قبل ألف عام كانت تعز حاضرة البداوات التي تهرع إليها الأقيال والأذواء ، تبحث عن حضور لها تحت الشمس، وعلى هذه البقعة الصغيرة قامت دويلات، واندثرت ممالك.. جاء إليها الأيوبيون والرسوليون والصليحيون والأتراك العثمانيون.. وكل من غامر وخاطر وثابر..وفي خاتمة المطاف الكل تلاشى ورحل، وبقيت «تعز» تختصر البدايات والنهايات وتؤرخ التاريخ.. يظل الاقتراب منها مغامرة محفوفة بالدهشة مسيجة بالذهول. «هذه الكلمات الجميلة، سطرت افتتاحية كتاب «تعز» الوثائقي والاحتفائي بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد ال «15» لوحدة الوطن المجيدة. وتعز أيضاً قصة عشق دائمة.. وحكايات يومية لتواريخ أبداً لن تنمحي من ذاكرة اليمنيين.. وهي كذلك تفاصيل لاحداث شكلت معالم وملامح مستقبل وطن جديد، يرفض أن يبقى في الظلمة.. فكانت «تعز» منارته وعنوان قادمه الأجمل. أحياؤها القديمة.. وتلك المنشأة حديثاً عند الأطراف والضواحي.. والأسواق .. الأضرحة والمزارات والمساجد.. جبل صبر حين تنام النجوم على قمته، وننام نحن بأمان بين أحضانه. إنها نجمة تتألق وتخبو وتستفيق على تكبيرات الصحابي الجليل معاذ بن جبل.. من هنا خرج اليمنيون حاملين لواء الإسلام جنداً ودعاة وقادة عظماء فاتحين، أعزهم الله بالإسلام وأعز الإسلام بهم. تعز تحتل مكانة متميزة ضمن محافظات الجمهورية، لامتلاكها مناظر طبيعية جميلة ومناخاً لطيفاً معتدلاً وودياناً وجبالاً وسهولاً خضراء وتنوعاً بيئياً نباتياً وحيوانياً وشواطئ خلابة. ويوجد فيها عدد كبير من الآثار التاريخية ذات الطابع العمراني المتميز كالقلاع والحصون والمباني الأثرية إضافة إلى توفر الأضرحة والمساجد والمدارس الإسلامية المناسبة من أجل سياحة دينية مزدهرة. تعيش تعز تطوراً اقتصادياً وتجارياً وعمرانياً حديثاً وتتوفر فيها مقومات حديثة لازدهار الحركة السياحية وتعمل على جذب السياح، فهناك العديد من الفنادق السياحية المصنفة لاستقبال المجاميع السياحية والتي تقدم خدمات حضارية متميزة لنزلائها إضافة إلى وكالات السفريات والسياحة المنتشرة في المدينة وشبكة من وسائل المواصلات تغطي كافة أحياء المدينة مع بعضها وتربط المدينة بكافة المحافظات الأخرى وكذا معارض لبيع التحف والهدايا والمصنوعات الحرفية والأزياء الشعبية والمتنزهات والمطاعم السياحية والأسواق الشعبية وتقنية الاتصالات الحديثة. هذا بالإضافة إلى مقومات السياحة العلمية والثقافية وسياحة المؤتمرات فهي العاصمة الثقافية لليمن تشهد طوال العام حركة ثقافية وعلمية وتنوعاً في فعالياتها وأنشطتها الثقافية كما أنها تمتلك مؤسسات ثقافية مهيأة بأحدث الوسائل والتجهيزات الفنية وهو مايؤهلها لاستقطاب الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية الكبرى. صناعات حرفية متوارثة تعتبر الصناعات التقليدية والحرفية واليدوية من أهم عناصر الجذب السياحي في المحافظة، إذ تنتشر فيها العديد من هذه الصناعات التقليدية المتوارثة منذ القدم ومنها، صناعة الحلي والمجوهرات والفضة التقليدية والمنسوجات اليدوية والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية والحجرية وصناعة الحصير من أشجار النخيل. الفنون الشعبية.. طابع خاص تتمتع تعز بثروة كبيرة من الفنون الشعبية يتخذها المواطنون وسائل معبرة عن حياتهم ومعيشتهم، أفراحهم وأحزانهم، طموحاتهم وأحلامهم وتتنوع بتنوع وتعدد المناطق والمديريات ولكل مديرية طابعها الخاص بها من رقصات وأغان وألعاب وأزياء شعبية. الأسواق الشعبية.. كرنفالات أسبوعية تتميز تعز بالعديد من الأسواق الشعبية التي تقام أسبوعياً في عدد من مناطق المحافظة وتلبي احتياجات المواطنين من البضائع ، المشتريات وتمثل هذه الأسواق كرنفالات أسبوعية تعكس نمط الحياة السائدة فيها وتعتبر أحد عوامل الجذب السياحي في المحافظة ومن أهم هذه الأسواق. سوق الشنيني: يقام في مدينة تعز يومي الأحد والخميس من كل أسبوع ويقع على الطريق التي تربط بوابتي المدينة القديمة «باب موسى»، «الباب الكبير»، وهذا السوق يحتوي على المنسوجات والأقمشة المستوردة والمجوهرات الفضية والجنابي والخناجر والسيوف والأواني الفخارية والبهارات والعطور. سوق الضباب: يقام يوم الأحد من كل أسبوع على ضفاف وادي الضباب جنوب مدينة تعز وعلى بعد كيلو مترات قليلة منها. ويحتوي هذا السوق على مجموعة من المنتجات المحلية وسوق للماشية بكافة أنواعها. سوق النشمة: في مديرية المواسط يوم الثلاثاء من كل أسبوع. سوق الدمنة خدير: يقام في مديرية دمنة خدير يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع. سوق الأربعاء في مدينة التربة : ويقام يوم الأربعاء من كل أسبوع في هذه المدينة. سوق الخلة: يقام في مديرية حيفان يوم السبت من كل أسبوع. سوق موزع: يقام في مديرية موزع يوم الأحد من كل أسبوع. سوق هجدة:يقام في مديرية مقبنة يوم الثلاثاء من كل أسبوع. سوق ماوية: يقام في مديرية ماوية يوم الأحد من كل أسبوع. سوق المسراخ:يقام في مديرية المسراخ يوم الخميس من كل أسبوع. سوق يفرس: يقام في مديرية جبل حبشي يوم الجمعة من كل أسبوع. سوق البرح: يقام في مديرية مقبنة يوم الخميس من كل أسبوع. وللتسوق والتجوال في أسواق وشوارع المدينة متعة خاصة،فهناك نماذج من جميع المنتجات الزراعية من الخضار والفواكه الطازجة معروضة في الأسواق ومثلها المصنوعات الحرفية والتقليدية الموجودة في أسواق خاصة بها مثل الشنيني والمركزي والجملة. في هذه الأسواق تكتشف أصالة النكهة المنبعثة من روائح الأكلات الشعبية وأنواع الملابس التقليدية وألحان الاهازيج الريفية. عند مدخل السوق القديم تصطف الفتيات على كراسي صغيرة من الخشب وأمامهن أطباق من جريد النخيل ممتلئة بأنواع الخبز،«اللحوح، الملوج، الفطير» وفي وسط السوق تنتشر العربات اليدوية تبيع المشروبات اللذيذة كالشعير والزبيب المنقع والكركديه والليمون وغيرها. محلات الازياء الشعبية تشبه إلى حد كبير الملابس الساحلية الازار «المقطب» المعوز، والفوطة والقميص وفي العادة يكون بأكمام نصفية والغترة التي توضع عادة على الاكتاف بدلاً عن الرأس. أما أزياء النساء فلها طابعها الأصيل الجميل تبدأ من الاعلى مقارم طويلة يلف نصفها الرأس والنصف الآخر يغطي الصدر ثم الثوب «الزنة» وتكون طويلة إلى منتصف الساق ومصممة بطريقة جميلة. إلى هنا ولم تنته بعد.. لكن دعوني لا أخفيكم سراً.. «ثمة حالة عشق عجيبة تربطني بتعز المدينة والناس .. أغادرها متثاقلاً أحياناً، لا أعود إليها سريعاً.. وبين ساعة المغادرة ولحظة العودة يعتريني تجاهها شوق وحنين لا أستطيع مقاومته..... .... إنها تسكن قلبي .