أكد الاجتماع الأول للجنة السياسية للسلام وحل النزاعات المنبثقة عن رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي الذي اختتم أمس في العاصمة النيجيرية أبوجا، أهمية اللجنة السياسية لحل النزاعات في إنفاذ مبادئ وأهداف رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، وتأكيد حضورها الإقليمي والدولي. ودعا المشاركون في الاجتماع الذي استمر يومين برئاسة رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة عبدالعزيز عبدالغني إلى بلورة الاتجاه العام للقضايا التي تهم الرابطة وذلك وفقاً لأهداف الرابطة ونتائج الحوارات واللقاءات التي تجريها المنظمات الإقليمية والدولية فيما يخص تلك القضايا. وأوصوا في بلاغ صحفي بأن تقوم اللجنة بإعداد برنامج زمني لأولويات القضايا والتي تعنى بها الرابطة بما في ذلك المشاركة في اللقاءات والحوارات التي تجريها المنظمات الإقليمية والدولية وعرض وجهة نظر الرابطة بشأنها، وكذا تنسيق برنامج الزيارات للأطراف ذات العلاقة وتقديم المبادرات باسم الرابطة. وفيما يتعلق بالقضايا التي أثيرت في اجتماع اللجنة وفي مقدمتها قضيتا الصومال ودارفور أثنى المشاركون على الجهود المكثفة التي يبذلها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من أجل تحقيق المصالحة بين فرقاء الأزمة في الصومال. ودعوا الحكومات الأفريقية والعربية للمساهمة بمزيد من الدعم المادي والمالي من أجل تمكين قوات حفظ السلام من أداء دورها بفعالية، وتمكين الدولة الصومالية ومؤسساتها من العمل واستعادة قرارها الحر المستقل.. وأكدوا هوية الصومال العربية والأفريقية والإسلامية. وبشأن قضية دارفور أكد المشاركون أهمية تفعيل الحوار بين سكان إقليم دارفور، وعدم تسييس الكيانات القبلية والاجتماعية وعدم استخدام ورقة التوازنات القبلية في العمل السياسي في الإقليم، كما أكدوا دعم الحكومة السودانية للتوصل إلى سلام شامل مع حركات التمرد التي تحمل السلاح حتى يعم السلام كافة أرجاء الإقليم، وعبروا عن مساندتهم لموقف الحكومة في اختيار القوات المشتركة التي تحافظ على الأمن في الإقليم. وأدان المشاركون قيام بعض المنظمات الفرنسية باختطاف الأطفال السودانيين، واعتبروا ذلك عملاً مشيناً ومساساً بحقوق وكرامة الإنسان.. وأدان المشاركون ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال قتل واعتقالات وتشريد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وأكدوا ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية فيما يخص حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه. وفيما يخص العراق شدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة إنهاء كل مظاهر الاحتلال للعراق وخروج القوات الأجنبية من أراضيه وتمكين قوى الشعب العراقي من الحوار والتوافق على مستقبل بلادهم. وقال رئيس مجلس الشورى، رئيس الرابطة في كلمة له خلال اختتام المؤتمر: “لقد كان العمل الجاد والمسئول هو أكثر ما ميز هذا الاجتماع، وتلك هي سمة كل هدف نبيل تتوافق الإرادات الخيرة على إنجازه”.. واعتبر أن السلام والأمن والاستقرار كانت وستظل غايات سامية ينبغي أن نحرص على أن تتحقق في حياتنا. معبراً عن ثقته بأن هذه اللجنة هي واحدة من المبادرات العملية التي يمكن من خلالها أن نحقق هذه الغايات. وقال: أعتقد أن مجمل المناقشات والمداخلات ومقترحات فرق العمل المنبثقة عن هذا الاجتماع قد نجحت في بلورة تصور واضح بشأن اللجنة وآلية عملها. كما عبّر عن ثقته بأن دور الرابطة سيصبح أكثر فعالية وتأثيراً في القضايا التي تهتم بها، وخصوصاً من خلال هذه اللجنة التي ستسهم في حل القضايا والنزاعات التي تترك آثارها السلبية على حاضر ومستقبل المنطقة العربية والإفريقية. وعبر عبدالغني عن شكر المجتمعين لمجلس الشيوخ النيجري على تنظيم استضافة الاجتماع ولمعدّي أوراق العمل والمشاركين فيه.