أناس من مختلف الفئات اعتادوا التفوه بألفاظ نابية وعبارات سب ،إنهم ينكسرون أمام النسمة العليلة،وكثيراً ما نلحظ ذلك في شهر رمضان ويكون لزلة اللسان أثر جارح للصوم ومقاصد الشريعة منه، والأسوأ أن البعض من هؤلاء لايقيمون وزناً لمايفعلون..أنت كشخص عادي،بل نحن جميعاً ماذا نقول أمام هذا المشهد أقصد المشهد التالي:هذا أبكر الصديق رضي الله عنه كان يضع حصى تحت لسانه ليحفظها من الزلل وهو الصادق المصدّق فكيف بك أيها المسلم، المتحضر وأنت تحتك بأناس مثقلين بالهموم،تعودت ألسنتهم على العبارات والكلمات النابية تجدد مبرراً لتسمية الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه بأنه «وسط حُمش» تدفعه عاداته إلى التعبير عن الشعور بالقرف بواسطة الكلام المنهي عنه،والسلوك اللفظي الذي ترفضه اللياقة ويتنافى مع أخلاق المرء مابالك إن كان صائماً..سلاطة اللسان المتعود على «العرعار» في التعليق عن أي شيء وكل شيء هو من المفطرات وهذا من البديهيات في ثقافة المسلم. السؤال هو كيف يكون الصمت ذهباً وبحيث لايعطل واجب المرء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟قل خيراً أو لتصمت،ذاكراً لله متأملاً فيما دعاك إلى التأمل والتفكير فيه أو مجتهداً في عملك وراعياً لمن أنت مسئولاً عنهم،وعامل الناس بخلق حسن تكسب السمعة الطيبة والثناء الحسن كما تكسب الثواب، فالكلمة الطيبة صدقة..فإن كنت قد أسأت في قول أو عمل ،لأحد ونبتت فيك وفيه ضغينة، أو حقد فإنك في شهر رمضان معني بأن تطهر قلبك وتقترب من الآخر سعياً إلى تصفية القلوب من أدران الحقد وبذلك تقترب مما يحبه الله ويرضاه، وينشر في طريقك أنوار القدوة الحسنة ،ولكن في رسول الله أسوة حسنة ،لتكن حياتنا في رمضان مختلفة على أفضل مافيها صرح منظومتنا القيمية والاخلاقية ونتمكن من الارتقاء بسلوكيات إلى مستوى أفضل يجعلنا إنسانيين بحق مترفعين عن واقع أولئك الأفراد الذين يعبرون عما يعتبرونه قوة فيهم بطريقة السب والشتم والحالات الاندفاعية التي قد تؤدي إلى جانب خدش الصيام إلى جرح أناس لايستحقون ذلك.. تأكد أخي المسلم ،آخى وزميلي وصديقي وشريكي في المواطنة أن ما تعتبره قوة هو في الأصل ضعف حين لاتمسك نفسك ولاتعقل لسانك فبدلاً من أن ترتقي بالتهذيب إلى مرتبة أعلى من البشر فإنك تنحدر إلى مستوى مادون البشر...صُم وأمسك عن الكلام السيئ إمساكك عن الطعام والشراب والشهوات المباحة،ولعمري أنك تغفل ما يشق عليك،أثناء صيامك وياحبذا لو امتنعت عن الكلام البذيء مهما كانت صعوبة الموقف الذي يواجهك ،وياحبذا لو بدأت بتغير عاداتك وإليك المفتاح:أن تقول هذه مجرد موعظة ،«وأن القوي يفعل والعاجز يعظ «برنارد شو» حينها لامفر من القول: طوبى للعاجزين الذين لاينطقون إلا بخير وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما..طوبى لهؤلاء.