على قاعدة المفهوم الواسع للتربية يصبح التعليم مؤسسة من مؤسسات التربية، وقد رأينا هذا المعنى ومدى اتساعه، فالنظرة إلى التعليم ينبغي أن تكون قائمة على قاعدة الوصول إلى الهدف المشترك في إعداد إنسان صالح، ومواطن يعي دوره ويتفهم معاني الانتماء والمواطنة، إن هذه القاعدة تستوجب أن يوجه التعليم إلى مايخدم الأهداف التربوية العامة، ويحقق التنشئة السليمة في جانب المهام المناطة به في تنمية الشخصية المتكاملة الاجتماعية المناسبة. يقودنا هذا الفهم إلى التأكيد أن التعليم ضرورة وليست مسألة ثانوية، من أجل تنمية محققة للأهداف والحياة الفضلى للفرد والمجتمع، وبهذا المعنى يجب أن يوجه التعليم في ضوء رؤية واضحة، لتأتي مخرجاته منسجمة مع هذه الاهداف، هذه الرؤية هي ما تعرف بفلسفة التعليم التي تحرك التعليم من داخله،كما تحرك في الوقت نفسه العلاقات بينه وبين قطاعات العمل المختلفة. ثم إن وجود فلسفة يعني بالضرورة الأخذ بالتخطيط، وهو الذي ينظم حركة التعليم ويدفعها إلى الأمام ليؤثر في المستقبل ويشكله،وعلى ذات الاتجاه والمقصد والغاية للتربية والتوجه العام للدولة والمجتمع. ومن هنا يعتبر الكثير من الذين تناولوا قضايا التعليم والتربية أن وجود فلسفة تعليمية تحقق انسجاماً بين التعليم والتنمية، فالموهبة المدعمة بالتعليم والتأهيل في المجتمع المعاصر هي بديل للثروة الموروثة، وهي ثروة واستثمار بعيدة عن الخسارة والكساد، وتمثل الفلسفة قاعدة وحلقة مهمة من حلقات النظام التعليمي. - من كتابه «الاصلاح التربوي التعليمي في اليمن»