جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يامحمد عش ماشئت فإنك ميت، واعمل ماشئت فإنك مجزيٌّ به وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس». وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: 1) الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل أو ينصره الله فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟ 2) الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني لو شاء رقد. 3) والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء». لقد أشار القرآن إلى حال هؤلاء الأبرار مع ربهم، الحال التي استحقوا عليها هذا الحب والرضوان فقال الله تعالى: الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار»، في هذا التوجه الخاص ما ينم عن حقيقة قلوبهم وتقواهم وإخلاصهم وتجردهم واستحضارهم للآخرة والإنابة إليها، والتجافي عن داء الغرور والعزوف عنها. وجاء في سيرة ابن هشام «فبعد أن انتهى الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة ذات الرقاع نزل المسلمون في مكان يستريحون فيه واختار الرسول نفراً من الصحابة للحراسة وكان من بينهم عمار بن ياسر، وعباد بن بشر رضوان الله عليهم أجمعين، وطلب «عباد» من «عمار» أن ينام ويستريح في أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الليلة ساعة لايوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخر إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة» رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم من الليل فليفتح صلاته بركعتين». وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الرسول إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين».