بفضله، ستنتهي الألف عام بغمر من الضوء عوضاً عن ظلمة يضيئها مشعل، كما بدأت. في سنة 1879م منح توماس ألفا إديسون البشر القوة لابداع الضوء من غير نار باختراعه مصباحاً متوهجاً يدوم طويلاً، وبوسع أي كان شراؤه. في جملة الأشياء الكثيرة في الحياة، الملائمة والمفيدة، ووسائل الراحة التي نستطيع أن نسلم بها جدلاً، بفضله، جزئياً يمكن ذكر: الناسخات، والراديو، والأفلام السينمائية، والتلفزيون، والتلفونات (حسّن تلفون الكسندر غراهام بل). وفي الليلة التي أعقبت مواراته الثرى أظلم الأميركيون قليلاً أضواءهم تكريماً للرجل الذي أضاء العالم.. وُلد توماس ألفا إديسون في ولاية أوهايو الأميركية سنة 1847م، من أب هولندي الأصل يتعاطى الأشياء الصغيرة أو مقايضتها، ومن أم كانت مدرّسة سابقاً وهي من أصل اسكتلندي؛ وكانت تلقنه الدروس على نحو مختصر أو موجز، مع أصول الحساب. ولم يتردد توماس على المدرسة الرسمية سوى ثلاثة أشهر فحسب في حياته كلها، ولكنه أبدى في وقت جد مبكر ميولاً الى الميكانيكا.. في سن العاشرة اشتغل ببيع الصحف في القطارات الحديدية. وأنشأ صحيفة هي "ويكلي هيرالد"، واقام في مقطورة وُضعت في تصرفه، مطبعة مستعملة ابتاعها. وكان إديسون يتسلى بتعلّمه الميكانيكا والفيزياء والكيمياء. وبينما كان يقوم ذات مرة باختبار كيمائي، اشتعلت النار في مقطورته، وأتت على ما كان يقوم به من عمل. وفي سنة 1862م عمل في المكتب التلغرافي في بورت- هيورُن، وصنع بعد سنتين جهازاً تلغرافياً يتيح في آن واحد تمرير برقيتين اثنتين على الخط نفسه في اتجاهين متعاكسين. وسرعان ما أحرز شهرة كبيرة كمهندس لدى عدة شركات تدير شبكات تلغرافية. ان واحداً من أسباب فرط إنتاجية إديسون المذهلة هو أنه في وقت مبكر من حياته المهنية، أقام مختبراً للبحوث في منلو بارك، حيث عبّأ خدمات جماعة من المعاونين الأكفاء لمساعدته. وكان ذلك النموذج الأول لمختبرات البحوث الكبيرة التي أنشأها، مذ ذاك، كثير من المؤسسات الصناعية. وإن بدأ إديسون المختبر الحديث، والمكتمل التجهيز للقيام بالبحوث، حيث يعمل معاً أناس كثيرون كفريق عمل واحد، كان واحداً من أهم اختراعاته رغم أنه بالطبع لا يستطيع الحصول على براءة فيه.