز تلك المخاطر أن الأكياس البلاستيكية التي تستخدم للأطعمة الحارة تتسبب بأمراض السرطان نتيجة لاحتوائها على مركبات كيميائية تذوب بفعل الحرارة وبالتالي تختلط مع الأطعمة التي توضع في تلك الأكياس ، كما هو ملاحظ ومنذ فترة طويلة كنا نقوم بشراء الأطعمة من المطاعم القديمة القريبة منا وغالباً تعطى لنا تلك الأطعمة بأكياس بلاستيكية ،حيث تكون على درجة كبيرة من الغليان ولم نكن ندرك المخاطر التي تتسببها تلك الأكياس ، لذلك استطعنا أن نعكس ذلك على واقعنا وتوعية أفراد الأسرة بتلك المخاطر. الإهتمام بالتربية البيئية أما الأخت سوسن العضب تقول: إن تفعيل الأنشطة التوعوية بقضايا البيئة في أوساط النشء والشباب له أهمية كبيرة جداً في نشر ثقافة التربية البيئية وتجسيدها كسلوك يعتاد عليه الشباب في ممارسة حياتهم اليومية بدءاً من نظافة البيئة التي يعيشون فيها وانتهاءً بممارسة سلوكيات أخرى تعزز من الثقافة البيئىة للمجتمع لذلك يجب الحرص على توسيع تلك الأنشطة في أوساط الطلاب ، وتكثيف البرامج التوعوية الهادفة إلى خلق مزيد من الوعي البيئي في أوساط المجتمع وهذا لن يتأتى الاَّ من خلال تفاعل كافة الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ أهمية الحفاظ على البيئة ، ومايتوجب على كل فرد من المجتمع القيام به في هذا الجانب بدءاً من نظافة منزله والمحيط الذي يعيش فيه حتى يتجسد ذلك كسلوك يومي يمارسه المجتمع بشكلٍ عام ، حيث تؤكد الأخت احلام سالم ناشطة في مجال البيئة أن الحفاظ على البيئة واجب وطني وديني فالحفاظ على البيئة يعني الحفاظ على صحة الإنسان من الأمراض التي تحدث نتيجة التلوث الذي يحدثه الإنسان سواء تلوثاً مباشراً أو بفعل الملوثات التي تحدثها المصانع والاستخدام المتزايد للوسائل التكنولوجية المختلفة كل ذلك أصبح يهدد حياة الإنسان والحيوان ، على حدٍ سواء ، وما نلاحظه في مجتمعنا اليمني أن هناك الكثير من الملوثات الناتجة بفعل عدم الوعي من قبل المواطنين بالمخاطر التي تتسببها تلك الملوثات فنلاحظ انعدام النظافة سواء على محيط المنزل أو الشارع ،حيث تنتشر الكثير من المخلفات سواء من بقايا الأطعمة أو الأكياس البلاستيكية أو مخلفات الأدوية وغيرها من المخلفات التي تكون بؤراً لتجمع البعوض والذباب والتي تسبب بالعديد من الأمراض في المجتمع بما فيها الملاريا والتيفود وغيرهما ، كذلك الحرق العشوائي لتلك المخلفات تتسبب في انبعاث الغازات السامة التي تحدث تلوثاً في البيئة التي نعيش فيها وبالتالي ويتضرر منها الإنسان بفعل استنشاق تلك الغازات ، لذلك فإن الهدف الذي نسعى من أجله هو توعية الأسرة أولاً ثم المجتمع بأهمية النظافة باعتبارها الركيزة الأساسية للوقاية من كافة الأمراض الموجودة في المجتمع. فيما يؤكد الدكتور عبدالله النهاري مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن على ضرورة تنمية الوعي البيئي عند الطلاب والطالبات من خلال التربية البيئية وأضاف بأن هناك اهتماماً كبيراً بنشر الوعي البيئي في أوساط الطلبة حتى يتجسد ذلك كسلوك يشعر من خلاله الطالب بمسؤولية المشاركة في الحفاظ على البيئة ، لذلك نحرص على تعزيز هذا التوجه من خلال الأنشطة الصيفية التي يتم تنظيمها لابنائنا الطلاب والتي تشمل كافة الجوانب المتعلقة بتنمية المهارات والقدرات الإبدعية للطلبة وتكثيف البرامج الهادفة إلى خلق وعي بيئي لدى الطلاب من خلال التعاون المشترك مع افراد الهيئة العامة لحماية البيئة في تنفيذ تلك البرامج والتي نأمل أن تتجسد كسلوك يمارسه الطلاب على أرض الواقع. وهناك الكثير من البرامج التوعوية التي ينفذها فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة عدن وذلك من خلال التنسيق مع الجهات ذات العلاقة بما فيها مكتب التربية والتعليم وصندوق النظافة والتحسين ، حيث نفذنا خلال العام الماضي وعلى مدى شهر كامل تقريباً برنامجاً متكاملاً استهدف الطلاب والطالبات المشاركين في المخيمات الصيفية والبالغ عددهم نحو ثلاثة الآف طالب وطالبة في عموم مديريات المحافظة تم من خلاله القاء العديد من المحاضرات من قبل مجموعة من خبراء البيئة تركزت حول المفاهيم البيئية ومصادر التلوث ، ومخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية على البيئة وصحة الإنسان وغيرها من المحاضرات المتعلقة بمجال البيئة بالإضافة إلى النزول الميداني إلى محميات الأراضي الرطبة للاطلاع على تلك المحميات وما تكتنزه من موروث بيئي وجمال طبيعي متميز ينبغي الحفاظ عليه وتنميته ، كذلك هناك العديد من البرامج التي نفذت خلال الفترة الماضية والتي نتج عنها انشاء نحو32 نادياً لانصار البيئة في 32 مدرسة وقد تم توسيع تلك الأندية إلى نحو 50 نادياً وهذا يؤكد على أن هناك تفاعلاً إيجابياً كبيراً من قبل الطلبة تجاه قضايا البيئة من خلال مشاركتهم الفاعلة في حملات النظافة التي شملت الشواطئ ومحميات الأراضي الرطبة بالإضافة إلى أننا نسعى خلال الإجازة الصيفية إلى تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تنمية الوعي البيئي لدى الطلاب المشاركين في المخيمات الصيفية وأندية أنصار البيئة.