بعض الأحداث تصيبك بالحيرة بمجرد سماعها، إذ لا تعرف لها (مبررات) حقيقية أو (دوافع) يُمكن التوقف عندها بمسئولية خالية من (مآرب) شخصية، وما يحدث في التلال هذه الأيام إنما يندرج بأي قدر في هذا السياق الحيروي، إذ يقوم مجموعة غير قليلة العدد - بحسب معلومات- بتجميع توقيعات لدفع الهيئة الإدارية لتقديم استقالتها ودعوة الجمعية العمومية لاجتماع غير عادي لانتخاب إدارة جديدة. اللافت للانتباه أن هذه الحملة تتكئ على (مطالب) شرعية يُمكن فهمها لو تم المطالبة بها فور سقوط الفريق الأول لكرة القدم إلى دوري الدرجة الثانية، وهو السقوط الذي يحدث لأول مرة في تاريخ النادي الذي يُعتبر عميد الأندية اليمنية والخليجية، غير أن هذا التحرك - الآن- بعد مرور كل تلك الفترة على السقوط التلالي، يثير أكثر من علامة استفهام وماهية الدوافع الحقيقية وراء ذلك، خصوصًا والفريق ذاته والإدارة ذاتها حققوا بعد ذلك بطولة أخرى هي كأس رئيس الجمهورية، وهي بطولة تتحقق لأول مرة أيضًا..! بعض المعلومات تفيد بأن التحرك التوقيعي جاء كرد فعل للإجراءات التلالية الأخيرة من قبل الإدارة الحالية والقاضية بتشكيل مجرد لجنة لمعالجة الأوضاع التي يمر بها فريق الكرة دون اتخاذ إجراءات حقيقية لمحاسبة من تسبب في الهبوط التلالي. يؤخذ على الإدارة الحالية استمرار كثير من أعضائها في ممارسة دور (المتفرج) القاعد في إحدى (السينمات) التي كانت منتشرة في عدن واندثرت، فيما البعض الآخر يحاول بشتى الطرق (هز) رأسه عموديًا في أي شيء وكل شيء يحدث داخل أروقة النادي ولا همّ لهم غير المحافظة على مواقعهم في قوام الإدارة واستلام الحوافز المختلفة نهاية كل شهر..!، في حين مشاكل التلال الحقيقية لا تجد من يحلها بصدق في (وقتها) المناسب لا من الداخل ولا من الخارج..! الغريب أن بعض أعضاء مجالس إدارية سابقة في التلال استيقظت من (سباتها) أخيرًا، وراحت تصف ما يمر به ناديهم بالواقع (الأليم)، بل وتشن هجومًا لاذعًا على الإدارة الحالية وتصفهم بالمتخبطين، وأنها إدارة فقدت (شرعيتها) يوم استقالة رئيس النادي السابق رشاد هائل، ولذلك يرى هؤلاء بضرورة رحيل هذه الإدارة بعدما أوصلوا التلال إلى ممرات (مظلمة) وأصبحوا غير قادرين على فعل شيء (إيجابي) لأنهم إن امتلكوه لما وصل الحال إلى ما هو عليه. مشكلة هؤلاء أنهم يتحدثون إما متأخرين، أو في وقت غير مناسب البتة، وحين يتحدثون لا يشيرون بأصبعهم صوب (الخطأ) فور وقوعه ومن فاعله، ورشاد هائل في واقع الأمر لم يستقل يوم أمس أو قبل شهر، وكأس الرئيس كفعل إيجابي يرد (طواعية) على الطرح الذي أكد عدم القدرة على فعل شيء إيجابي..!