كشفت المخرجة إنصاف علوي عن خطة لولوجها عالم السينما قريبا من خلال إخراج فيلم روائي اكتفت بالقول لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه " فيلم يتناول شخصية يمنية عظيمة من خلال قصة مفعمة بتفصيلات حياتية يمنية خالصة ، وقد استكملت دراسة القصة و السيناريو و أنا الآن في طور الإعداد و البحث عن المنتج و استكمال فريق العمل ". و يأتي هذا الإعلان بعد النجاح الذي حققته المخرجة في مسرحية (البدروم) مؤخراً ، و هو النجاح الذي اعتبره متابعون نتاجاً طبيعياً للتطور الذي صارت إليه تجربتها خلال خمس وعشرين سنة ، قدمت فيها - منذ حصلت على الماجستير في الإخراج المسرحي في احدي جامعات روسياالبيضاء عام 1982م - عدداً من الأعمال ، كان لها تأثيرها اللافت في تعزيز حضور المرأة اليمنية في المسرح ، و خصوصاً في المسرح التجريبي ، الذي باتت (إنصاف) - ربما - أهم نجومه في اليمن . و قالت إنصاف علوي إن تجربتها في مسرحية ( البدروم ) مرت بمخاض عسير مثل كثير من التجارب المسرحية " وجاء نجاحها تتويجا لقدرات فريق العمل و إصرار الجميع على انجاز عمل يمثل إضافة نوعية لرصيدنا جميعا." و لعل المتابع لتجربتها لن ينسى النجاح الذي حققته مسرحيتها " أنت " للمؤلف عبدربه الهيثمي و ما نالته هذه المسرحية من نجاح في مسرح القاهرة التجريبي وهو نجاح حققه عدد كبير من مسرحياتها ، بمشاركة عدد من الأسماء معظمها تبلورت في ( استديو الممثل) الذي أسسته (إنصاف) ، و أسهمت من خلاله في تخريج مجموعة من الممثلين المحترفين ، بما فيهم من يعملون معها اليوم. و قد يكون أول ما يتبادر إلى ذهن المتابع لتجربتها هو السؤال عن الدافع الذي أدى إلى ارتباطها بالمسرح التجريبي فيما المسرح اليمني في أشكاله المألوفة لم يجد طريقه إلى الجمهور فكيف بالمسرح التجريبي ؟!.. تقول إنصاف : "ربما أن المسرح التجريبي في الوقت الراهن هو الطريق إلى تعزيز حضور فن المسرح عموما لأن هذا المسرح يتيح للمخرج التجريب في عدة مدارس حتى يحصل على المدرسة القريبة من إطاره المحلي ، كما يتيح فرصة المزج بين تلك المدارس ، وبين ما هو موجود محليا ، ليخرج في النهاية بخلاصة تخصه ويصير لديه مدرسته و بصمته فضلا عن كون هذا المسرح يتجاوز مشكلة الإمكانيات التي يشكو منها العاملين في المسرح اليمني ويتيح لك تقديم ما تريد من عمل وفق ما هو متاح لك من إمكانيات. و ترى إنصاف علوي بان حاجة الجمهور في العصر الراهن باتت حتمية للمسرح التجريبي :" لأنه اعتمد التبسيط في انجاز أعماله وهذه ميزة تتناغم مع الإيقاع السريع للعصر " و توضح :" أنا في مسرحية (أنت) - على سبيل المثال- اعتمدت في الديكور على (مرجيحة) فقط ، و زيادة على التبسيط في الديكور؛ هناك تبسيط في طرح الفكرة و استخدام اللغة ، و هذا التبسيط يأتي متناغما مع إيقاع العصر ، الذي لم يعد فيه بمقدور المشاهد البقاء في المسرح ثلاث ساعات حتى يفهم الفكرة ؛ فهو بعد نصف ساعة يريد أن يكون قد فهم الفكرة و غادر المسرح "0 وتدافع إنصاف عن المسرح اليمني و تؤكد بان في اليمن حركة مسرحية تضرب بجذورها في أعماق مئة عام " وان كانت هذه الحركة لم تتجاوز مشاكلها فان هذا لا يعني أنها متوقفة عند تلك المشاكل بل مستمرة ومتواصلة كحركة ". و بخصوص الفنان اليمني تؤكد بان هناك فنان في اليمن يمارس وجوده الفني الكامل " كلامي هذا ليس مبالغاً فيه فهو صادر عن تجربة طويلة أقول من خلالها أن لدينا مسارح و لدينا كوادر تمارس وجودها الفني وتناقش في أدق التفاصيل" . و ترى بان مسؤولية تجاوز معاناة المسرح اليمني ليست مسؤولية الدولة وحدها:"لماذا نحمل الدولة المسئولية وما هو موجود لدينا من المسرح هو مسرح الدولة فيما مسرح المجتمع غائباً. و حتى لو كنا نريد من الدولة مساعدتنا فعلينا أن نبدأ نحن أولا0 " وتستدرك (إنصاف) :" لكن تبقى مشكلة هامة يعاني منها المسرح اليمني وهي غياب العنصر النسائي والتي تمثل مشكلة كبيرة إذا تركناها دون حل ستتسبب بكارثة على المسرح مستقبلاً وعلى الدولة هنا تقع مسئولية تجاوز هذه المشكلة بتشجيع المرأة وفتح الأبواب لها وإتاحة الفرصة لتثبت نفسها وتعزز حضورها مسرحياً".