القمح والحبوب بشكل عام محاصيل استراتيجية أصبحت زراعتها مجدية وتحظى باهتمام المزارعين اليمنيين، وفي إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية للتوسع في زراعة الحبوب تتطلع وزارة الزراعة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من الحبوب بنسبة 50% خلال السنوات الثلاث القادمة في برنامجها المعد والذي تبدأ عملية تنفيذه في يناير 2008م.. الجمهورية تعرفت على آراء عدد من المسئولين وتوجهات الحكومة في هذا المجال. العملية تكاملية م. محمد النجار «الارشاد الزراعي» توجهات الدولة قوية في مجال التنمية الزراعية وانتاج الحبوب بشكل خاص وعلى رأسها القمح والمزارعون يشعرون الآن بأهمية زراعة الحبوب وزيادة الانتاج وهناك إدراك لدى هؤلاء بمدى الخسارة الناتجة عن اهمال زراعة القمح في المناطق التي كانوا يزرعون فيها هذا المحصول ويجد العاملون في مجال الارشاد الزراعي من خلال استيضاح الناس أنهم لجأوا إلى شراء القمح الاسترالي والأمريكي المستورد حينما كان سعره أقل من تكلفة انتاجه محلياً والآن وبسبب ارتفاع سعر هذه السلعة الأساسية يمكن القول إن التوسع في انتاجها يمثل ضرورة للمزارع وبدعم من الحكومة، فرب ضارة نافعة.. فالجميع يشعر بأولوية زيادة انتاج المحصول ولابد أن يكون للدعم الحكومي أثره في القريب العاجل فالجدية الموجودة ستوصلنا إلى أننا سنأكل من انتاجنا المحلي والعملية تكاملية تعني أجهزة وزارة الزراعة: البحوث الزراعية، مشروع اكثار البذور الارشاد الزراعي ، تدريب المزارعين ، جدية الفلاح. تحسين مستلزمات الانتاج م. عبدالله الجندي مدير عام مكتب الزراعة تعز: التوسع في انتاج القمح والحبوب أعد له دراسات من فترة طويلة فالغذاء هاجس لا يغيب عن أذهان المسئولين في قطاع الزراعة وقد قمنا بمبادرة وأعددنا دراسة لتحسين مستلزمات الانتاج واكثار البذور المحسنة والاستخدام السليم للأسمدة وأن تكون في متناول المزارعين وبحيث يزيد الانتاج إلى الضعف ثم الضعفين وأخذ الأمر الصدارة في اهتمام القيادة السياسية ماأعطى التوجهات دفعة جديدة وقدمنا لقيادة المحافظة دراسة متكاملة تضمنت مجموعة من البرامج الارشادية لبدء زراعة القمح في المديريات ذات القيعان كتجربة أولى ثم تنتقل إلى المديريات الأخرى، ونأمل أن تنفذ الدراسة بداية الموسم القادم بقدر الدعم للعمل الميداني.. فتوجهات الدولة واضحة ووزارة الزراعة تسير بخطى حثيثة لتنفيذ برنامج فخامة الرئيس في هذا الشأن، فنقص الغذاء مشكلة ما دام هناك زيادة سكان وهي مشكلة في كثير من الدول النامية وقضية عالمية وارتفاع أسعار القمح لا ينفع معه الشكوى اذ أن هناك اتجاهاً في الدول المنتجة بوفرة لهذا المحصول الاستراتيجي يعتمد على الحبوب أو بعضها في تجارب لانتاج الطاقة وهناك عوامل أخرى عديدة مؤثرة في سعرها وعلينا كمجتمع زراعي أن نبادر وبسرعة إلى الاهتمام بانتاج الحبوب وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي. الجدية والمثابرة وبشأن وعي المزارعين وأهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق أهداف التنمية الزراعية أكد الجندي أن الجميع مطالب ومهتم بالاستثمار الأمثل للموارد الزراعية ما دام الأمر متعلقاً بانتاج الحبوب واستطرد قائلاً: في الوقت الذي تعمل الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة على تنفيذ برنامج التوسع في انتاج الحبوب وبعد حظر استيراد أصناف من الأسمدة واجهنا مشكلة تهريب مواد سامة ونثمن دور العيون الساهرة فقد قبضت الأجهزة الأمنية في محافظة تعز على قاطرتين تحملان مواداً كيميائية زراعية مهربة قبل عيد الإضحى المبارك بيومين وبعد الفحص الفني وجد أن الشاحنتين تحتويان 78 أنواع من المبيدات 3 منها محظورة حسب لائحة وزارة الزراعة لعام 2006 وقد حررنا مذكرة فور القبض على الشاحنتين وحجزهما في الشرطة العسكرية ورفعنا إلى محافظ المحافظة والوزارة ومن ثم إلى إدارة الأمن والآن القضية في النيابة، وسائقا الشاحنتين في البحث الجنائي وستقدم ملفاتهما إلى النيابة.. في ست ساعات انجزنا مهمتنا ولم يبق إلا قرار النيابة للتخلص من المواد حسب ما تراه وفي مكان مناسب من حيث درجة الحرارة وسلامة البيئة فالقضية تهم الجهات المختصة كافة.. وهنا نتمنى أن يكون الجميع عند مستوى المسئولية مسئولين ومزارعين وتجاراً في احترام قائمة المبيدات النافعة والتوجه إلى ما يخدم التنمية الزراعية لأن اليمن بلد زراعي من الدرجة الأولى وأمامه ضرورة ماسة للتوسع في انتاج القمح والحبوب الاستراتيجية بشكل عام وهذا يتطلب الوعي والجدية والمثابرة في كل مايخدم نهضتنا الزراعية. التوسع المستهدف توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بالتوسع في زراعة وانتاج الحبوب وتلبية حاجات السوق إلى القمح تحديداً أصبحت آلية معتمدة في وزارة الزراعة وأجهزتها المختلفة، ويهدف تشجيع المزارعين إلى التوسع بنسبة 15% من المساحة المزروعة في البداية على أن تتحقق نسبة 50% في ثلاث سنوات. تنفيذ البرنامج الدكتور منصور العاقل مدير عام الارشاد الزراعي يرى ان الزيادة المستهدفة تقوم على برنامج متكامل أعدته وزارة الزراعة لتنفيذه خلال الثلاث سنوات القادمة.. يقول د/منصور: العام 2008م سيشهد تنفيذ البرنامج واللجان شكلت ونزلت ميدانياً والبدء بتوزيع البذور المحسنة لمحصول القمح في محافظتي حضرموت ومأرب ثم المحافظات الأخرى، وستوزع في يناير القادم عن طريق مؤسسة اكثار البذور ونتوقع توسعاً في زراعة القمح في العام القادم بنسبة 15% من المساحة الزراعية الكلية والوصول إلى نسبة تتراوح 45% 50% من الاكتفاء الذاتي خلال سنوات تنفيذ البرنامج 20072010م. تشجيع المزارعين وأضاف العاقل: لقد تجاوزنا مشكلة إهمال المزارعين لانتاج القمح والحبوب في المناطق التي كانت تزرع فيها الحبوب وكان التراج ناتجاً عن عدم اعطاء هذه المحاصيل حقها من الاهتمام ووجود دعم للقمح المستورد وبرفع الدعم وجملة من العوامل المؤثرة في أسعاره أصبح المزارع يشعر بعائد زراعة الحبوب لأنه هو ذاته يعاني من ارتفاع أسعار الحبوب، حيث وصل سعر الكيس إلى 6000 ستة آلاف ريال للقمح و4500 ذرة وهذا يعني أن هناك جدوى لزراعة الحبوب والمزارع أصبح يطلب البذور المحسنة ويشتريها من السوق إلى جانب مايقدمه وسيقدمه برنامج زيادة انتاج الحبوب لدى الوزارة وهناك دعم يتمثل في شراء المؤسسة الاقتصادية اليمنية لانتاج المزارعين بأسعار تشجيعية كل ذلك يجعل التركيز على زراعة الحبوب مجدياً للمزارع. مناطق التوسع وبخصوص أولوية التوسع في مناطق معينة فقد كانت قيعان: البون في محافظة عمران وجهران بذمار، وقاع بكيل وغيرها محل اهتمام لتشجيع انتاج الحبوب فيها والحاصل أن البذور المحسنة والاهتمام بزراعة القمح ستكون على نطاق أوسع فالعائد ذاته يحفز المزارعين على ذلك في المناطق التي تجود بزراعة الحبوب. وتعول الحكومة على زيادة انتاج الحبوب وكذلك المزارعين لأن العائد سيقدم خدمة كبيرة في مجال تنمية الثروة الحيوانية من خلال زراعة الأعلاف على الهامش والاستفادة من غذاء الماشية وتربيتها. صناعة الخبز وعن السلوك الاقتصادي في استخدام تعتزم الإدارة القادمة للارشاد الزراعي انزال تعليمات للأفران تشجع على مزيد من الوعي بأهمية خلط حبوب القمح والذرة في إعداد الخبز «الرغيف». ويرى د.منصو العاقل أن الهدف من التوعية الوصول إلى خلطة تحقق نوعية جديدة ومذاقاً مقبولاً كذلك في اطار التوعية بأهمية الانتاج المحلي للحبوب. تفاؤل بالدعم الاضافي وتطرق المسئول إلى أن اللجنة المعنية وكادر قطاع الزراعة في المحافظات سيعملان على تنفيذ برنامج التوسع في انتاج الحبوب ومنها القمح، وعبر الدكتور منصور عن تفاؤله بالدعم المادي البالغ 100 مليون ريال لجهود الارشاد الزراعي فقال: المبلغ مهم وهو دعم اضافي، هذا المخصص تجسيد لتوجه الدولة وحرص القيادة السياسية على التوسع في زراعة الحبوب وهو توجه كامل، وكل قيادات وزارة الزراعة تعمل بكل طاقتها في تنفيذ برنامج الرئيس بكل قطاعات التنمية الزراعية ونحن متفائلون بدور المزارعين وحماسهم في العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب في المرحلة القادمة ونأمل أن نسير في انتاج الحبوب بخطى ثابتة وبناءً على وعي كامل وإرادة قوية ابتداءً من العام القادم 2008 وان تحظى زراعة القمح باهتمام المزارعين باعتبارها مادة استراتيجية يجب أن يزرعوها ويحافظوا عليها وان شاء الله سنصل إلى الاكتفاء الذاتي بجهود هؤلاء ودعم الدولة بل ونطمح كمواطنين أن تتحول اليمن من مستورد إلى مصدر للحبوب وكثير من المنتجات كما كانت. وأود الإشارة هنا إلى أهمية تعاون المزارعين في تنفيذ قانون الحد من المبيدات والالتزام بقائمة المسموح منها والاسهام في مكافحة التهريب للمواد عالية السمية وتقوم الوزارة ممثلة بإدارة وقاية النبات بالنزول إلى المحلات ومصادرة أية مبيدات محظورة وإحالة المخالفين إلى النيابة.
