يبدو التساؤل حاملاً الكثير من الدهشة والغرابة..أليس كذلك؟.. خصوصاً في ظل واقع مزري يجبر الشباب على القبول بما يكرهون، بالتأكيد الاختيار مرتبط بالشخصية وبالذات بالرغبة والقناعة ومرتبط كذلك بالكفاءة والاستعداد، وكل ما يتصل بالحاجة إلى البروز والاستعداد للتميز وامتلاك الحافز للاستقلالية والدافع للنجاح. وبالتأكيد أيضاً يبقى الفرد (الشاب) بحاجة إلى تحديد وجهته نحو المستقبل الوظيفي بالتوافق مع ما يملكه من قدرات وبالتناسب مع ما يميزه من إمكانات، وغير خاف أبداً إن قرار (اختيارالوظيفة) أكثر ما يحتاج إلى الدعم والمساندة والموازرة من المحيط المجتمعي (أقارب،أصدقاء) أكان بالنصيحة والمشورة التي لابد إن يبحث عنها الفرد لدى من سبقوه إلى الحياة العملية، وعادة ما يكون هؤلاء (الناصحون) من أقرباء الفرد أو ممن يراهم قدوة له وبينهم من سبقوه إلى ما يريده، أو إلى الدعم والمساندة بالمال الذي يُعد العصب الرئيس لتحقيق الأماني والطموحات، والمال كداعم أساس ومؤازر رئيس للفرد يرتبط بالحالة المعيشية والاقتصادية والوضع الاجتماعي له، ولذلك يظل القرار المصيري (اختيار الوظيفة) معلقاً بهكذا دعم، وقد يكون سبباً في الوقوع بالخطأ وعدم اختيار الوجهة الصحيحة للوظيفة الملائمة والمناسبة لرغبة وقدرة وكفاءة وموهبة الفرد (الشاب)، وكم من (شباب) وجدوا أنفسهم في وظائف لا يرغبون بها على طريقة مكرهاً أخاك لا بطل.. خصوصاً في واقع معيشي صعب أجبر الكثيرين على القبول والرضا بما يتوفر وبما هو موجود، والتمسك بأول وأسهل فرصة وظيفية (قد) يجدونها.. ولاحظوا أنني قلت (قد) وكان الله في عون الشباب، ويستثنى من ذلك بالطبع أولاد (الذوات) الذين بالنفوذ والواسطة والذي منه تتفتح لهم الأبواب والنوافذ على مصراعيها على طريقة أفتح يا سمسم وشبيك لبيك عبدك بين يديك، وبالتالي فهم لا يحتاجون إلا لاتخاذ القرار المصيري إياه دون الانتظار للدعم.. وسبحان مقسم الأرزاق..! يحضرني هنا ما قرأته في المنتدى الثقافي لجريدة الشرق الأوسط حول عرض لكتاب للكاتبة "روبن ريان" التي هي أساساً مستشارة مهنية لأكثر من 20 عاماً ولها أعمدة ثابتة في العديد من الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية وعنوان الكتاب "عزز من نقاط القوة لديك :..أكتشف وأستخدم وأجعل من نفسك علامة مميزة في النجاح المهني" ..بالتأكيد يبدو العنوان طويلاً جداً ولكنه يشرح محتوى الكتاب تماماً، حيث تشير الكاتبة فيه إلى انه بإمكان الفرد اختيار هويته المهنية لتكون علامته " التجارية" المميزة له فالمنتج هو "الذات" معتمداً على الإمكانات الطبيعية التي وهبها الله له. ومن أقوال ريان:" عندما يعشق المرء عمله أو وظيفته فإنه سينجح ويتفوق فيهما مما يمنحه قيمة حقيقية"، وتخلص "ريان" في كتابها للقول " طالما يتميز الناس في ما يحبون،