هذا المهووس العاتي أمسك في قبضته اليسرى زمارة عنق فراتِ وبقبضته الأخرى أمسك دجلة.. أم الخيراتِ فرعان يشدهما قسرا حتى انفلقا وانكسرا .. كان الشريانان عراقا فغدا العرقان عروق ٌ وعراقات ٌ ! تحت الضرباتِ.. * * حتى السمك (المسجوف) بدجلة حرمت الفتوى أكلهْ إذ يتغذى من جثث الشعب المنحلة!! ..... ما عادت دجلة خيرِ ليصوغ لها الجوهرجي عقدا من شِعرِ.. ما عدنا نسمع عبدالوهاب يغني خلف النهرِ عن أشرعة تجري.. ما عدنا نسمع ناظم يشدو في فخرِ ببياض الشَعرِ.. ماعدنا نسمع سيابا ينشد للمطرِ.. ماعدنا نسمع إلا فرقعة السوق المنفجرِ ما عدنا نشهد إلا أجسادا محترقة مذ جاء رعاة البقرِ وبرفقة كل جنودهم الأمجاد عشرون ومائة الف من مرتزقة والوف زبانية الموساد ألوف من أوغاد أسوأ من هولاكو .. وجميع التترِ. * * قالوا من أجل سلاح دمار شاملْ ! فضحكنا بمرارة وبكينا بغزارة.. إن كان المتحدث مجنوناً فالسامع عاقلْ . * * قالوا من أجل الديمقراطية! فضحكنا بشفاه ملوية.. قالوا سيصيرعراق كاليابانِ وبلاد الألمانِ بعد الحرب الكونية فتبسمنا للأحلام الورية. * * قالوا من أجل إعادة إعمار عراقْ ! فضحكنا وبكينا من أعماق الأعماقْ . * * قالوا إيقافا للتعذيب ! قلنا أحسنتم .. أحسنتم لكن ماذا ندعو غونتينامو أو سجن غريب؟! * * قالوا منعاً لمقابر للدكتاتور جماعية درءاً للحرب الأهلية قلنا أحسنتم و "برافو" ! لكن ماذا ندعو مانشهد صبح عشيهْ؟! ماذا ندعو ما يقرب من مليون قتيلْ ومئات ألوف قد جرحوا وملايين نزحوا عن أرض ملئت بترولاً.. ومياها.. ونخبلْ ! * * قالو ما قالوا من قول لكن ما قالوا من أجل البترول ! أو أجل عيون عشيقتهم إسرائيل!