كلما حاولت تذكر الأيام الأولى للتعليم تقفز مباشرة إلى ذهني صورة عصا ملونة باللاصق تهوي إلى يدي وتضع شرخاً في الهواء الفاصل بيني وبين الاستاذ الذي مازحني قبل الخبطة الرسمية،بالعصا تضعها على فخذي بحجة تجريبها،أو أن يعطي أحد المدرسين حصة لأحد المدرسين الغائبين فتكون الحصة «حصة صمت» ومن يهمس يجلد على الرجلين ولاينتهي الكابوس اليومي الدراسي إلا عند قرع جرس الحصة السادسة بالمناسبة هل مازالت هناك حصة سادسة. ومما لاشك فيه أنني حالياً أعرف «بحكم تخصيص التربوي» أن مهارة تعليم العلم وإلقاءه للعقول يتعارض تماماً مع مهارة استخدام العصا و«العيفطة» على التلاميذ حسب معلوماتي المحددة أن التلميذ في سنواته الأولى يكون قابلاً للتشكل كالعجين كما أنه يحمل ذاكرة تلتقط كل السلوكيات السيئة والخاطئة والحسنة والجميلة على حد سواء ويكتسب سلوكيات جديدة من جماعة الرفاق »رفاق المرحلة المبكرة حيث يبدأ الجميع بتبنن أطفال الآخر غير أن الضرب والعصا لايصلح الإعوجاج الحاصل في السلوكيات الخاطئة كما أنه لايدخل معلومة إلى عقل أبداً بعد ما ينفر من العملية التعليمية ويكسب التلميذ اتجاهاً عدائياً تجاه التعلم فمتى يكسب المعلم «أبوسنارة» تلامذته يستطيع محاورتهم ويتخلى عن عصاه ليد ولهم بشوشاً يجعلهم يذكرونه بكل خير في حياتهم.