أدى التحاق4 لاعبين مسلمين مشاهير بفريق عالمي مثل برشلونة إلى اشتعال النقاش على شبكة الانترنت بين عشاق كرة القدم حول هذه الظاهرة التي لم يسبق أن عرفها فريق اسباني من قبل، وخصوصاً فريقاً شهيراً ومثقلاً بالألقاب مثل برشلونة. وتساءل عدد من مرتادي غرف الدردشة في مواقع على الانترنت عما إذا كان العرب قد وصلوا إلى هذه الدرجة من العالمية في كرة القدم واستطاعوا اللعب مع فريق من برشلونة بينما يجيب آخر بأنه «لا علاقة أوتوماتيكية تجمع بين المسلم والعربي، وأن المسلم يمكن أن يكون بريطانياً أو فرنسياً أو كاميرونياً أو ارجنتينياً ». وأثار هذا الموضوع نقاشات تبدو مستغربة أحياناً بين مرتادي غرف الدردشة، مثل ذلك الذي وصف اللاعبين الثلاثة بأنهم أفضل سفراء للإسلام في أوروبا والعالم كله، وأشار آخرون إلى لاعبين مسلمين مشاهير أو من لاعبي كرة السلة في الولايات المتحدة، فيما عاد آخرون للتاريخ وتحدثوا عن الاندلس والامبراطورية العثمانية. وقال أحدهم: إنه يستغرب من الحديث عن لاعبين مسلمين في فريق برشلونة في الوقت الذي يفوق عدد اللاعبين المسلمين في دوري كرة السلة الامريكي زملاءهم من المسيحيين. ولاحظ زائر آخر أن اجتماع كل هذا العدد من اللاعبين المسلمين «لايمكن أن يحدث سوى في فريق برشلونة في اشارة إلى النزعات اليسارية التي تتسم بها إدارة الفريق حيث يوصف اليسار الاسباني بأنه منفتح بشكل كبيرعلى الإسلام عكس اليمين. من جهتها تحدثت بعض الصحف ووسائل الاعلام الاسبانية عن «المسلمين الثلاثة» في برشلونة بحياد حذر، وتعتبر بعضها أن ماحدث شيء طبيعي في عالم أصبح معولماً بشكل كبير، وأن «الإسلام يعتنقه أكثر من مليار من سكان الأرض، لذلك من الطبيعي أن يحدث أن يوجد 3 لاعبين مسلمين مشاهير في فريق برشلونة الإسباني». وكان تيري هنري وتوري يايا وإريك أبيدال، بالاضافة إلى لاعبين آخرين، قد أثاروا الانتباه إليهم بقوة في الصيف الماضي حين شاركوا إلى جانب المنتخب الفرنسي في كأس العالم بألمانيا «مونديال 2006م» ووصلوا إلى المباراة النهائية ضد المنتخب الايطالي، وهي المباراة التي خسروها بصعوبة بقيادة اللاعب المسلم زين الدين زيدان ذي الاصل الجزائري. وضم المنتخب بالاضافة إلى هؤلاء عدداً من اللاعبين المسلمين سواء من أصول افريقية أم فرنسيين في الاصل، مثل فرانك ريبيري المتزوج من امرأة مغربية اسمها «خديجة» والذي التحق بفريق بايرن الألماني بعد نهاية المونديال، والذي تقول أنباء: إنه غير اسمه إلى «بلال» وهو نفس الاسم الذي اتخذه اللاعب الفرنسي نيكولاس أنيلكا بعد إسلامه. وقال الصحافي الاسباني ماركوس لوبيث من موقع «انتورنو كوم» : إن اللاعب أبيدال «27 سنة» المتزوج من مغربية اسمها «حياة» أفضل مدافع عن الإسلام في عالم كرة القدم، وإنه يتمتع بأخلاق عالية، وفي قليل من المرات فقد يحصل على بطاقات إنذار، وهو عامل إضافي شجع أكثر مسئولي برشلونة التعاقد معه. وقالت صحيفة «أ ب س» وهي واحدة من الصحف اليومية الرئيسية في إسبانيا: إن ماجرى في فريق برشلونة من اجتماع عدد قياس من اللاعبين المسلمين سيدفع الكثير من المسلمين والعرب في العالم الإسلامي إلى التعاطف مع هذا الفريق. وأشارت الصحيفة إلى أن فريق ريال مدريد الغريم التقليدي لفريق برشلونة بعد أن فقد لاعبه الجزائري الأصل زين الدين زيدان أن لم يعد يتوفر سوى على لاعب مسلم واحد هو محمد ديارا، وأن الكثير من أنصار هذا الفريق سيتعاطفون أكثر مع برشلونة.