كشف استطلاع حديث للرأي أن شباب اليوم يفضلون البقاء مع أمهاتهم على تأسيس بيت الزوجية، وأن الاحتماء برعايتهن ودلالهن أكثر راحة من مسؤوليات الأسرة وطلبات الزوجة. نعم للحب لا للزواج!! الاستطلاع جاء جزءاً من دراسة أعدتها تينا حسين، باحثة في علم النفس، تحت عنوان "نعم للحب لا للزواج"، شارك فيه أكثر من «500» شاب من جنسيات عربية وأجنبية، من أوساط مختلفة، تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 سنة، وتبين أن 40% من عينة البحث يفضلون العيش في كنف أمهاتهم على العيش مع زوجة عصرية كثيرة الطلبات، بينما لم تعارض 30% من العينة فكرة الزواج والاستقلالية بعيداً عن الوالدة، إذا ما توفرت الشروط المادية لذلك.. أما البقية 30% فتحمسوا لفكرة الزواج والعيش مع الوالدة بشكل مؤقت حتى يدخروا ما يكفي لشراء بيت وسيارة ومن ثم الاستقلال والإنجاب. مؤشر خطر نتيجة الدراسة تعتبر مؤشر خطرعلى المستقبل الذي ينتظر شباب وبنات العصر لكثير من الأسباب أهمها : أن ذلك سيؤدي إلى تقويض مؤسسة الزواج، وسيؤخر سن الزواج أكثر مما هو متأخر الآن، وهنا أطرح تساؤلاً حول سن الزواج القادم هل سيكون في الستين من العمر أم أكثر قليلاً؟؟ وتؤكد الدراسة أن نسبة العنوسة ستزيد بين الشابات وبالأخص في الوطن العربي الذي يعد أكثر عنساً وعنوسة وهي نسبة تفاقمت كثيراً في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ازدياد معدلات الانفصال والطلاق. اختاري نوعه أيضاً كشفت الدراسة عن أنواع الشباب الذين تصادفهم الشابات في الحياة الدراسية والمهنية، ويمكن تصنيفهم بحسب رأي حسين، الى سبعة أنواع، وهنا ينط تحذير طويل للشابة أن تنتبه جيداً إلى ذلك وتختار ما يناسبها: المستقل: وهو الذي يستمد قوة شخصيته من قوة ثقته بنفسه واعتماده على قراراته وآرائه، حتى لو كان من المستمعين لآراء والدته.. هذا النوع إن تقدم لطلب يدك، وافقي عليه لأنه سيعرف كيف يستقل بك بعيداً عن تدخلات الأهل. الاعتمادي: غالباً ما يكون وحيد أمه، طلباته كثيرة وأمه تلبيها له كاملة.. هذا النوع عليه أن يتعلم كيف يعتمد على نفسه أولاً قبل أن يطلب يدك للزواج، ففي حياته معك لاحقاً، عليك أن ترتدي مريلة والدته وتبادريه القول: "شبيك.. لبيك". الحريص: وهو النوع الذي يحب الانطلاق والاستقلالية، لكنه حريص جداً على مشاعر والدته ويسعى لارضائها ولو كانت على خطأ، هذا يعني أنك ستدفعين الثمن لاحقاً ومن حساب مشاعرك وكبريائك.. فهل أنت مستعدة لتقديم التنازلات؟ الكسول: وهو الذي اعتاد على دلال أمه ورعايتها وسيترك لك فيما بعد تسلم زمام الامور من الالف الى الياء، حتى فيما يخص مشترياته الشخصية، من معجون حلاقته الى حذائه، الذي لن يعرف بالتأكيد مقاسه! المخادع: يتحمس لفكرة الزواج وتأسيس البيت، لكن يتذرع بحجج واهية للبقاء مع والدته، تحت حمايتها ورعايتها. من هذه الحجج: "ليس لدي المال الكافي".. أو "امنحيني بعض الوقت لأدرس الفكرة بعمق".. سد الباب في وجهه. أفضل من انتظار قطار لن يصل أبداً. المحترم والحنون: الذي يفضل تكريم والدته والاهتمام بها بشرط أن تكوني معه والامور بين الثلاثة تسير على أحسن ما يرام، عقلاني ومجتهد ويعطي لكل صاحب حق حقه، نوعه قليل وإن عثرت عليه فأنتِ من المحظوظات بحق. الضعيف: وهو الذي يخضع لسيطرة والدته الكاملة ويستشير رأيها في كل شاردة وواردة، ولك أن تتوقعي أن يسأل والدته عن لون حقيبة اليد قبل أن يشتريها لك، وفي أحيان كثيرة عن طبق طعام اليوم قبل أن يذهب إلى السوق هذا يعني أنك لن تكوني "سيدة" في بيتك بل "كنّة" مطيعة تحت رحمة حماتك. هل نلومه؟ تعليقًا على نتيجة الاستطلاع، يقول الباحث في علم النفس أحمد زيدان: إن تفضيل الشباب لأحضان أمهاتهم ليس بالأمر الغريب، فنحن اليوم نعيش في مجتمع استهلاكي يتحكم بأهداف الشباب وطموحاتهم، فبعد أن كان الزواج هدفًا أساسيًا لكل شاب مقبل على الحياة، صار السفر والهجرة وامتلاك الاجهزة التقنية والمال، أهم بكثير من الاستقرار مع زوجة وأولاد، وكيف لنا أن نلوم الشباب إذا فضل أن يعيش مرتاحاً في بيت أمه التي تسهر على رعايته وتأمين كل متطلباته وتدلله وتحن عليه، على أن يشقى ويجتهد ليلاً ونهاراً لتأمين متطلبات زوجته وأولاده التي لا تنتهي أبداً؟ هكذا تتأقلمين معه إذا حصل وارتبطت بشاب شديد التعلق بوالدته ولا يستطيع الاستغناء عنها، إليك بهذه الخطوات التي تؤمن لك راحة النفس والعقل معاً، كما تنصح تينا حسين: تواصلي مع والدته وتقربي منها وعامليها كما تعاملين والدتك، بذا تكسبين الاثنين معاً، زوجك وحماتك. تعلمي منها كيف تهتم به وتطهو له الاطباق التي يحبها، ثم طبقي طريقتها في بيتك معه مع إضافة القليل من خبرتك ونفسك الحلو. افضي إليها ببعض أسرارك وخذي بنصيحتها ومشورتها وطبقي كلامها وانقلي اليها ردود الافعال لاحقاً فذلك سيشجعها على التقرب إليك. إن حصل اختلاف في الرأي، غيري موضوع الحديث، ابتسمي وانتقلي الى غرفة أخرى طلبًا للاسترخاء. شجعيه على الاهتمام بوالدته أكثر لأن ذلك سيشجعه على الاهتمام بك. لا تستمعي كثيرا لتعليقات الصديقات أو والدتك وأخواتك في هذا الأمر، لكي لا يؤثرن عليك ويزدن حساسيتك، التي ستعيق أمنك واستقرارك بين زوجك وحماتك. تذكري دائماً أنك ستصبحين أماً وحماة فيما بعد، إذن عاملي حماتك كما تريدين من زوجة ابنك أن تعاملك لاحقًاً. زوجك ابن أمه تربى وترعرع على أسلوبها وفي بيتها. هي أم واحدة، لا بديل لها، فارضي بقراراتها وطريقة تعاملها لكي ترضى على زوجك وعيشتكما معاً.