كثير ممن زوار معارض مهرجان «إب السياحي الخامس» أكدوا أن معارض الصور المقامة حالياً في صالة «استاد 22 مايو الدولي» تعد أهم ما يميّز المهرجان الخامس إلى جانب الأوبريت الاستعراضي الفني «سلف الرعية» حيث اختزلت كثير من الأزمنة والعصور التاريخية في صالة واحدة تنوعت بيئاتها، وحكت عن علوم وحضارة، وعن فنون وطقوس متنوعة وعن عادات وتقاليد تتوارثها الأجيال بفخر واعتزاز. خصوصية المعرض تتواصل أفواج الزوار إلى صالة المعارض السياحية والبيئية في «استاد 22 مايو الدولي» بمدينة إب وذلك لمشاهدة ما يحوي المعرض في أجنحته المختلفة من المعروضات التي شملت صور ومجسمات وخرائط ولوحات توضيحية للمعالم التنموية والحضارية التي تعكس التطور الحاصل في شتّى المجالات والقطاعات المختلفة في المحافظة، بالإضافة إلى معروضات الملابس والأزياء الشعبية والأدوات المنزلية القديمة ونماذج من المأكولات المتنوعة التي تشتهر بها المحافظة، مثل السبايا، بنت الصحن، والكيك وأنواع الخبز والحلويات والمكسرات، كما اشتمل المعرض على العديد من الأواني الفخارية وأدوات الزينة والمباخر والمكاييل وغيرها من الأدوات المنزلية، وأعمال النقوش والزينة النسوية، وإبراز العادات والتقاليد التي تتميز بها الأسرة اليمنية وأنماطها التقليدية الخاصة بطقوس الأعراس والمناسبات الفرائحية كالأعياد والمواليد. ناجي النهمي، مشرف المعرض قال: إن آلاف الزوار تعرفوا من خلال المعرض على الهوية الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية ، والخصائص والمميزات التي تتميز بها محافظة إب عن غيرها مؤكداً أن الزوار خرجوا بانطباعات إيجابية وصفها بالممتازة حول ما شاهدوه من ابداعات ومواهب وخبرات في مختلف المجالات العلمية والفنية وحسن التنظيم في أجنحة المعرض. عامل جذب المعرض وصفه العديد من الزوار والضيوف في يومه الأول بأنه متمّيز نظراً لما حظي به من الاعداد والتنظيم المتمّيز الذي أشاد به كثير من الزوار. . عبدالرحمن فضل الإرياني وزير المياه والبيئة خلال تجواله بين أجنحة المعرض في صالة استاد 22 مايو الدولي وصفه بأنه جميل جداً وقال: نحن سعداء بالمشاركة في مهرجان إب السياحي لكن أقول: إن السياحة تعتمد على شيئين أساسيين: البيئة النقية، والتراث الأصيل ولابد أن نبرزهما بشكل جميل لكي نجذب السياح وهذا هو التحدي الحقيقي الذي نسعى إلى تحقيقه. نحن نسعى لأن تكون إب عاصمة سياحية، لكن التحديات كثيرة أهمها نظافة البيئة، وأكد: بدون نظافة البيئة لن تكون هناك سياحة. نموذجية المعرض عسكت العديد من الصور الفوتغرافية في أجنحة المعرض ما تحقق للمحافظة من المشاريع والمنجزات التنموية في شتّى المجالات التي شهدتها إب. العقيد / أمين الورافي أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة وصف المعرض بالنموذجي وقال: لا شك أن المعرض نموذجي ويحكي عن مكنوز المحافظة من الموروث الثقافي والشعبي. وأضاف : المعرض متنوع يعكس منجزات المحافظة التنموية والجانب الأثري والثقافي والتاريخي والحرف اليدوية والصناعات التقليدية. وسيلة للترويح ويشير حزام الأشول، رئيس لجنة الإعداد والتحضير للمهرجان السياحي الخامس إلى أن الأهداف التي سعى المهرجان إلى تحقيقها كونها تأتي من منطلق أن المهرجانات السياحية أفضل وسيلة للترويج السياحي وتتمثل هذه الأهداف بالتعريف بالمخزون الحضاري للمحافظة، وإبراز الخصوصية الطبيعية والسياحية لمحافظة إب، والسعي لضم مدينتي إب وجبلة إلى قائمة المدن التاريخية، وكذا عرض وتوثيق الفلكلور الشعبي ونشر الوعي السياحي والبيئي، والترويج السياحي والدعوة للاستثمار في المجالات المختلفة والحفاظ على المواقع التاريخية والطبيعية والموروث الحضاري والثقافي والشعبي، بالإضافة إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للمقومات السياحية، وتفعيل المشاركة الشعبية في تنمية القطاع السياحي، وإحياء العادات والتقاليد والحرف والصناعات اليدوية والتقليدية، وتوثيق الأغاني والأهازيج الزراعية والمناسباتية. التعريف بالمنتج السياحي اللجنة الإعلامية بالمهرجان بذلت جهوداً كبيرة في سبيل إنجاح فعاليات المهرجان حيث أعدت المطبوعات التعريفية بالمقومات السياحية بالمحافظة وأخذت تلك الجهود والأنشطة التي قامت بها اللجنة الإعلامية حيزاً بارزاً في صالة المعرض السياحي والبيئي والشعبي، وتضمن ذلك الحيز العديد من الوسائل التعريفية الخاصة بالمواقع السياحية وكافة الخدمات بالمحافظة حيث عرضت حوالي 70 خريطة تفصيلية. أمين البعداني رئيس اللجنة الإعلامية بالمهرجان قال: إن الهدف من عرضاً تلك الخرائط هو أن الزائر يستطيع من خلالها التعرّف على كافة مواقع الخدمات ومشروعات التنمية والمواقع السياحية بالمحافظة كما شمل جناح اللجنة الإعلامية عروض خاصة بفعاليات المهرجانات السياحية السابقة عبر شاشات أجهزة العرض الكبيرة وقال البعداني: إنها ستجعل من المعرض نقطة انطلاق إلى مراحل جذب الكثير من السياح إلى المواقع السياحية الحضارة في صور وبالقرب من الجناح الخاص بمعرض الأوقاف، يوجد الجناح الخاص بمكتب الآثار والمتاحف يحمل عنوان الجناح من خلال لافتة مميزة «معرض الحضارة في صور» فعلاً كان عنواناً متميزآً، حيث قادنا إلى التعرف على العديد من الصور الفوتوغرافية التي أظهرت لنا العديد من الاكتشافات التراثية في مناطق المحافظة، حيث قُسّم المعرض إلى ثلاثة أجزاء تضّمن الجزء الأول أهم المواقع الأثرية بحسب التسلسل الزمني. خالد العنسي مدير مكتب الآثار والمتاحف بالمحافظة تحدث لنا وهو واقف بجوار تلك الصور قائلاً: نحن بدأنا بتقسيم الصور في المعرض إلى ثلاثة أقسام، بدأنا بالعصر الحجري من الألف السادس قبل الميلاد ثم العصور البرونزية، ثم العصر القتباني ثم عصر مملكة سبأ وذو ريدان، بعد ذلك العصر الاسلامي بمختلف عصوره مع عرض نماذج من الكتابة بالخط المسند والكتابة بالخط العربي وأيضاً العملات. وفي المعرض صور أخرى تعكس نشاط مكتب الآثار في مجال الحفريات حيث تم عرض ماتم اكتشافه من الآثار في الحفريات التي جرت في مناطق العصبية ووراف بالإضافة إلى إبراز أعمال الترميم للعديد من المعالم أبرزها الجامع الكبير بمدينة إب. ومن خلال عملية المسح الأثري تم اكتشاف 56 موقعاً في مديرية جبلة و46 موقعاً في مديرية السيّاني و58 موقعاً في ذي السفال ، كما تم عرض جزء من مباني المتاحف الوطنية في المحافظة كمتحف إب ومتحف ظفار، وعرضت العديد من الصور نماذج من القطع الأثرية في المتحفين. مخطوطات نادرة ومن خلال تجوالنا في صالة المعرض لفت انتباهنا معرض الصور الفوتوغرافية الخاص بمكتب الأوقاف والإرشاد حيث تميّز جناح الأوقاف بعرض صور لأقدم وأهم المساجد التاريخية والأثرية والتي تشكل أهم عناصر الجذب السياحي وذلك لما تتميّز به من دلالات تاريخية وما تحتويه من مزخرفات ونقوش ونمط معماري في غاية الروعة والجمال.. كما شارك المكتب بصور خاصة بالمخطوطات القديمة الموجودة في الجامع الكبير في مدينة إب والجامع الكبير في مدينة جبلة. الشيخ/عبداللطيف المعلمي مدير عام مكتب الأوقاف بالمحافظة أكد لنا خلال زيارتنا لجناح الأوقاف أن تلك المخطوطات التي تم عرضها تعد من المخطوطات النادرة وقال: إن تاريخها يصل إلى حوالي ألف عام، منها ماهو مخطوط بماء الذهب وآخر مخطوط بأعشاب نادرة.. كما شارك المكتب بما يقارب 20 لوحة لأهم المساجد في إب منها الجامع الكبير في مدينة إب وجبلة ، نجد الأحمر، السيّاني، السبرة وجامع المليكي في الشعر. وقال: أخذنا من كل مديرية جامعاً وكل جامع له خصوصيته من حيث النقوش والمصندقات والمحاريب والمآذن والقباب وكل جامع يعبر عن تاريخ معين. مهن تقليدية ولا تزال المشغولات اليدوية والحرف والصناعات التقليدية تشكل حضورها في العديد من الورش والحوانيت والأزقة في أسواق المدينة القديمة محافظة على بقائها في ظل عصر الموضة والحداثة، ولا زال العاملون والممتهنون لها متشبثين بمهنهم الأصيلة. يقول مطهر الآنسي : ثمة معالم أثرية كثيرة لا تزال قائمة في مدينة إب القديمة كالدكاكين الصغيرة، ومحلات المشغولات اليدوية والفضية، وبقايا الحلي وغيرها، وإلى الآن ما زالت هذه الدكاكين قائمة حتى اليوم، إضافة إلى الأسواق الشعبية وسط المدينة التي يزورها الكثير من السياح العرب والأجانب الذين يقتنون العديد من التحف والهدايا والمشغولات الفضية والحلي التقليدية القديمة