كم نحن غافلون عن البداية وانطلاقتها الآنية والاستراتيجية ونتجاهل سطوعها في أوساط منازلنا أحياناً.. لأننا لانفهمها وكم تنصت أحياناً عواطفنا وغريزتنا الناصعة الجياشة أمامنا لكننا جهلناها وتجاهلناها.. واثقلنا يومنا وأحسسنا بلاشيء .. بأمور تنزع منا الحياة وتنهكنا وتفرغ اعماقنا من قدسية التعايش وشفافية الاعتراف بأنفسنا، إننا نحن من يجعل منها أملاً لايخلو من فطرة الحياة ولايخلو من العوائق الفطرية.. ولأنها النكهة المفضلة لدينا عند المحطة التي سنرسو عليها وسنقف ننظر أنفسنا هناك وننظر ما انصب منا ونعرف أننا لسنا طفرّة.. متى يحين لنا أن نزيح الستار الحاني بالغبار عن أحلامنا وندفعها للانطلاق ، ونصنع اقليماً خاصاً بما حولنا ونتعايش مع كل شيء قد يطرأ علينا ، فكم تقمصنا اشكالاً هندسية مغلقة لاتعطي ولاتستقبل.. سوت أمامها كل الطرق.. كم رضينا بالدونية وعاتبنا من حولنا بتهمة أنهم هم الذين رموا أمامنا الشوك كي نعود وعدنا ، هم الذين .. هم الذين.. لم نفهم قدسية ما نحمله. لماذا لا نضع لنا سكة نسير فيها ونزرع الورد، نلونها بألواننا بجانب الطريق ، ننتزع أشجار الشوك التي تعيق حركة القطار لنواجه صعوباتنا ونقلع عن التقادم ونحلق حيث نرى أنفسنا بعد إذ جعلنا لأنفسنا السعة؟! ها نحن نشارف على الانتهاء إذا لم نستخدم أنفسنا في خدمتنا فنعيش حياة بلا حياة وليس لنا أي معنى في قاموس الأيام.. ولن تذكر مآثرنا.. فهيا معاً نضع أيدينا نتحسس بها ما تحويه في الداخل ونكرسه لرسالتنا ونجعل من اللاشيء شيئاً ملموساً. ونرمي خلفنا ثقافة الجاهلية. هيا فلنركب طائفة الناجحين حتى نصل إلى أولئك الذين سبقونا، ولا ندع المسيرة تفوتنا. هيا فلنلمع أفكارنا لنجعل بريقها يضيء لنا الطريق ولنعلم أننا إن فشلنا مرة فسننجح مرات.. وأننا كلما سقطنا وقفنا بقوة مضاعفة وتزايدت قوتنا وكسبنا المعادلة. فماذا ننتظر .. انظر إلى مقعدك في الأعلى واسع للوصول إليه ، ولاتنظر أمامك وانظر بعيداً ، حيث ترى نفسك ... فرب همة أيقظت أمه.