ارتفع عدد الصحف الخاصة والمستقلة والحزبية التي قرر رؤساء تحريرها الاحتجاب عن الصدور لمرة واحدة بعد غد الأحد إلى ما بين 15 إلى 21 صحيفة، احتجاجاً على الأحكام بحبس خمسة من رؤساء تحرير الصحف وصحافيين آخرين، باتهامات أبرزها إهانة الرئيس/حسني مبارك ورموز الحزب الوطني، فيما أعلنت 19 منظمة دولية تضامنها مع الصحافيين المصريين في هذا اليوم. وينضم إلى قرار الاحتجاب الذي اتخذه رؤساء تحرير هذه الصحف قبل أسبوع عدد من المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تبث في مصر على شبكة الإنترنت. وشهدت اللحظات الأخيرة لإعلان هذا القرار الذي أشادت به نقابة الصحافيين واعتبرته رداً على العدوان على حرية الصحافة تجاذبت بين الصحف الحكومية وبين الصحف الخاصة والمستقلة، بسبب احتجاج بعض رؤساء تحرير الصحف القومية على استبعادهم من البداية من اجتماع الصحافيين في النقابة؛ حيث شن رؤساء تحرير صحف حكومية هجوماً على المحتجين وعلى مسؤولين في نقابة الصحافيين، فيما لاحظ الصحافيون أن وكالة الأنباء المصرية نشرت خبر احتجاب الصحف بصورة توحي أنه تم العدول عن الاحتجاب، بإضافة فقرة لبيان الصحافيين لم ترد به في الأصل. وقد دعت نقابة الصحافيين بحسب مانقله موقع «سبتمبرنت» القوى الحية من أحزاب وقوى سياسية ومجتمع مدني ومثقفين ومبدعين وأصحاب الرأي إلى التحرك مع الجماعة الصحافية لمنع تنفيذ الهدف الخبيث المتمثل في إلغاء هامش حرية التعبير". وأكدت في بيان لها أمس شروعها في تفعيل كل الإجراءات والفعاليات الاحتجاجية والديموقراطية التي أقرها الاجتماع المشترك بين مجلس النقابة وكبار الصحافيين ورؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية، في إشارة إلى التهديد بالاحتجاب وتنظيم الاعتصامات. وأشار البيان إلى أن النقابة استقبلت بمزيج من الغضب والصدمة نبأ إحالة رئيس تحرير صحيفة الدستور/إبراهيم عيسى إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، مما يعني تنفيذ الحكم فوراً ومن دون استئناف. واجتمع رؤساء تحرير 15 صحيفة مستقلة وحزبية، أبرزها "المصري اليوم والعالم اليوم والبديل والدستور وصوت الأمة والفجر والأهالي والعربي والوفد والكرامة" مساء الخميس للبحث في كيفية الرد على الأحكام بحبس نحو عشرة صحافيين، بينهم خمسة رؤساء تحرير، وطالبوا النقابة باتخاذ الإجراءات اللازمة لعقد جمعية عامة طارئة لاتخاذ إجراءات مواجهة ما يجري من تصعيد حكومي. ويرجع آخر قرار لاحتجاب الصحف المصرية المعارضة لأكثر من عام، حينما احتجبت 28 صحيفة مستقلة ومعارضة في يوليو/تموز 2006، احتجاجاً على قانون كان ينظره البرلمان في ذلك الحين، اعتبره الصحافيون المصريون بمثابة قيد جديد على حرية التعبير. من ناحية أخرى أعلنت 19 منظمة دولية تضامنها مع الصحافيين المصريين يوم الأحد؛ حيث قررت المنظمات التي يقودها الاتحاد الدولي للصحافيين إعلان غد الأحد يوماً عالمياً للتضامن مع الصحافيين الدوليين. وقالت صحيفة "الوفد" فى عددها الصادر أمس الجمعة إن التحالف الدولي للصحافيين ناشد في مختلف أنحاء العالم توجيه رسائل احتجاج إلى السلطة في مصر، وإلى نقابة الصحافيين، للتعبير عن غضب المجتمع الدولي من القيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير والصحافة، وبقاء القوانين السالبة للحرية التي أدت إلى حبس خمسة رؤساء تحرير صحف معارضة ومستقلة".