استنادًا الى أن الحقوق لاتوهب وإنما تُنتزع، مضى أهلاوية تعز في طريقهم المعبد بالأشواك، بل وبالمسامير الصدئة أيضًا، نحو انتزاع حقهم الذي كان - ذات يوم- يؤكد أنهم من فرق النخبة في عالم الكرة اليمنية وأبرزهم أيضًا. صحيح طال سفر الأهلاوية، أو قُل غيابهم عن دوري الأضواء سنوات عديدة، بفعل أسباب كثيرة ومتنوعة، بعضها يتحملها الأهلاوية ذاتهم، وبعضها الآخر يتحمله أشقاء، وجيران أيضًا، الى درجة ظن كثيرون معها أن انتزاع الأهلاوية لحق تواجدهم في مكانهم الطبيعي ضمن فرق النخبة لكرة القدم، وهم كانوا الأبطال المتوجين ذات يوم، مجرد (حلم)، بل وراح عدد من (الناقدين) وقبلهم (الشامتين) ينفثون (سمومهم) سخرية واستهزاءً بحال هؤلاء الأهلاوية ومآلهم، لكن العودة على الرغم من ذلك وذاك، تحققت، وكان العود أحمد ويا له من عود. يتميز أهلي تعز بأنه من (أفقر) الأندية التعزية (مالاً) قياسًا بماضيه التليد، أو قُل هكذا بات حاله المادي، ومع ذلك يستغرب المرء قبل المتابع القريب من الأحداث الرياضية في هذه المحافظة، أن أهلي تعز (مغبوط) الى درجة (الحسد) وهو الشر الذي لا مفر منه!، ليس لأنه صار فقيرًا أو أن الأمر يأتي من باب ارحموا عزيز قوم ذل، بل لمجرد أنه كان، وما زال، الأكثر جماهيرية على الاطلاق في محافظة صار سُكانها يتجاوزن الخمسة ملايين، لا يهم أين موقعه على خارطة الكرة اليمنية، ولا يُمكن بأي حال النظر الى ما أصبح عليه حاله المادي، كل ما هو مهم لدى جماهيره الغفيرة أنه ما زال هذا الكيان/أهلي تعز يتنفس، يعيش وحسب، لتعيش معه جماهيره الوفية (حياة) ضراء قبل سراء. لعمري ذلك (وفاء) لم يعد يجود به هذا الزمان إلاّ في استثناءات نادرة، والنادر بطبيعة الحال لا حكم له، لذلك كان وسيظل أهلاوية تعز (محسودين) وليسوا (مغبوطين) وحسب، لأن معهم (جماهير) ولا أروع في حبهم لفريقهم، وفي مؤازرتهم له أينما حل وطل. هذا الموسم، ومن خلال متابعة قريبة من العبد لله كمشاهد قبل كوني أية حاجة أخرى، لم يتميز أهلاوية تعز بامتلاكهم لفريق متماسك به عدد من العناصر يمكن (شم) نسيم مواهبها من على بُعد أميال، بل وامتلاكه لفريق ناشئين به مواهب، أكاد أجزم لو تم الاهتمام بها ستكون حديث الكرة اليمنية خلال سنوات قادمة. على الأهلاوية الأبطال أن يفرحوا كيفما شاءوا وأرادوا، لكن عليهم أثناء ذلك ألاّ ينسوا أن مرحلة (جديدة) بدأت و(متطلباتها) ستكون كبيرة وأكثر صعوبة، وظني أن (الحاسدين) سيكثرون أيضًا، أما (الغابطون) ففعلهم لا ضرر منه على اعتبار أنه ليس شرًا..!