أحباب الله هم أطفالنا «زينة الحياة الدنيا» لهم مشاعرهم وأحاسيسهم وفرحتهم كونهم الوحيدين المعتقين من النار والحساب لبراءتهم وطهارتهم.. وفرحتهم لايضاهيها سرور، فهم لربما أكثر فرحة وأكثر سروراً باستقبال شهر رمضان.. لكن هناك بعض السلوكيات تعكر فرحة الطفولة البريئة في رمضان هي ناتجة لحماقات الآباء والأمهات دون وعي وليس لها صلة بالتربية والتهذيب.. فدموعهم تألم مشافقنا ونحن نطلب الشفقة والرحمة في هذا الشهر المبارك.. شهر المحبة والغفران.. شهر الله في كل أعمالنا.. فلماذا إذاً نجد دموع هذه الطفولة تزداد في هذا الشهر الكريم.. كل هذه المنغصات والسلوكيات تحدثوا عنها أطفالنا. الطفولة براءة { الطفلة «سهام» ست سنوات تقول: كم أحب شهر رمضان لأننا نخرج في المساء براحة ونلعب ونلهو مع صديقاتي وأمي تصنع لنا أشهى المأكولات.. أحب شهر رمضان جداً جداً ولكن دموعي في هذا الشهر كثيرة جداً..» أحياناً قد تكون دموعنا صنفين.. دموع فرح ودموع حزن ولكن في الشهر الفضيل دموع سهام كانت مختلفة بنوع من الفرح والحزن في آنٍ واحد. حيث واصلت حديثها«أنا عند اقتراب موعد الفطور واندفاع الجميع للجلوس على المائدة فإنني أقع في خطأ وبالتالي مايمر يوم من شهر رمضان إلا وأجد صفعة أوضربة من ماما أوبابا والأكثر في رمضان.. ومش عارفه ليش». الراحمون يرحمهم الله يقال إن الراحمين يرحمهم الله.. فماذا عن الظالمين ماذا سيصنع بهم الله.. ومع أن شهر رمضان له نكهة خاصة عند الأطفال إلا أنه عند البعض له دموع خاصة وربما تكون أحياناً من العيار الثقيل. أماني.. طفلة لم يتجاوز عمرها 9سنوات تحدثت قائلة: «أحب شهر رمضان لأنه الشهر الوحيد الذي يجمعنا كلنا في العائلة على مائدة واحدة والأهم من ذلك أن جدتي تحب شهر رمضان ودائماً تبكي قرب اقتراب اذان المغرب لا أدري لماذا تبكي رغم أن شهر رمضان شهر الفرح لأن الشريرين حبسهم الله في هذا الشهر.. تواصل أماني وهي تسرد أمنياتها وترفع يديها للسماء وتقول«أنا أعرف أن شهر رمضان ربنا يسمع كل دعائنا ويحقق أحلامنا ولكن أنا أريد شياً واحداً أن بابا لايضربني في رمضان لأنه كل يوم في رمضان يضربني وكله بسبب علي حمود؟!!. سمفونية علي حمود علي حمود سمفونية يغنيها الأطفال قرب موعد الفطور وهم يرددون.. دفع.. دفع ياعلي حمود مرتك جاوع.. تشتي شفوت.. أمنية وإذا كانت أماني تحدثت أن والدها يضربها بسبب علي حمود؟! فإن عمر عبدالله كان له نفس الرأي «نفسي أشوف علي حمود؟!! لأنه هو من يأخر المدفع وأبي يكون جائعاً فنلاقي الضرب.. ولو شفته سأخذ حقي منه وأجلس مكانه وأخلي أختي تتصل لي أول مايدخل بابا المنزل حتى أقرح المدفع ولايغضب أبي علينا ويأكل ويسكت له مننا؟! يقولون الطفولة براءة.. إنهم حقاً ملائكة صغار يسيرون في غابة بشرية فيها الأحزان والكآبة والألم.. الليل يدنو منهم على أصوات الصراخ والنهار يرحل عنهم بخصام وعتاب الأسرة في الماضي كانت بستان الحب للأطفال لكنها اليوم في الواقع الأليم سجن مليء بالقهر والألم. افطار دموع كان صوت المؤذن يرسم في غروب الشمس ضوءاً وسكينة فأذان المغرب في الشهر الكريم له طقوسه ومحبوه.. اقتربت منه.. وعندما بدأت اسأله عن سبب دموعه.. تحدث.. محمد؟!: «أبي ضربني..!!! مع أنه صائم والضرب حرام في الصيام لكنه ضربني.. خلاص أنا سأكون أخرج من البيت حقنا وقت صلاة المغرب وأجلس عند جدتي لأنها تحبني كثير وماتضربني.. لأن جدتي وقت المغرب تجلس تصلي وتقرأ القرآن وأنا أرتاح عندما اسمعها وأحس باطمئنان..». إذا كان كما يقال التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فإن دموع الأطفال أثبتت الدراسات أنه تشكل حاجزاً بين الطفل والأبوين إذا استمر سيصبح مع الأيام جداراً فاصلاً بينهم وبين الطفل الذي سيصبح مع الأيام رجلاً له بيت ومسئولية وأطفال. كله قضاء ودين في زمننا الذي واقع أيامه أصبح صعباً لايتحمله قلب بشر فإننا لابد أن نجمع كل قوانا وأخلاقياتنا المسلمة للتكييف مع هذا الزمن.. وشهر رمضان ربما فرضه الله علينا حتى نهذب أنفسنا ونبتعد قليلاً عن سيئات الأخلاق. { أروى.. طفلة كانت البراءة على وجهها مرسومة بل منحوته على بصمتها التي لم تتجاوز سبع سنوات.. قالت: ياليت رمضان السنة كامل ويظل بابا صائماً طول السنة فأن بابا في شهر رمضان يكون حنوناً علينا جداً حتى أننا عندما نشاغب لايضربني ودائماً يجلس معنا في رمضان ويعطينا النصائح.. وكم أحب نصائحه والله أمنيتي أن لاينتهي شهر رمضان ويكون طول السنة..». حقيقة واقعية أن يكون هناك من يحب الحياة وأن يكون هناك من يكره الحياة ولكن الفرق بينهم أن الإول لديه من يحبه وأعطاه السعادة بذلك الحب والثاني لديه من يتكفل عليه ولكن اعطاه الحزن والألم. الغضب دموع إذا كان رسول الله أوصانا بعدم الغضب فذلك لأن الغضب يدمر ويهدم أسراً ويكسر قلوباً.. فذلك ماتحدث عنه أمير عبدالعزيز.. طالب في الصف السادس: «أنا أحب رمضان هذه السنة دخل علي وأنا حزين جداً على والتي قد توفت قبل ستة أشهر وأبي دائماً يغضب من أتفه الأسباب بالذات في رمضان ولا أدري لماذا؟ مع أنه شهر الحب ورضاء الله ولكن أبي في رمضان كثير الغضب. وللأمانة رمضان أعز شهر في قلبي وأحبه كثيراً وأمنيتي الوحيدة أن يكتشف العلماء علاجاً يهبط الغضب.. وإذا لم يكتشف ذلك العلماء.. بإذن الله سأبحث عنه أنا.. وسأكون مع الأيام دكتور أمراض الغضب». أمنية بريئة.. رسمتها دموع طفل بريء يريد أن يعيش بسلام.. فرمضان شهر قمع الشهوات ودرء المفاسد وكظم الغيض.. لأنه كما نعرف فإن الشياطين في هذا الشهر غير موجودين ومع ذلك تكثر المشاكل. نصيحة دينية لم استطع إيجاد شيخ لذلك لوتريد تواصل مع أي شيخ من الجامع أو من المجلة يفيدك في مدى الألم الذي يكسبه الأباء بالغضب على الأطفال خصوصاً في شهر الصوم. أخيراً كثير من مختصي التنمية البشرية تحدثوا عن كيفية ترويض العقل والتفكير البشري للإنسان.. ومجرد أن يكرر الانسان أي كلمة ثلاث أوخمس مرات سيجد أن عقله استجاب وبدأ يتصرف كما قال: فمثلاً إذا جاء وقت الفطور واقترب موعد رجوع الأب إلى المنزل يحاول أن يكرر كلمة.. لن أغضب ولن أضرب أبنائي ثلاث أوخمس مرات.. وربما سيجد نفسه يبتعد عن الغضب بشكل طبيعي.. والمثير للأمر أن الرسول أيضاً عندما سأله الصحابي أوصني يارسول كرر له كلمة لاتغضب ثلاثاً.. وبالتالي قد يكون مختصو التنمية البشرية اكتشفوا ماعرفه رسول الأمة وسيد الخلق.