استغربت الراقصة «سعاد حسين حيدر» من تدهور نظرة المجتمع اليمني لفن الرقص، وعمل الراقصة في مطلع الألفية الثالثة، وتراجع الاهتمام الرسمي بهذا الفن .. وفي شهادة عن تجربتها، أوضحت حيدر التي شاركت في مهرجان «فولكلوريات عدن» الذي اختتم أعماله في عدن أخيراً، أنها وخلال أكثر من ثلاثين سنة من عملها في فرقة الرقص الشعبي، لم تعرف مثل هذا الازدراء لمهنة الرقص والعاملين فيها، من جانب المجتمع اليمني. وقالت في تصريح لموقع «نبأ نيوز»: «لم نكن نتعثر سابقاً بتعقيدات ومشاكل، كما لم نكن نُرجم بكلمة «عيب» التي أصبحنا نرشق بها في الألفية الثالثة».وسردت الراقصة المصائر التراجيدية لزميلاتها المؤسسات للفرقة سواء من قضت نحبها أو من غادرت إلى بلدان أوروبية أو إلى كردستان، «فيما أخريات تحجبن وبتن داعيات». وأشارت إلى أن مستوى الاهتمام الرسمي الأكاديمي الذي كان يولى للفرقة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، مكّن أعضاءها من استيعاب كل الرقصات اليمنية، وحتى رقصات شعوب أخرى كالاثيوبية والاسبانية والهنغارية والتركية والأرمينية. وتمنت على وزارة الثقافة انقاذ فرقة الرقص الوطنية من الانقراض وإعادة بنائها. وعبّرت حيدر عن أسفها لكونها لم تعد تستطيع تدريب الفتيات الموهوبات، «لأن أزمة الأخلاق مستفحلة، ولم يعد المركز الثقافي بيئة حاضنة للتدريب بعيداً عن التحرش والتوحش»، داعية وزارة الثقافة الى إعادة تأهيل هذا المركز «نظراً للإنحدار الأخلاقي الذي اكتنف مساره». وأوضحت أن فن الرقص «الذي كان يطير بنا على أجنحة الفرح والنشوة والطرب والجمال، صار محفوفاً بسوء السمعة والتقدير... فيما الوسط الثقافي والفني هو الذي يحتقر فن الرقص، ولا يلجأ إليه إلاّ عند الحاجة الإعلامية النفعيّة الرخيصة في الأعياد الوطنية وعند وصول ضيوف إلى البلاد». وكشفت أن وجود العنصر النسائي بات السبب وراء خفض عدد من الأنشطة المحلية، مشيرة إلى إلغاء حفلة راقصة كانت ستقام في المسرح المكشوف في وقت سابق، «وسمعنا همهمة عن المخاوف من التشدد والتطرف».وتابعت: «لن نتكتم على حقيقة مفزعة تتصل بأداء مشاركتنا الخارجية، فهو أداء تحاصره غالباً عيون الجمهور اليمني، أكان من العاملين في السفارات أو من المرافقين لنا من مديرين وموظفين وأدباء... وما أقسى أن يرقص المرء بجسد مقيد بالخجل».