نقلا عن موقع الشرفة العراقي (فيصل دارم) : سعاد حيدر اسم ارتبط لدى اليمنيين بفن الفلكلور الشعبي الذي زاولته أثناء عملها في الفرقة الوطنية في صنعاء، كما أنها من مؤسسي الفرقة الشعبية اليمنية في عدن. وتشغل حيدر اليوم منصب مستشار في وزارة الثقافة اليمنية حيث تسعى للدفع بعدد من المشاريع لنشر التراث الشعبي اليمني عالمياً. عن طموحها ومشوارها الفني حتى اليوم تحدثت سعاد حيدر للشرفة كاشفة عن رغبتها بتعريف العالم بالثروة الثقافية الموجودة في اليمن. الشرفة: لنبدأ من منصبك الأخير، وكيف أنت بصدد استثماره؟ سعاد حيدر: عينت في 21 كانون الثاني/يناير في هذا المنصب الذي أتطلع أن أحقق عبره بعض المشاريع المفيدة. على سبيل المثال أنا بصدد وضع التصورات النهائية لإنشاء معهد أو مركز للفنون الشعبية للشباب والأطفال يركز على اللياقة الجسدية قبل تعليمهم مهارات الرقص وذلك لإكسابهم الليونة المطلوبة تحضيراً لأداء الفنون الشعبية الراقصة. كما أن هذا المركز سيقوم بحفظ وتوثيق كل أنواع الرقص الشعبي في اليمن الذي يتنوع ويختلف من منطقة إلى أخرى. الشرفة: ما هي أنواع الرقصات اليمنية وما أهمها؟ حيدر: كل منطقة في اليمن تتميز بنوع من الرقصات يختلف عن المناطق المجاورة لها، إضافة إلى أن رقصات الرجال تختلف عن رقصات النساء. أما أهمها فهي الرقصة الصنعائية "الدسعة" و"الوسطى" و"السارع" والرقصة العدنية "الركح" ولا ننسى رقصة "البرع" التي يؤديها الرجال وهي من أصعب الرقصات. وأنا شخصياً أجيد كل فنون الرقص في اليمن، الرجالي والنسائي، لذا سأقوم بتدريب الراقصين والراقصات الشباب. الشرفة: وكيف دخلت إلى عالم الرقص الشعبي؟ حيدر: شاركت في فنون الرقص منذ أن كنت طالبة في المدرسة إذ شاركت في إحدى الفعاليات وكان حاضراً فيها وزير الثقافة آنذاك في جنوب اليمن الذي اختار ضمي إلى الفرقة الوطنية للفنون الشعبية في عدن في عام 1976. حينها كان عمري 12 عاماً. أما أول مشاركة خارجية فكانت في هافانا بكوبا عام 1978. وبعد الوحدة اليمنية عام 1990 انتقلنا إلى العمل في صنعاء. كنا نشارك سنوياً في المعارض اليمنية السياحية في ميلانو وغيرها من المشاركات والتي نستمر فيها للترويج للثقافة اليمنية والفنون اليمنية المختلفة وكان المعرض اليمني يحقق أعلى معدل في الزوار مقارنة بالمعارض من الدول الأخرى. الشرفة: واليوم كيف ترين نظرة المجتمع لهذا النوع من الفنون؟ حيدر: نظرة قاصرة بل البعض يعتبر ما نقوم به جزءاً من العيب أو من الخطأ، بما في ذلك زملاؤنا والذين درسوا الرقص معنا في الخارج. تقاليد المجتمع قاسية لكل من يدخل مضمار الفن. عندما يكون لنا مشاركة خارجية فإنني أبذل مجهوداً في إقناع عائلات المشاركات [للسماح لهن بالمشاركة] عبر تعهد خطي وهذا يبين الضغط الذي يواجهه هذا الفن من قبل المجتمع. الشرفة: وهل ينطبق الشيء ذاته على وضع المرأة اليمنية في مجال السياسة والاقتصاد؟ حيدر: بصراحة الوضع تغير كثيراً وأصبح وضع المرأة اليمنية في تحسن كبير واقتحمت المرأة مجالات عدة وتجاوزت الصعاب والتحديات فكافحت وناضلت سياسياً فأصبحت وزيرة. اليوم لا تخلو أغلب الهياكل الإدارية الحكومية من مناصب للمرأة، بل أصبحت تنافس الرجل وتتغلب عليه في كثير من الأحيان سواء في التعليم أو في المناصب العليا. كما أنها اقتحمت المجال الاقتصادي حيث هناك سيدات أعمال ناجحات . لا بد من القول إن الوضع الاجتماعي تحسن كثيرا وذلك بسبب التعليم وانتشار المدارس مما سيخلق جيلاً واعياً بأهمية دور المرأة في كل المجالات بضمنها الفن.