(السبع الخيارات)- مسرحية أعدها الفنان «عادل العامري» ، لتسجل أكبر منعطفات المسرح اليمني التي تنقله من خصوصياته الاجتماعية إلى حلبة "المقاومة" السياسية المنتفضة على الفساد - بكل أشكاله ومسمياته- وهو الأمر الذي ينعطف به أيضاً من العبث إلى المسئولية الوطنية، الناطقة بلسان الهم الجماهيري العام. والمسرحية- التي سيتم عرضها لأول مرة مساء غدٍ الأربعاء - أهداها الفنانون إلى الرئيس/علي عبد الله صالح، وقالوا إنها: (تأييد وتأكيد، ومؤازرة لقراره الحكيم القاطع في القضاء على الفساد أينما كان وكيفما كان، وعند مَنْ كان). وهي تتحدث عن معاناة مواطن، وواقع مؤسسات ومسئولين حكوميين غارقين في الفساد، إلى الدرجة التي يتغلب على الجانب الإنساني من شخصياتهم.. هذا المواطن الذي لا يملك سوى (7) خيارات، يقع ضحية بيروقراطية إدارية يتعمد المسئولون تعقيدها لتكون المادة هي مفاتيحها أينما حل به المقام.. ولم ير بداً بعدما جردوه من خياراته السبعة ودب اليأس في نفسه غير الاندماج في مناخات الفساد. ومع أن المسرحية تسدل ستار مشهدها الأخير على نهاية دامية للفساد، إلاّ أنها من الحبكة المتقنة، والموضوعية تشد المشاهد منذ لحظاتها الأولى وحتى النهاية بشعور وجداني مؤلم يترجم معاناة عاشها ويعيشها الجميع، الأمر الذي يوحي لكل فرد مّنا بأنه هو بطل المسرحية، وأن هذا الذي يتحرك أمامنا على خشبة المسرح إنما يروي قصته مع الفساد، وتجربته بأدق تفاصيلها..! لعل هذا اللون من التماهي بين الشخصيتين- الممثل والمشاهد- هو العنصر الفني الأكثر تفوقاً في مسيرة المسرح اليمني، الذي قاسى طويلاً من الإخفاق في مد جسور تواصل وثيقة بين الخشبة والجمهور.. إلاّ أن هذه العودة لابد أن تنعش مساراً جديداً للمسرح اليمني عبر "السبع الخيارات"، لأنها عودة نضالية من أجل المقاومة - وليس الاستعراض! المخرجة «أنصاف علوي» ، لم تشأ الخوض مع "نبأ نيوز" بانطباعات تستبق بها العرض أمام الجمهور، لكنها أكدت أن سعادة الفنان، ونشوته بأدائه لا يتحقق إلاّ عندما تتولد القناعة في نفسه بأنه أعطى للجمهور، وعبر عن لسانه بصدق وأمانة، وحمل قضيته بمسئولية، ونحن اليوم نحمل قضية وطن بأكمله.. وسنناضل من أجلها، لأنها قضيتنا أيضاً، وكلنا ضحاياها. وثمنت المخرجة القديرة «أنصاف» حماس قيادة وزارة الثقافة لتفعيل دور المسرح في خدمة قضايا المجتمع، وتوفير الإمكانيات اللازمة للعمل، مشيرة إلى أن مستقبل المسرح اليمني واعد بالكثير، وأن الفنانين عازمون على شحذ طاقاتهم لتفجير حركة مسرحية فاعلة على أرض الواقع. الفنان «عادل العامري»، قال: إن الفنان جزء من نسيج المجتمع، ويستحيل أن يعزل نفسه عنه، وبالتالي فإن مسئولية بناء المجتمع مسئولية مجتمعية متكاملة، وما دام هناك جهد مؤسسي ومجتمعي لمكافحة الفساد فإن الفنان في طليعة من تناط بهم مسئولية المشاركة بقوة، ونشر الوعي بمخاطر الفساد، وتجسيد حجم المعاناة التي يتسبب بها للناس. وحول مدى تفاعل الجهات الرسمية لمثل هذه الأعمال، أكد العامري أن قضية مكافحة الفساد مطلب الجميع، وتعمل على تحقيقه القيادة اليمنية، وقد أصدرت له قانوناً، وشكلت هيئة وطنية عليا لمكافحة الفساد، وعندما شرعنا في مسرحية "سبع خيارات" باركت قيادة وزارة الثقافة هذا التوجه، وشدت على أيدي القائمين عليه، كما حرص وزير الثقافة على المتابعة أولاً فأول، والتوجيه بتذليل كل المعوقات. كما كانت الأستاذة «نجيبة حداد» وكيلة الوزارة لقطاع المسرح والفنون الشعبية تقوم بنزول ميداني للمسرح لمتابعة العمل وتذليل المعوقات.. فالجميع يحرص على أن يكون للفنانين دور في تصحيح الواقع ومكافحة الظواهر السلبية. وأشار إلى أن هناك حماساً لتفعيل دور المسرح في المجتمع كإحدى أدوات التغيير والإصلاحات، وكمنبر لترسيخ الوعي الثقافي في المجتمع. مسرحية (سبع خيارات) يؤدي بطولتها كل من الفنانين إنصاف علوي، عادل العامري، عبده منصور، وسوادي الكينعي. ويشارك في التمثيل كل من الفنانين: هاني الحمامي، محمد المسوري، صدام حسين، عبد الرحيم الشامي، عصام الراشدي، ومهدي هواس. كما تشارك فرقة الفنون الشعبية في الرقص. لا شك أن المسرحية التي ستعرضها اليمن مساء غدٍ الأربعاء على مسرح المركز الثقافي بصنعاء هي الصولة الفنية الأولى ضد معاقل الفساد، لكنها لن تكون اليتيمة فقد أكد الفنانون أنهم اختاروا طريق "النضال" من أجل الوطن والشعب، وأن يكونوا في خندق واحد مع الرئيس صالح في حربه على الفساد، والمفسدين..!