مع مطلع كل عام دراسي جديد ينتقل فيه الآف من اطفالنا لأول مرة من مجتمعهم الأسري الصغير إلى مجتمع أكبر هو إلمدرسة، تبدأ المشاكل التي تعاني منها كل أسرة يبدأ ابناؤها رحلة الدراسة وتتركز أولى المشكلات بالطبع في مشاعر الخوف والرهبة التي تنتاب الصغير وإحساسات القلق التي تمتلك الأم. علماء النفس يقولون أن ظاهرة الخوف من المدرسة ظاهرة مرضية معروفة، وإذا استمرت لفترات طويلة فهي تحتاج إلى تدخل الطب النفسي، وإذا تعمقنا في دراسة هذه الحالة نجد أنها صورة كاركاتورية لوضع طبيعي يحدث بدرجة مستمرة لجميع الأطفال ولكن بدرجات متفاوته وهو الأحساس بالخوف والرهبة في مواجهة هذا الجديد. وإذا لم يكن الطفل مهيأً لهذه التجربة مسبقاً- فإنها ستكون تجربة مخيفة له. لذلك يرى علماء النفس أنه لابد من تهيئة مسبقة لعالمه الجديد، وهذا يقع عاتقه على اسرته أولاً التي يجب أن تمنح الطفل حقه من الرعاية والحب والاهتمام حتى يشعر أنه مرغوب من اسرته أولاً وأنه بذهابه إلى المدرسة لن يفقدهم بتركهم نصف اليوم أو فهم يتخلصون منه ومن متاعبه.. لذلك يحذر علماء النفس من تخويف الأسرة للطفل بالمدرسة بأن يقال له مثلاً: بكرة المدرسة تفتح ونخلص منك ومن شقاوتك.. «وغيرها من العبارات التي تشعره أن المدرسة هي العقاب على شقاوته، كما أن لابد من أن تحرص الأسرة بجميع أفرادها على عدم الأفراط في الاهتمام بالطفل ومنحه الحب بلا حدود، لأن ذلك يجعل الطفل لا يقوى على ترك هذا الجو الأسري والمجازفة بتكيون علاقات جديدة مع أغراب. أما بالنسبة لمشكلة- الطفل الذي يعلن كراهيته للمدرسة فهي في حقيقتها محاولة هروب من الواقع الجديد في حياته هو الحياة المدرسية. فهو يكره المدرسة في نظامها والتزاماتها ويرجع السبب إلى أن الطفل في مرحلة ما قبل التعليم تقسم تصرفاته بالتلقائية والتخيلات، فهو يسير وفق رغباته وكل حركاته يغلفها حب الأستطلاع. ومع بداية مرحلة التعليم والمدرسة تأخذ أفعاله شكلاً جديداً آخر منظماً على شكل مدرسة وجدوال ومواعيد ولا يسمح فيها بالتلقائية وإنما العمل هو أساس الحياة الجديدة والشعور بالمتعة. لذلك يجب على الأسرة تهيئة طفلها لمرحلة التعليم حتى لا يحاول التهرب من التزاماته ويكره المدرسة، وقد يكون سبب هذه الكراهية أيضاً فشله وتكوين علاقات إجتماعية مع زملائه.. وينصح علماء النفس هنا الأسرة بالتمهيد للطفل بتوسيع علاقاته الإجتماعية مع آخرين بجانب والده واخوانه حتى يتعود تكوين علاقات إجتماعية جديدة مع أغراب بخارج محيط أسرته.