عقد في صنعاء برعاية وتنظيم وزارة السياحة مؤتمر حول دور السلطة المحلية في دعم وتنشيط السياحة الداخلية في بلادنا في إطار التنمية المستدامة وخلق منافع مشتركة للسكان محلياً.. في المؤتمر تم مناقشة دور السياحة الداخلية في تطوير البنية التحتية والاستثمارية لها خصوصاً المناطق التي تمتلك مقومات السياحة وكذلك مناقشة أهمية التكامل بين الخدمات الأساسية واتجاهات الاستثمار السياحي لجذب السياحة وإيجاد مناطق للاستثمار السياحي. في الأسطر القادمة نستعرض أهم أوراق العمل التي قدمت في المؤتمر وأهم ما جاء فيها والتوصيات التي خرج بها المؤتمر. تطوير صناعة السياحة إشراك المجالس المحلية في تنفيذ الخطط والبرامج السياحية ، تحت هذا العنوان كانت ورقة الأخ/ عادل ناصر حسن مدير عام السياحة البيئية بوزارة السياحة الذي أشار إلى أهمية إشراك المجالس المحلية في صناعة السياحة في بلادنا وفوائدها الاقتصادية والاجتماعية التي تعود على المجتمع وعلى اقتصاد الدولة. وتحدث عن قانون المجالس المحلية أو السلطات المحلية الذي يتيح إلى حد كبير إشراك المجالس المحلية في تطوير صناعة السياحة ولكنه لا يتيح ذلك تماماً .. منوهاً إلى أن طريقة إدارة عملية التنمية السياحية واعتمادها على المركز تشكل عائقاً في وجه إشراك المجالس المحلية في عملية تطوير صناعة السياحة في المحافظات. وعن مدى ما سيتحقق من نتائج إزاء المشاركة الفعالة للمجالس المحلية في تطوير صناعة السياحة في بلادنا قال : - سنكون قد حققنا خطوة إيجابية جيدة نحو النهوض بصناعة السياحة اليمنية ، وفي رأيي أن تحقيق نهضة حقيقية للسياحة باليمن له أسباب مختلفة، منها إشراك المجالس المحلية في التنمية السياحية ومنها المشاركة الفعالة في تنفيذ الخطط والبرامج السياحية. أهمية الوعي السياحي محمد حمود الحمادي من وزارة الإدارة المحلية بدوره قدم ورقة عمل عن دور المجالس المحلية في خلق وعي بأهمية السياحة ومردوداتها الاقتصادية .. تطرق فيها إلى الصلاحيات القانونية للسلطة المحلية باعتبارها الجهة المعنية بالتنفيذ للبرامج والسياسات الوطنية ويجب تضمين ذلك في خططها وبرامجها المحلية ومراقبة تحقق ذلك من عدمه. وقد حدد دور السلطة المحلية والمجلس المحلي على وجه التحديد بمجال التخطيط إذ يعد الوعي بأهمية السياحة من المسائل الهامة التي تهم المواطنين، ومجال التنفيذ من خلال الملامسة المباشرة لقضايا السياحة بحشد الموارد والامكانات اللازمة لرفع الوعي السياحي والتفاعل المباشر مع القضايا السياحية كون قيادات المجلس المحلي والاعضاء في كل وحداتهم الادارية يمكنهم أن يخلقوا حراكاً اجتماعياً محلياً واسعاً ليس على مستوى الأجهزة التنفيذية بل بحكم ما تملكه من سلطة إشراف ورقابة ومن خلال التأثير المباشر لقيادات وأعضاء المجالس المحلية في أوساط المجتمع. وخلص الحمادي إلى ضرورة التركيز على أربعة مجالات رئيسة هي التركيز على التنمية السياحية في خطط واستراتيجيات التنمية المحلية ، والتركيز على جوانب الوعي المتصلة بتنشيط السياحة المحلية ، ودعم وتشجيع الصناعات التقليدية ، وتأهيل المواقع التاريخية والأثرية السياحية. أهداف تنمية القطاع السياحي الدكتور/ حامد جوهر مستشار وخبير سياحي استعرض دور المجالس المحلية في دعم وتسويق وترويج المنتج السياحي بقوله : - لابد من مشاركة المجالس المحلية في تحقيق أهداف تنمية القطاع السياحي المحلي وذلك بتنسيق الأنشطة والخدمات المختلفة على مستوى المحافظة والمديريات والمراكز والمواقع وذلك بالمساهمة في تحديد أنواع الخدمات التي ينبغي تطويرها في مجال تقديم الخدمات الترفيهية والمتنوعة التي تجذب مجموعات كبيرة من السياح الأجانب والمحليين من ذوي الدخول المختلفة وذلك بإضافة عوامل حذب أخرى وجديدة إلى الشكل العام للمناطق ذات السواحل والشواطئ الجذابة والحدائق العامة والاستراحات والمنتجعات إلى جانب خدمات الإيواء والفنادق والمطاعم المختلفة ، مما يساعد إلى جذب أعداد كبيرة من السياحة الداخلية والعربية والدولية ، وفي فترة المهرجانات والمواسم السياحية التي تتطلب تخطيطا بشكل سليم لتحقيق دخل وعائد اقتصادي مجزِ للمحافظة ، مما يبرر الإنفاق المطلوب لتنفيذ الخطط والبرامج السياحية لهذه المهرجانات والتي تحقق زيادة عدد الزوار العرب والأجانب والزوار المحليين من المحافظات الأخرى في الجمهورية حضور هذه المهرجانات. وأضاف : على المجالس المحلية أن تضع أهدافاً لزيادة حجم الزوار وزيادة مستوى إنفاق السياح في هذه المهرجانات ووضع الميزانية التسويقية والترويجية بالحجم المناسب لتحقيق النجاح في الدخل للمحافظة. إعداد المرشدين السياحيين عميد المعهد الوطني للفندقة والسياحة في صنعاء خالد محمد الدعيس قدم ورقة عمل مشتركة مع خالد الضبابي رئيس قسم التدريب بالمعهد ، موسومة ب(مساهمة المجالس المحلية في إعداد المرشدين السياحيين المحليين) تناولا فيها مساهمة المجالس المحلية في إعداد المرشدين السياحيين المنشودة .. وقد اقترحا أن يكون التدريب والتأهيل للعاملين في مهنة الإرشاد السياحي على رأس الاولويات المقبلة لوزارة الإدارة المحلية وذلك بإعطاء الأولوية لاستخدام أبناء المنطقة للعمل في مجال الارشاد السياحي من خلال إعداد برامج تدريب وتأهيل خاصة تناسب أوضاعهم وقدراتهم العلمية ، وكذلك تشجيع المستثمرين المحليين على إقامة مشاريع صغيرة مكملة للسياحة بدعم فني وتسهيلات قروض عمل صغيرة تمكنهم من تأمين الموارد والدخل لهم وللمنطقة ، أيضاً تحسين البنية التحتية للمنطقة التي يقطنون فيها وفرض رسوم على شركات السياحة والسفر المنظمة لتفويج السياح لزيارة المناطق المستهدفة يعود جزء منها كأجور تدفع للمرشدين السياحيين أبناء المنطقة والجزء الآخر يذهب لتحسين الخدمات المحلية ، وأهمية الترويج لمنتجات السكان المحليين من المهن التقليدية وتنظيم أسلوب البيع والعرض للسياح بشكل مناسب وتشجيع أبناء المنطقة على استغلال إمكاناتهم وقدراتهم وتطوير مهاراتهم. الباحثان الدعيس والضبابي أكدا في ورقة عملهما أن تدريب وتأهيل كادر وطني يعمل في مجال الارشاد السياحي يحقق العديد من المزايا أهمها : - رفع مستوى الوعي بأهمية السياحة وتشجيعها من قبل ابناء المنطقة. - ضمان أمن السياح الزائرين للبلد واحترام قدومهم. - خلق الوعي لدى أبناء البلد للحفاظ على إرثهم الحضاري. - إتاحة الفرصة أمام أبناء البلد لكسب المال عن طريق السياحة وهذا يؤدي إلى زيادة دخلهم وبالتالي تحسين ظروفهم المعيشية. - إمكانية أبناء البلد في تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة حول المعالم السياحية والتاريخية بعيداً عن التشويه والتضليل. توصيات ختامية الندوة خرجت بتوصيات كان أهمها : إعداد آلية من قبل وزارة السياحة ، القطاع السياحي الخاص ، وزارة الادارة المحلية ومنظمات المجتمع المدني استناداً إلى القوانين النافذة لإشراك المجالس المحلية في تطوير صناعة السياحة في اليمن وإقرارها وتنفيذ الخطط والبرامج السياحية وتطوير أدائها. - تفعيل دور المجالس المحلية استناداً إلى قانون السلطة المحلية والعمل على تطوير القانون لتطوير ذلك الدور. - العمل على إشراك القطاع السياحي الخاص لتقديم استراتيجيته الوطنية في التنمية السياحية استناداً إلى استراتيجيات فرعية في المحافظات التي تتوفر فيها موارد سياحية بالاشتراك مع المجالس المحلية ومكتب وزارة السياحة في اليمن. - العمل على إشراك القطاع السياحي الخاص في إعداد خطط التنمية السياحية في المحافظات ومساهمته فنياً ومالياً في تنفيذ تلك الخطط. - العمل على أن يأخذ الوعي السياحي جزءاً مقبولاً من خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية. - رفع دور المجالس المحلية في التنشيط والتسويق والترويج السياحي على مستوى المحافظات لزيادة حصيلة المجتمع المحلي من المنافع الاقتصادية والاجتماعية. - تشجيع أصحاب المشروعات الفندقية والمطاعم السياحية والمدن الترفيهية على تزويد مشروعاتهم بمختلف النشاطات الترويجية وتطوير أساليب التنشيط السياحي في المحافظات. - إعداد البرامج التدريبية السياحية لكل محافظة والتوسع في إنشاء المعاهد الفندقية السياحية في المحافظات. - تخصيص ال 5% التي تفرض على الخدمات السياحية لتمويل نشاط لجان التنشيط في المحافظات لتفعيل نشاطها. - تشجيع إقامة المهرجانات النوعية والتنسيق مع القطاعات ذات العلاقة على المستوى الرسمي والمحلي لوضع رؤية تعمل على تحقيق التوازن بين التنمية السياحية وديمومة المصادر السياحية الطبيعية والتراثية والمعمارية والأثرية والإنسانية ، ودعم النفقات التشغيلية لمكاتب السياحة في المحافظات من قبل المجالس المحلية وذلك لرفع كفاءة الكوادر العاملة في القطاع السياحي.