أظهرت دراسات ميدانية خاصة للكشف عن الميولات التعليمية الشائعة في أوساط الفتيات في اليمن ميل نسبة كبيرة من الطالبات إلى المهن اليدوية وبعض التخصصات الحديثة، في وقت كشفت فيه دراسة حديثه للجنة الوطنية للمرأة تدني التحاق الفتيات بالتعليم الفني والتدريب المهني خلال الفترة الماضية مقارنة بالذكور.. وقالت الدراسة التي أعدتها الدكتورة/ نجاة الفقيه بعنوان"العنف المجتمعي وتعليم الإناث: إن التعليم الفني موجّه للبنين أكثر من الفتيات، إذ لا تشكل الإناث الملتحقات بالتعليم الفني سوى 4.6% فقط، معظمهن يلتحقنّ بمجالي التعليم التجاري والصحي وقلة في التعليم التقني. وهو الاستنتاج الذي عززته الأمانة العامة للمجلس الأعلى لتطوير التعليم في اليمن والذي أكد التمايز بين الجنسين نتيجة لعدد من العوائق المرتبطة بالعادات والتقاليد، وكذالك ضعف الوعي بالدور المستقبلي للمرأة في تحقيق التنمية. وقالت: إن هامشية تمثيل الإناث للتعليم المهني والتقني معاً التي توحي بعدم الإنصاف واللا توازن بين الجنسين، تتطلب تذليل المعوقات الاجتماعية التي تحول دون الارتقاء بمستوى إدماج الإناث بهذا التعليم والتوسع بالتخصصات الملائمة لبنيتها الأنثوية ك الصناعات الكترونية وتقنية المعلومات والاتصالات والحاسوب وغيرها من التخصصات الحديثة التي تستند إليها احتياجات سوق العمل ، مع الارتقاء بهذا النوع من التعليم باعتباره الأداة الفاعلة في تحقيق متطلبات التنمية، ومعالجة ظاهرة النقص في مشاركة المرأة في التنمية الشاملة وفق القيم والمعايير والثقافة السائدة. وبالعودة إلى الدراسات الميدانية الخاصة بالميول التعليمية الشائعة في أوساط الفتيات في اليمن والتي شملت استمارة الاستبيان فيها على 26 تخصصاً فنياً وتقنياً أهمها «الفنون الجميلة والكوافير ، التدبير المنزلي ، الحرف اليدوية ، الصناعات الغذائية إلى أعمال السكرتارية ، المحاسبة والعلاقات العامة ،الكمبيوتر والمختبرات، وصيانة الالكترونيات» ، فقد كانت التخصصات المهنية مثل أعمال الكمبيوتر وصيانة الالكترونيات والفنون الجميلة والتطريز والعلاقات العامة والمحاسبة والمكياج والموضة هي الأكثر شيوعاً في ميول الطالبات في مرحلة الثانوية .. إذ وجد أن حوالي 20% من الطالبات في مرحلة التعليم الثانوي يفضلن العمل في مجال الخياطة والتطريز والمكياج والموضة، تليها السكرتارية والصحة والتمريض والعلاقات العامة والمحاسبة والكمبيوتر وصيانة الالكترونيات بنسبة توافق قدرات. واستناداً إلى مبدأ توافق القدرات فقد توصلت نتائج مسح ميول الطالبات في مدارس التعليم الأساسي والثانوي الذي نفذته وزارة التعليم الفني والتدريب المهني إلى التأكيد أن ارتفاع نسبة طالبات التعليم الأساسي والثانوي الراغبات في الالتحاق بالتخصصات الفنية والتقنية بنسبة 71.44% من إجمالي العينة بطيئاً. ومن أكثر التخصصات المطلوبة - بحسب النتائج التي أظهرتها الدراسة - من قبل الفتيات: السكرتارية بنسبة 13 بالمئة تليها المحاسبة 11 بالمئة والخياطة والتطريز والصحة والتمريض 10 بالمئة، ثم العلاقات العامة والكمبيوتر وصيانة الالكترونيات 9.44 بالمائة، ويأتي المجال التجاري العام والحرف اليدوية والتجميل والكوافير بحسب الدراسة في الترتيبات التالية بنسبة 6 بالمئة. وعبّرت 15.42 بالمئة من إجمالي العينة المبحوثة عن عدم رغبتهن في الالتحاق بالتعليم الفني. ووفق مؤشرات الالتحاق للفتيات بمؤسسات التعليم الفني بحسب مانقله موقع «مايو نيوز» فقد تحسنت تحسناً بطئاً خلال السنوات الماضية، غير أن الفجوة ما زالت كبيرة جداً مقارنة بالملتحقين الذكور ، فقد وصل عدد الملتحقات بمؤسسات التعليم الفني حتى نهاية العام الماضي إلى 2339 طالبة في عموم محافظات الجمهورية مقارنة ب 97 طالبة عام 2000م. كما ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بكليات المجتمع حتى نهاية العام الماضي إلى 750 طالبة ، ووصل عدد الملتحقات بالمستوى المهني ثلاث سنوات إلى 1136 ، وعدد الملتحقات بمستوى دبلوم التدريب المهني 90 طالبة فيما ارتفع عدد الملتحقات بالثانوية المهنية 363 طالبة وفي كافة التخصصات المهنية والتقنية. غير أن تلك المؤشرات أمام مؤشرات التحاق الذكور تظل صغيرة حيث وصل عدد الذكور الملتحقين بالتعليم الفني والتدريب المهني بمؤسساته المختلفة حتى نهاية العام الماضي أكثر من 20 ألف طالب، موزعون على نحو 65 مؤسسة مهنية وتقنية، منها أربع كليات مجتمع في عموم محافظات اليمن. وتسعى وزارة التعليم الفني والتدريب المهني إلى تجاوز تلك الفجوة بتوفير السبل الكفيلة بتنامي التحاق الفتيات بأنظمة التعليم الفني والمهني من خلال سياسة تحديث انتهجتها الوزارة متمثلة في التوسع في عدد المؤسسات التدريبية واستحداث تخصصات جديدة وتنوع مناهجها وبرامجها التدريبية. بالإضافة إلى وضع شروط قبول لا تعيق التحاق الفتيات في كافة المجالات سعياً منها للوصول إلى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع، وتأهيل ومساعدة الفتاة في الاندماج في سوق العمل باعتبارها شريكاً أساسياً في تحقيق التنمية الاقتصادية وتطبيق شروط القبول في كافة المؤسسات في عموم محافظات اليمن والتي لا تمّيز بين المتقدمين من الذكور والاناث، إضافة إلى إعطاء الفتاة حرية اختيار التخصص الذي ترغب بالالتحاق به كغيرها من المتقدمين الذكور.