عندما كنا نسمع ونشاهد الأغنية اللحجية على التلفاز ونرى الجمهور الذي يحضر تلك الجلسات الغنائية نجد الجمهور يحتفظ بوقاره.. فقد كان يصفق ويرقص ويزغرد.. في تناغم وانسجام رائعين مع الأغنية.. كان الحاضرون لا يصفقون الاعندما ينتهي الفنان من تأدية جملته الغنائية ولايحدث التصفيق والغناء معاً.. ظل هذا الحال سنوات عديدة مع كل أغاني التراث اليمني وخاصة اللحجي.. إلى أن ظهرت عادة سيئة عممتها الفضائيات وروّج لها الجمهور الخليجي في ابتداع حركات تهتك وقار الأغنية.. كإيماءات الرأس إلى الأمام بشكل «بائخ».. وكثير من الحركات التي لاتليق بمن هم حاضرون يصفقون ويرددون مع الفنان مقطعاً محدداً من أغنية.. هذه العدوى انتقلت مع الأسف إلى الجمهور اليمني الذي يحضر جلسة فنية لأحد الفنانين فترى أحدهم وقد قام من مكانه كالمجنون ومر من أمام الجميع فرداً فرداً.. وعاد ليجلس في مكانه.. ثم يقوم آخر ويفعل مافعله زميله.. بالاضافة إلى التصفيق والحركات وأحيانًا الأصوات التي تحول تلك الجلسة الغنائية إلى حلبة مصاريع.. أين جلسات الأغاني اللحجية الجميلة التي كانت تطربنا ومازالت وهي بفنانيها وجمهورها وظروفها تلك البسيطة ؟