بينت وثيقة مشروع الاستراتيجية الوطنية للتعليم الثانوي العام ان مجموع الملتحقين بهذا النوع من التعليم بلغ حوالي 98 بالمائة من إجمالي الملتحقين بالتعليم الثانوي ككل بشقيه العام والتخصصي..كما يشكل الطلاب الملتحقون في المناطق الريفية حسب الوثيقة ما نسبته 54 بالمائة من إجمالي الالتحاق في الوقت الذي يستأثر الريف بأكثر من 70 بالمئة من إجمالي السكان، بينما بلغت نسبة التحاق الإناث بالريف 23 بالمائة وبفارق 18 نقطة عن نسبة التحاق الإناث في الحضر.. وأشارت وثيقة مشروع الاستراتيجية التي بدأت وزارة التربية والتعليم إعدادها بالتعاون مع البنك الدولي في النصف الثاني من العام 2004م والمتوقع إقرارها في المؤتمر الوطني للتعليم الثانوي المقرر انعقاده بصنعاء الثلاثاء القادم إلى ان 82 بالمئة من إجمالي الملتحقات بالتعليم الثانوي العام في الريف يدرسن في مدارس مختلطة، في الوقت الذي وصلت فيه هذه النسبة إلى 35 بالمئة لفتيات الحضر؛ أي بفارق 47 نقطة، بينما التعليم الثانوي الأهلي والخاص لا يضم سوى 2 بالمئة من إجمالي الملتحقين في التعليم الثانوي العام.. وفيما يخص البنية التحتية للمدارس الثانوية أوضحت وثيقة الاستراتيجية ان غالبية المدارس الثانوية تعمل كمدارس للتعليم الثانوي والأساسي بنسبة 91 بالمئة، وتتركز نسبة كبيرة(83بالمئة) من هذه المدارس المشتركة في المناطق الريفية.. وبينت أن فجوة النوع في التعليم الثانوي العام ارتفعت من 0.27 في 1999م إلى 0.48 في 2005م إلا أنها لاتزال منخفضة جداً على المستوى الاقليمي حسب الوثيقة، ففجوة النوع وصلت إلى 0.95 في اقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يعني ان اليمن تبعد عن هذا المستوى ب47 نقطة.. وتطرقت الاستراتيجية إلى المناهج والبرامج الدراسية وما يؤخذ عليها من تغليب الجوانب النظرية على الجوانب التطبيقية وعدم اشتمالها على أي مواضيع تتعلق بمهارات الحياة العملية، والاتسام بالتشتت الذي يؤدي إلى عدم تمكن الطلاب من استيعاب المواد الدراسية، واتصافها بالكثافة في المحتوى ، وانها لا تنمي جوانب المهارات والتفكير والكفايات المرغوبة لدى الطلاب والطالبات.. كما ان الطلاب يدرسون 36 حصة دراسية اسبوعياً تتوزع على عدد من المواد الدراسية بعدد ساعات دراسية متفاوتة، لذلك فإن عدد حصص المادة الدراسية لا تكفي لتغطية تدريسها خلال العام الدراسي المحدد ب 38 اسبوعاً نظراً لكثافة المواد الدراسية.. وأشارت وثيقة مشروع استراتيجية التعليم الثانوي العام إلى ان غالبية المعلمين في المدارس الثانوية حاصلون على مؤهلات جامعية، وان حوالي 16 بالمئة حاصلون على مؤهل أقل، وتتركز غالبية المعلمات في المدارس الحضرية، حيث لا تشكل معلمات الريف سوى 6 بالمئة.. منوهة بأن نصاب المعلم في المرحلة الثانوية يصل إلى 21 حصة اسبوعية؛ إلا ان 52 بالمئة يقومون بتدريس من ست حصص إلى 17 حصة اسبوعياً، كما أنها تتفاوت بين الحضر والريف بنسبة كبيرة. وكانت وزارة التربية قد أكدت ان إعدادها مشروع الاستراتجية يهدف إلى معالجة هذه الاختلالات بتحقيقها ثلاثة أهداف رئيسة، تتمثل في التوسع والانتشار بما يحقق العدالة والمساواة في توفير فرص التعليم الثانوي بما في ذلك الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة ورفع معدلات الالتحاق وتحسين معدلات التخرج، وتحسين مستوى نوعية التعليم الثانوي العام، وتقوية القدرة المؤسسية وتحسين كفاءة نظام التعليم الثانوي العام على كل المستويات (مركزياً، محافظات، مديريات، مدارس، مجتمع).