كيف يستغل المسلم العشر الأواخر من شهر رمضان؟ ومامقدار زكاة الفطر نقداً؟ ومتى يتم إخراجها؟ وماحكم من يصوم رمضان ولايصلي؟ وغيرها من الأسئلة والأحكام الفقهية التي طرحناها بين يدي الشيخ/ياسر محمد الصغير خطيب وداعية وباحث في الفقه الإسلامي والحاصل على درجة الماجستير.. استغلال العشر الأواخر .. كيف يستغل المسلم العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل؟ }.. بالذكر والدعاء وصلاة القيام والاعتكاف في المساجد ليلة القدر. فقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مالايجتهد في غيرها.. وقالت عائشة رضي الله عنها «كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحياء ليله، وأيقظ أهله» وقد ذكرت أم المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم أعتكف أزواجه من بعده». وقال صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر من حديث أبي هريرة «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه» رواه البخاري. فتوى .. امرأة كل سنة في رمضان إما أن تكون حاملاً أو مرضعاً وتفطر لهذا العذر وقد تجمع عليها ثمانية رمضانات في الحكم الشرعي والحالة هذه؟! }.. أفتيها بمذهب ابن عمرو ابن عباس من الصحابة، وابن جبير وغيره من التابعين أن عليها الفدية أي الاطعام ولا قضاء عليها، روى عبدالرزاق في مضفة أن أبن عمر سئل عن امرأة أتى عليها رمضان وهي حامل قال: تفطر وتطعم كل يوم مسكيناً، وفي هذا خير للمساكين وأهل الحاجة. أما المرأة التي تبتاعد فترات حملها فالأرجح أن تفطر وتقضي كماهو رأي الجمهور. وهذه فتوى فقية العصر العلامة/يوسف القرضاوي حفظه الله. رأي .. مارأيكم بالمعتمرين سنوياً من الاغنياء وجيرانه في أمس الحاجة لهذا المال؟ }.. أقول إن العمرة من التطوعات، وفقه الحاجة والوقت يقتضي، اطعام المساكين وكسوتهم وتفريج كربهم في هذه الظروف الصعبة من الواجبات الشرعية وهكذا يكون العمل الأفضل ماكان أكثر نفعاً للآخرين فقد جاء في الحديث «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل : سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربه، أو تقضي عنه ديناً،أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً» صحيح الجامع الصغير برقم «176». فتاوى زكاة الفطر .. نطالع ونسمع في بعض القنوات الفضائية فتاوى بعض العلماء بعدم جواز إخراج زكاة الفطر نقداً في حين يكون الفقير في حاجة للمال فما رأيكم؟! }.. المسألة اجتهادية فالائمة الثلاثة مالك وأحمد والشافعي يرون وجوب إخراجها عيناً. والإمام أبو حنيفة وعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وإليه ذهب سفيان الثوري وروي عن الامام أحمد رواية بجواز إخراج القيمة مطلقاً أو عند الحاجة. وقد سلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مذهباً وسطاً بين الفريقين المتنازعين، حين سئل عمن أخرج القيمة في الزكاة، فإنه كثيراً مايكون أنفع للفقير: هل هو جائز أم لا؟ إذ قال رحمه الله بعد أن ذكر خلاف الأئمة في هذا الشأن.. والأظهر في هذا إن اخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه..إلى أن قال:«وأما اخراج القيمة للحاجة أو المصلحة أو العدل فلا بأس به » أنظر الفتاوى لابن تيمية «13/50-51» ط. الثانية 1419ه دار الوفاء وهذه فتوى كبار العلماء المعاصرين أمثال د.يوسف القرضاوي، والعلامة مصطفى الرزق ومحمد الغزالي وشلتوت وأبي زهرة ود/محمد سليم العوا. مقدار زكاة الفطر .. مامقدار زكاة الفطر نقداً؟ ومتى تخرج؟ }.. المقدار صاع من غالب قوت أهل البلد «القمح أو الأرز» والصاع = 215 كيلو = نفر تعزي ويقدر نقداً بقيمة الصاع الشرائية،ويجوز اخراجها من بداية شهر رمضان أو قبل العيد بيومين قبل صلاة العيد. حكم من يصوم ولايصلي .. ماحكم من يصوم رمضان ولايصلي؟ }.. أقول من الغرائب، التي تحدث في حياة طائفة من المسلمين أن تجد منهم من يحرص على صوم رمضان،ولكنه للأسف لايحرص على أداء الصلاة فلرمضان هيبة وحرمة عظيمة في نفوس الناس، توارثوها خلفاً عن سلف، فلا يجرؤ على انتهاكها، إلا فاجر، يوشك ألا يكون له أي حظ من الإسلام. ولاريب أن الصلاة أعظم في ميزان الدين من الصيام، وهي العبادة الأولى وعمود الإسلام، والفيصل بين المسلم والكافر، ولكن الجهل والغفلة، وحب الدنيا جعل بعض الناس يغفلون عن أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام حتى إن بعضهم ليعيش عمره ولاينحني لله يوماً راكعاً!! وأصبحنا في كل رمضان نواجه هذا السؤال المتكرر: ماحكم من يصوم ولإيصلي؟ أما من يقول: إن تارك الصلاة كافر، كماهو ظاهر بعض الاحاديث وهو مرويّ عن عدد من الصحابة والفقهاء مثل أحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية وغيرها ففتواه واضحة في شأنه، فهو يرى أن صومه باطل، لأنه كافر بترك الصلاة والصوم لايقبل من كافر. وأما من يرى رأي جمهور الفقهاء من السلف والخلف وأنا منهم بأن تارك الصلاة فاسق، غير كافر وأن الله لايضيع عنده عمل عامل، ولايظلم مثقال ذرة «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره» ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره» «الزلزلة آية 7،8». فهو يرى أنه مؤاخذ بترك الصلاة، مثاب على أداء الصيام، وأن عقابه على ترك فريضة، لايلغي ثوابه على تأدية غيرها والله تعالى يقول« ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلاتظلم نفس شيئاً، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين «الانبياء :47» وإذا نظرنا من الناحية العملية والتربوية، فما يفيدنا أن نقول للصائم بغير صلاة: صومك وعدمه سواء ولا أجر لك عليه؟ فربما دفعه هذا إلى ترك الصوم، كماترك الصلاة، وبهذا ينقطع آخر خيط كان يصله بالدين من الفرائض والعبادات، وربما ذهب بسبب هذا الموقف بعيداً عن الدين إلى غير رجعة! وأولى من ذلك وأنفع،أن نقول له: جزاك الله خيراً عن صومك، وعليك أن تكمل إسلامك بماهو أعظم من الصوم، وهو الصلاة، لقد جعت وعطشت وحرمت لمرضاة الله، فمالك تتكاسل أن تصف قدميك مع المصلين، وتركع مع الراكعين، من أجل مرضاة الله تعالى؟! إن إبقاء هذا الخيط يربطه بالإسلام، ولو كل عام شهراً، خير من قطعة إلى غير بدل، والعوز خير من العمى على كل حال.