العلم هو المدخل الصحيح للتربية بشكل عام، والتربية البيئية بشكل خاص، ولذلك نرى الإسلام يطالب الإنسان بالعلم من أجل كشف قوانين البيئة الصحيحة، والنهضة الإسلامية في عصور الظلام التي سادت أوروبا كانت نتيجة للعلم الذي جمع بين تنزيل الوحي، واجتهاد العقل، في ظل اطار مرجعي من الثوابت وفي ضوء فريضة الاستخلاف في الأرض، وبالاستفادة من البيئة ، بمكوناتها المختلفة وظواهرها المتنوعة. ومع تفاقم المشكلات «البيئية زاد الاهتمام بقضايا البيئة، وزادت تبعاً لذلك جهود المحافظة على البيئة ومن هنا بدأ الاهتمام بالتربية البيئية كعلم رغم قدم جذورها الفكرية والممارسات المصاحبة لها وتحديداً منذ الربع الأخير من القرن العشرين حيث انعقدت مؤتمرات الأمم المتحدة ابتداءً من مؤتمر «استوكهولم» عام 1972والذي أكد على أهمية التربية البيئية ودورها في تنمية الوعي البيئي ، ومروراً بمؤتمر «بلغراد» عام 1975 الذي صادق على البرنامج الدولي للتربية البيئية والمقدم من «اليونسكو» وانتهاءً بمؤتمر قمة الأرض المنعقد في ريودي جانيرو عام 1992 وتناول التنمية المستدامة، ولن تتحقق التنمية المستدامة إلا في مناخ بيئي سليم خالٍ من كل المشكلات التي تهدد كل الكائنات، وبالذات الإنسان باعتباره ركيزة التنمية المستدامة. لقد اهتم الإسلام بالتربية البيئية كوسيلة للحفاظ على البيئة، واستثمارها بما ينفع الإنسان والحيوان، فدعا إلى النظافة، وإلى كل ماينمي قيم الذوق الحسن والجمال، ونهى عن ممارسة أي سلوك يضر بالبيئة أو يلوثها أو يعبث بجمالها ومواردها. إن بيئتنا اليوم تواجه مشكلات متعددة سواءً كانت مادية «تلوث الهواء، تلوث المياه، التلوث الاشعاعي، التلوث الضوضائي، التلوث الغذائي..» أو معنوية «تلوث ثقافي، تلوث خلقي، تلوث اجتماعي..» ويترتب على هذه المشكلات مخاطر مختلفة في آثارها ونتائجها. وهذا يفرض على كافة الأفراد والمؤسسات التربوية «الأسرة، المدارس، الجامعات، المساجد، النوادي الاعلام..» وكذلك المؤسسات الرسمية وغير الرسمية أن تقوم بدورها في تنمية الوعي البيئي، من خلال البرامج والأنشطة الهادفة، لعل أبرزها ضرورة اضافة «التربية البيئية» كمقرر دراسي في كل المراحل الدراسية « الأساسية، الثانوية، الجامعية»