أظهرت دراسة حديثة أن القات سبب من أسباب ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية في اليمن. وأفادت الدارسة التي نفذتها وزارة الزراعة اليمنية أن زراعة القات في اليمن من الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار الكثير من المحاصيل الزراعية والخضراوات خاصة محصول الطماطم، البطاطس، والبن، خاصة خلال العام الحالي. وأكد وزير الزراعة والري الدكتور/منصور أحمد الحوشبي خلال ترؤسه الاجتماع الذي عقد في صنعاء، وضم ممثلين عن المياه والبيئة، التخطيط، البنك الدولي، الصندوق الاجتماعي للتنمية ومانحين، أن خطورة القات تكمن في زحفه على مناطق زراعة المحاصيل الغذائية الأخرى واستنزافه كميات هائلة من المياه فضلاً عن أضراره الصحية نتيجة للمبيدات المستخدمة في زراعته. وبّين الأخ الوزير أن وزارته تعمل على تشجيع استيراد أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية وادخال الميكنة الزراعية الحديثة، لما من شأنه الاسهام في الحد من ظاهرة اتساع زراعة القات. ولفت الوزير إلى الاجراءات التي اتخذتها الوزارة للحد من اتساع زراعة القات، ومنها قرار الوزارة الصادر في نهاية عام 2006، القاضي بمنع استيراد المبيدات التي تستخدم في زراعة القات، ولفت إلى أن زراعة القات في اليمن من الأسباب الرئيسة لارتفاع أسعار الكثير من المحاصيل الزراعية والخضراوات خاصة الطماطم. وحذر مسؤولون في وزارة الزراعة والري من أن منطقة صنعاء ستعاني من الجفاف بحلول عام 2015م نظراً لأن النبات يستنفد نحو 70 في المائة من الموارد المائية في اليمن. وأوضح الدكتور/إسماعيل محرم، رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الأضرار الناجمة عن زراعة القات، والمتمثلة في استنزاف كميات هائلة من المياه الجوفية التي تبلغ سبعة آلاف مليمتر مكعب من المياه للهكتار الواحد، وأفاد أن مساحة زراعة القات في اليمن استنزفت خلال عام 2005م أكثر من 926 مليون متر مكعب من المياه، فضلاً عن تكاليف الانتاج في عملية الري بنسبة 46 في المائة وتكاليف منتجات الآفات الزراعية والمبيدات بنسبة 40 في المائة. وقال محرم: إن المزارعين يتجهون بشكل كبير صوب زراعة القات، حيث استحوذت زراعة القات على أكثر من 400 مزرعة في قاع جهران فقط. وحسب الدراسة فإن هناك تراجعاً في زراعة البن بشكل ملحوظ، خلال السنوات الخمس الماضية، حيث زاد انتاج القات ومساحاته المزروعة، خلال العقود الثلاثة الأخيرة ب 18 ضعفاً، فارتفعت من سبعة آلاف هكتار في عام 1970 إلى 127 هكتاراً في عام 2005م، ما يساوي 25 في المائة من الأراضي الزراعية المروّية. وأشارت الدراسة إلى جهود وزارة الزراعة في تنفيذ خطة لغرس قرابة مليون غرسة بن في مختلف المناطق الزراعية الملائمة مناخياً وبيئياً خلال عام 2007م بغية توسيع زراعة هذا النوع من المحاصيل النقدية ومحاولة لاعادة سمعة البن اليمني التي اكتسبها على مدى عقود طويلة مضت. وبحسب الدراسة التي نقلها موقع " مأرب برس" فإن عوامل طبيعية في انخفاض الانتاج، منها موجات الجفاف والآفات الزراعية، ويعد القات المحصول المتربع دون منافس على قائمة المحاصيل النقدية في اليمن. وتسعى الحكومة اليمنية خلال سنوات الخطة الخمسّية الاقتصادية الثالثة إلى إيجاد بدائل لزراعة واستهلاك القات كظاهرة اجتماعية يومية مكلفة اقتصادياً ومضرة صحياً. وقدر مشروع الخطة - المعروض حالياً أمام البرلمان لمناقشته واقراره - حجم الانفاق الشعبي على تناول القات بنحو 1.2 مليار دولار سنوياً. وتشير الدراسات المحلية والدولية إلى أن اليمنيين يهدرون 90 يوماً في العام الواحد من عمرهم في مجالس القات، وحينما يصل عمر الفرد إلى 45