عن بركات الصمت والفوائد كتبت الكاتبة المعروفة الدكتورة سحر الموجي ما يلي: (المبدع لا تنفتح بداخله مساحات الدهشة ولا الإبداع إلاّ في حال الصمت والبعد عن ضجيج العالم المتزايد يومًا بعد يوم. وعلى الرغم من أن بعضهم يرى هذا الضجيج علامة على الطاقة والحيوية والتقدم المستمر، فإن العارفين يؤكدون أن هذا الضجيج ما هو إلاّ شكل من أشكال التلوث الذي يصيب الروح في مقتل. بداية دعونا نتفق أن الدعوة إلى لحظة صمت لا تعني خلوة دائمة؛ فهذا طريق المتصوفة والزهاد الذي لا يقدر عليه الكثيرون. لكن الفكرة تدعو إلى حالة وسط، ربما هي انسحاب مؤقت من صخب العالم نحو هدوء الداخل. والحقيقة أنني لا أرى حق الصمت حكرًا على المبدعين والفنانين، بل أراه حقًا لكل فرد أيًا كان عمله أو دوره الذي يؤديه. الصمت هو لحظة استجماع الطاقة، لحظة التنفس، التأمل، الفكر، انبثاق فكرة داخلنا من دروب العتمة. في لحظات الصمت نتذكر من نحب، فنرفع سماعة الهاتف نسأل عن أحوالهم ونخبرهم أننا نحبهم، في تلك اللحظات نعيش حزننا إلى آخر مداه لأننا لو أغلقنا عليه سراديب العتمة سينمو بداخلنا ويفزعنا في كوابيس ليلية، وحالات غضب عارمة في أثناء النهار.. بركات الصمت عديدة).