لحظات تمر.. المكان خال من كل الأصوات .. العصافير وحدها تحاول أن تمزق ذلك السكون . لحظات تمر وعيناي عالقتان في المدخل ترتقب حضورها لتحيي بابتسامتها الأثيرة الربيع ، لم أكن وحدي في انتظارها بل الربيع المحتضر والعصافير وقلبي ، كلنا نعيش حالة انتظار لحظات تمر.. وأنا مازلت على جلستي تلك في إحدى الزوايا أحاول التركيز في بعض الكلمات التي كنت اقرأها في ذلك الكتاب الذي أقلب صفحاته .. وتمر لحظات ولحظات أخرى ويبدأ بعض الأشخاص بارتياد ذلك المكان .. لم أكن أراهم ، كنت فقط أسمع صوت الحصى يستغيث تحت أقدامهم ،خوفي من سؤالهم من أنت ؟ ولماذا أتيت منعني من التطلع إلى وجوههم ولكني رأيت إحدى النساء تتحدث بعصبية ، كانت واقفة على عتبة أحد الأبواب تصرخ في وجه أخرى وتقول “متزمتة ، لم يأمر الإسلام بالحجاب ، المرأة تذهب للحج والعمرة دون هذا اللثام ، وكلمات أخرى تتردد وتخرج المرأة المتبرجة وهي على حالها من العصبية وتقول وقد استوقفها شابان “ يريدون قتلنا وذبحنا وإحراقنا باسم الأديان ، قهرونا أذلونا باسم الأديان وتمضى المرأة ويمضى الشابان .. ناس تذهب وناس تحضر ولحظات تمر وأنا على حالي أجلس في تلك الزاوية أتطلع نحو المدخل أترقب حضورها وحدي . ذهبت العصافير بعد طول انتظار ومات الربيع بعد أن يئس من حضورها وأنا أعيش حالة انتظار . تمر اللحظات ببطء قاتل وكأنها تسخر مني تهمس في أذني ..لن تحضر . وضعت الكتاب بعد أن مل من وجهي العابس ..من الانتظار أيها الأخ تفضل بالخروج عليّ إغلاق المكان . نظرت إلى وجهه وحاولت أن أستثير عطف لو سمحت انتظر لحظات قليلة أني أنتظر إحدى الفتيات لموضوع مهم ربما لن تأتي . لا يمكن هي وعدتني بالحضور يوم الأربعاء الساعة العاشرة وحتماً ستأتي . ولكن اليوم يا سيدي الثلاثاء وليس الأربعاء.