دمرت العراق، هدمت العراق، خربت العراق، تدهورت الرياضة العراقية.. كلمات ومعاني كثيرة ومتعددة يتداولها الكثير عند الحديث عن العراق العريق بماضيه وتاريخه كما يحلو للبعض النظر إليه. إلا أن العراقيين اثبتوا أنهم كبار رغم كل الظروف الصعبة والمأساوية التي تحيط بهم، أكدوا أن الإنجازات والنجاح لا يخضع للظروف والاعذار لأن العراقيين يمتازون بالجدية والاخلاص والتفاني في العمل وهو ما نفتقده حقيقة وأحد أهم الأسباب التي جعلتنا نتطور إلى الأسوأ إن جاز التعبير. العراق الذي كانت حظوظه بعيدة عن الفوز باللقب استطاع أن يثبت للجميع عكس ما كان متوقع، استطاع أن يصل للمباراة النهائية، بل واستطاع خطف الكأس الآسيوية لأول مرة في تاريخه بفوزه التاريخي على المنتخب السعودي الشقيق صاحب ثلاثة القاب في تاريخ البطولة. المنتخب العراقي الجريح الذي يعاني من الخوف الدائم أن يكون ضحية لأي عملية انتحارية تفجيرية المنتخب العراقي الذي يسمع كل يوم عن استشهاد أحد الرياضيين العراقيين في مختلف الألعاب استطاع تجاوز كل هذه الظروف استطاع قهر ماظنه البعض مستحيلاً بأن تعود الكرة العراقية لسابق عهدها عملاقاً كما يعرفها الجميع، إلا أنها عادت عملاقاً أكبر مما كانت لأنها تعيش ظروفاً استثنائية مؤلمة. حقيقة لقد مثل الفوز العراقي فرحة كبيرة لكل العرب المتابعين والمتألمين على ما وصل إليه حال العراق الدولة والإنسان وإلى ما وصله العرب من حالة خضوع وانكسار وبما استطاع أن يحققه المنتخب العراقي من انتصار أعاد الأمل بإمكانية أن يعود العراق عملاقاً كما عرفه الجميع قوياً عزيزاً واحداً لا تفصله ولا تضعفه أي مؤمرات. واليوم يجب علينا أن نتعلم من الدرس العراقي الكثير من العبر في كيفية التأسيس والبناء لواقع رياضي قوي، اليوم نحن بحاجة للتعلم من المنتخب العراقي معاني الاخلاص والتفاني والانتماء للوطن لأننا حينها سنحرص على أن تكون المصلحة العامة فوق المصالح الضيقة والخاصة التي سيطرت على مختلف مفاصل العمل الرياضي في بلادنا فأصبحنا نتطور إلى الخلف رغم تحسن الإمكانيات والموارد، فهل سيعي قادة الرياضة في بلادنا أننا بحاجة إلى العقول الإدارية النظفية والكوادر الكفوءة التي بها سنحقق ما عجزنا عن تحقيقه حتى اليوم بدل حالة التخبط والعشوائية والانانية والمزاجية التي صارت لسان الحال والدليل النتائج والمستوى المتراجع الذي يخيم على واقعنا الرياضي بصورة عامة. واخيراً نقول ألف مبروك للمنتخب العراقي الذي استحق الفوز بكل المقاييس في لقاء أمس الأول وكان جديراً بحمل كأس البطولة الآسيوية ومبروك ايضاً للمنتخب السعودي الذي حل ثانياً لأنه أيضاً قدم مستوى رائعاً خلال البطولة بمنتخبه الجديد الذي يبشر بمستقبل قوي للكرة السعودية بما يمتلكه من عناصر شابة وجيدة وهاردلك للجماهير اليمنية التي تتنهد الحسرات كلما تذكرت واقع الكرة المحلية.