ما إن يأتي شهر رمضان المبارك لتعود معه من جديد عادة إحياء جلسات الليالي الرمضانية والتي تختلف طقوسها من منطقة إلى أخرى.. فالبعض من يخصصها لتعلّم الدين والذكر والتسبيح، والبعض الآخر يخصصها لمناقشة الهموم والمشاكل والحديث عن آخر المستجدات الراهنة وآخرون لإقامة الفعاليات الثقافية والأدبية.. لمزيد من المعرفة التقت الصحيفة عدداً من المواطنين الذين تحدثوا عن طبيعة أجواء جلسات الليالي في شهر رمضان الكريم.. ذكر وتسبيح المواطن/هلال عبده أحمد.. بدأ حديثه عن طبيعة جلسات الليالي الرمضانية بالقول: غالبية سكان القرى اليمنية أصبحوا يقضون أوقات ليالي شهر رمضان الكريم.. إما في بيوتهم مع أفراد أسرهم أو بعقد جلسات قات ليلية فردية أو جماعية مع الأهل والاصدقاء.. إلا أن هناك من يقوم باحتضان جلسات قات ليلية للذكر والتسبيح وتبادل الحديث حول السيرة النبوية.. إلخ. وذلك حرصاً منهم على عدم تلاشي مثل هذه العادات الاجتماعية ذات النهج النفعي.. كما أن مستضيف هذه الجلسات إذا كانت ظروفه المادية ميسورة تجده يتكفل بشراء القات وبكميات كبيرة ومن ثم توزيعه على الحاضرين صغاراً وكباراً.. بالاضافة إلى أنه يدعو أبناء قريته لحضور مأدبة الافطار والعشاء في منزله. ومايحزنني هو أن مثل هذه الجلسات الدينية التي تقام في ليالي شهر رمضان أصبحت نادرة الحدوث في الوقت الراهن بسبب أن سكان القرى اليمنية أصبح معظمهم منشغلين في البحث عن مصادر الرزق بغية تأمين لقمة العيش لأفراد أسرهم. مناقشة الهموم والمشاكل المواطن/محمد أمين محمد الواقدي.. تحدث بالقول: أصبحت معظم جلسات القات الليلية في شهر رمضان الكريم تتسم بمناقشة أبرز المشاكل والهموم التي يعاني منها المواطن وكذا أيضاً مناقشة أهم المستجدات الراهنة على المستوى المحلي والخارجي.. وغالباً ماتجد أن البعض من القرى اليمنية تعتبر هذه الجلسات عادة من العادات القديمة التي يجب التمسك بها حيث يقوم أبناء هذه القرى بتقسيم قراهم إلى مقامات معينة«أمكنة» ويعتبرونها بمثابة الوقف فالتسلية والدعاية تكون بداية هذا الاجتماع ويليها مناقشة أبرز المواضيع ذات الشأن المحلي ويتبعها ترتيل الأناشيد والمدائح والموشحات الدينية.. كما يتم في كل مقام إلقاء دروس دينية في مجال الفقه والتفسير بالإضافة إلى استغلال هذه المقامات في مناقشة الهموم والمشاكل التي تعاني منها هذه القرى. إحياء ليالي رمضان المواطن/محمد قائد ردمان الصلاحي تحدث هو الآخر بالقول: تعتبر الجلسات الليلية في شهر رمضان الكريم تقليداً اجتماعياً يختلف باختلاف المكان فمثلاً هناك بعض المناطق اليمنية تخصص جلسات القات الليلية في شهر رمضان لإحياء ليالي هذا الشهر الكريم بالذكر والطاعات ويعتبر مضغ القات من وسائل تنشيط الصائمين على العبادات في الليل وتدارس القرآن الكريم والتسبيح واحياء الذكر بالإضافة إلى أن بعض الجلسات الليلية الرمضانية يتم تخصيصها لمناقشة هموم المنطقة وهموم أبنائها وتطلعاتهم المستقبلية وكذا إقامة فعاليات ثقافية وأدبية. هناك فرق ويشارك المواطن/فيصل الدخنة.. بالقول: جلسات ليالي رمضان كان لها في الماضي طعم ومذاق خاص وكان الكثير من الناس يتسابقون بعد مأدبة الافطار والعشاء مباشرة إلى مجالس الليالي الرمضانية لحجز أمكنة يجلسون فيها ولعدة ساعات بغية الاستفادة من معلومات بحر الدروس والتي تكون معظمها في مجالات الدين والأدب والشعر والتاريخ والسياسة ويلي ذلك التطرق إلى أهم القضايا التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية وفتح باب النقاش فيها ولاتخلو هذه الجلسات من ظاهرة المزاح البريء غير الجارح والذي يتم تبادله فيما بين الحاضرين.. وباختصار فإن جلسات ليالي رمضان كانت في الماضي جلسات علم وثقافة.. أما في الوقت الحاضر أصبحت جلسات تخصص لتبادل أحاديث الغيبة والنميمة والغوص في بحر الذنوب والمعاصي بدلاً من الغوص في بحر الطاعات والعبادة والذكر والتسبيح.. هناك صنف من الناس وبالذات الشباب صاروا يقضون معظم ليالي الشهر الفضيل في مقاهي الانترنت والتسكع في الشوارع والتحرش بأعراض الناس.