لليمن كما لكل بلدان العالم تراثها الخاص المتوارث عبر الأجيال قرناً بعد آخر .. وتعتبر الرقصات أحد أهم عناصر التراث في كل بلدان العالم لما لها من معانٍ جميلة ومناسبات خاصة.. ولليمن العديد من الرقصات المتنوعة سنتحدث اليوم فقط عن نوع واحد حتى لانطيل .. رقصة البرع تنتشر هذه الرقصة في المناطق الجبلية من اليمن مثل محافظات حجة وصنعاء وبعض مناطق إب وذمار وغيرها ... قال عنها البعض انها رقصة قتالية بالدرجة الأولى ..حيث ان الحركات الراقصة فيها توحي بالجهوزية والاستعداد البدني والنفسي للقتال.. كما وتعبّر عن طريقها القبيلة عن أفراحها وأحزانها وانتصاراتها أيضاً.. ويقول البعض ممن لهم الخبرة في مجال التراث إن كلمة برع تعني (التنطاط) أو الحركات السريعة. والمعروف ان البرع رقصة جماعية قد يشترك في البرعة (الرقصة) الواحدة أكثر من عشرة أشخاص وهناك رقصات لا يجب أن يتعدى فيها الراقصون عدداً معيناً وتتدرج البرعة في أربعة ايقاعات سريع واسرع ثم الأسرع وأسرع الجميع وهي : (الدسعة) اولاً وثانياً (الوسطى ) و(السارع) ثالث الايقاعات ... وأخيراً (الهوشلية) رابعها وختاماً في نهاية الرقصة وهناك العديد من رقصات البرع ..منها المطرية والسنحانية والهمدانية والحاشدية والعدينية والبيضانية والكثير غيرها نسبة الى مناطقها والدخيلية والمشقر وغيرها نسبة الى غرضها وأمّا آلة البرع فتسمى (الطاسة) وهي عبارة عن إناء معدني مغشى بجلد مدبوغ من جلود الأبقار يقرع عليه بمقاريع (اثنين) رشيقة من الخيزران .. والى جانب الطاسة يوجد الطبل الذي يشبه الطاسة لكنه أعمق واصغر .. وله قارع واحد أسمك من مقاريع الطاسة وتستخدم الطاسة ايضا في جمع الناس عند الحاجة وفي الأعياد والأفراح والأحزان وحتى في حالات القتال بين القبائل بعكس المزمار الذي يعتبر هو الاخر آلة موسيقية ورقصة شعبية جميلة جداً ومنتشرة كثيراً في المناطق الجبلية وغيرها من بلاد اليمن ... ويعتبر المزمار رقصة افراح صرفة .. بعكس الطاسة والبرع كما ذكر اعلاه وفي كلتا الرقصتين يلوح الراقصون بالخناجر الخاصة لهم والتي تسمى (الجنابي) والتي تمثل هي الأخرى جزءاً من التراث اليمني الخاص .. وهناك العديد من الرقصات اليمنية الساحلية القتالية أيضاً في مناطق مثل تهامة وغيرها لها اسماؤها الخاصة ك(الشنب) و(التسييف) و(المباينة) لها وروعتها الخاصة أيضاً والمنفردة. الحديث يطول كثيرا لو أردنا الحديث عن كل الرقصات والخوض في خصوصياتها ومعانيها .