محافظ مأرب محصول القمح يجب أن يهتم به الجميع وندعو لمزيد من التسهيلات للمزارعين لم يكن الحاج عبدالقادر حزام كغيره من الناس الآخرين يتوقع ارتفاع أسعار مادة القمح بشكل خيالي حيث وصل سعر الكيس القمح في الآونة الأخيرة إلى 7000 ريال خصوصاً أن أسعاره ظلت مستقرة طيلة العقود الماضية.. الأمر الذي جعل معظم الأسر اليمنية إذا لم يكن جميعها تعتمد كلياً على القمح المستورد.. بل بديلاً للشعير والذرة والدخن وغيره.فلقد تجاوزت أسعار القمح خلال الأيام الماضية ما نسبته 300 % وقد أرجع مسئولون في الحكومة والقطاع الخاص هذه الارتفاعات السعرية إلى العديد من العوامل الداخلية والخارجية أهمها التغيرات المناخية والتي أدت إلى تراجع المنتوج العالمي وارتفاع سعره الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية.. ونتيجة لتزايد الطلب على هذه المادة وتدني الدخل المادي لدى المجتمعات اليمنية وما أفرزته على الواقع.. دعا الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الحكومة ووزارة الزراعة والري بالتوجه نحو زراعة مادة القمح باعتباره محصولاً استراتيجياً حيث إن الكثير من الأسر اليمنية تعتمد عليه بشكل أساسي ولما فيه أيضاً ردم الفجوة الغذائية والعمل بجد لما فيه الوصول إلى الاكتفاء ذاتياً من مادة القمح.. وكون اليمن تحتوي على مساحات كبيرة صالحة لزراعة القمح بدأت الحكومة ووزارة الزراعة في توجيه وتشجيع المزارعين في محافظات حضرموت ومأرب والجوف لاستزراع محصول القمح إضافة إلى المحافظات التي كانت تستزرعه في السابق. وبناءً على هذه التوجيهات الجادة والتشجيع المتميز كان حصاد محصول القمح لهذا العام 2008م متميزاً ويبشر بالخير. معوقات جما تخطط الحكومة لوضع استراتيجية وطنية للتوسع في زراعة وإنتاج محصول القمح بتمويل يصل 1.2 مليار ريال.. بيد أن هناك الكثير من المعوقات التي تعترض تنفيذ هذه الاستراتيجية أهمها شحة المياه ومحدودية المساحة الصالحة للزراعة والتي لا تتجاوز 1.4 مليون هكتار تمثل %3 فقط من إجمالي مساحة اليمن فضلاً عن اتساع حجم المساحات المزروعة المعتمدة على الأمطار والسيول فقط حيث يقدر اجمالي هذه المساحة ب670 ألف هكتار، وتمثل %66 من الإجمالي الكلي للمساحة المزروعة وفقاً للتعداد الزراعي 2004م. وتبقى هناك الكثير من العوامل الأخرى والمعوقات في طريق زراعة محصول القمح باعتبار ان هذا المحصول يستهلك الكثير من المياه والتي من أهمها أسعار مادة الديزل والبذور والأسمدة وغيرها والكثير من المعوقات الأخرى التي سردها لنا الإخوة المزارعون فالكيس القمح الذي ينتجه المزارع يكلفه عشرة آلاف ريال هذا بحسب المزارعين.. والمزارع يريد استرجاع خسارته ويريد مكسباً تشجيعياً أيضاً ولكن من سيشتري الكيس القمح البلدي بأسعار كالتي يفرضها المزارعون.. وهنا يأتي المحك فالمواطن العادي مابين مطرقة المزارع المثقل بهمومه وتطلعاته وسندان الارتفاعات السعرية وجشع التجار.. ولكن ياترى من ينقذ هذا المواطن المسكين والذي يتطلع إلى أن يحصل على قوت يومه فقط ولكننا لا نقول إلا كما قال الشاعر: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج فلعل الله أن يأتي بعد هذا الضيق فرجاً يغيث به الناس من هذه الفاقة. زراعة متميزة ومحصول جيد الأخ عارف عوض الزوكا محافظ محافظة مأرب رئيس المجلس المحلي تحدث حول أهمية زراعة محصول القمح قائلا في الحقيقة أولاً وأخيرآً الشكر موصول إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي يولي زراعة القمح أهمية كبيرة باعتباره المنتوج الأساسي في البلاد والذي ينبغي أن يهتم به الجميع.. كما أوجه كلمة شكر إلى كل المواطنين الذين تجاوبوا مع دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية نحو زراعة محصول القمح. الزراعة هذا العام كانت متميزة فعلاً وأيضاً المحصول الذي تم حصاده في مأرب كان جيداً وان كان سادها بعض القصور خلال فترة الزراعة وذلك من خلال عدم توفر مادة البذور بالشكل المطلوب إضافة إلى عدم وعي الناس بأهمية هذا الموضوع ولكن أتوقع أنه في هذا العام 2008م سيكون هناك أقبال كبير على زراعة محصول القمح. دعوة لابد منها ويضيف محافظ مأرب قائلاً: أدعو كل الجهات المسئولة والمعنية في المحافظة أن تقدم كافة التسهيلات للإخوة المزارعين فيما يتعلق بزراعة محصول القمح كما أدعو وزارة الزراعة والري إلي توفير شبكة الري الحديثة للإخوة المزارعين باعتبار ان شبكة الري مهمة لنا من أجل الحفاظ على المياه وينبغي على الجميع أن يعطي هذا الموضوع الاهتمام والأخذ بعين الاعتبار. أكثر من 12 ألف طن الدكتور عبدالقادر عساج محمد رئيس الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية تحدث قائلاً: في ظل توجيهات القيادة السياسية وخطة الحكومة ووزارة الزراعة في زراعة محصول القمح باعتباره محصولاً استراتيجياً .. مأرب والجوف وحضرموت كغيرها من المحافظات التي شملتها الخطة وقد جادت مأرب في موسم حصادها بالخير الوفير حيث بلغ المنتوج في هذه المحافظة المعطاءة أكثر من 12 ألف طن.. وهذا يبشر بالخير والمنتوج كان طيباً والفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للقيادة السياسية ودعم الحكومة ووزارة الزراعة وتعاون المحافظة وتجاوب الإخوة المواطنين مع هذه التوجهات والدعوة الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية.. على الرغم ان هناك الكثير من المعوقات التي اعترضت طريقنا كقلة الوفر من البذور المطلوبة حيث كان هناك عجز كبير في توفير البذور وقلة الوعي لدى بعض الاخوة المواطنين ولكنني أتوقع خلال السنوات القادمة أن هذه المحافظة وغيرها سوف تجود بخير كثير وستعمل على ردم الفجوة الغذائية الموجودة حالياً. دعم ملحوظ المزارع قحطان من جانبه قال: لقد حظينا كثيراً باهتمام ورعاية الدولة لنا نحن كمزارعين وذلك من خلال توفير مادة البذور والأسمدة وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على الاهتمام الملحوظ الذي توليه القيادة السياسية بأبناء هذا الوطن الواحد.. وفعلاً لقد جادت مزارعنا بخير ولله الحمد والمنة فهو القادر على أن يقول للشيء كن فيكون ونحن لدينا توجه في العام الحالي 2008م في استزراع المزيد وايجاد الكثير من الوسائل والتي نأمل من الدولة أن توفرها لنا كشبكة الري الحديثة والحصادات والدراسات لما فيه إيجاد محصول متميز. شراء البذور وبيعها بأسعار تشجيعية وحول توفير مادة البذور تحدث الأخ المهندس عبدالباسط الأغبري مدير عام المؤسسة العامة للإكثار من البذور قائلاً: المؤسسة العامة للإكثار من البذور تقوم بالتعاقد مع مزارعي القمح في عدة محافظات والتي تشمل «ذمار مأرب حضرموت والجوف» حيث تقوم المؤسسة بالتعاقد مع هؤلاء المزارعين وذلك لإنتاج بذور القمح بينما تقوم المؤسسة بتقديم العديد من الخدمات لهؤلاء المزارعين مثل خدمات التسمين وتقديم المدخلات وتقديم خدمات الحصاد. وخلال موسم الحصاد تقوم المؤسسة بشراء البذور من هؤلاء المزارعين بأسعار تشجيعية .. وبعد شراء هذه البذور الخام من الإخوة المزارعين تقوم المؤسسة بعملية فحصها وغربلتها وإعدادها بحيث تم إعادة بيعها إلى الإخوة المزارعين مرة أخرى وبأسعار تشجيعية أيضاً. توجهات للتوسع أكثر وأضاف المهندس الأغبري قائلاً: لقد توجه هذا العام المزارعون نحو التوسع في انتاج مادة القمح ومن الضروري أن تحظى المؤسسة بدعم بل ونطالب بدعم لمواجهة هذه التوجهات وارتفاع الأسعار في الأسواق.. وفعلاً لقد بدأت المؤسسة في عملية التوسع في إنتاج بقية المحاصيل في تهامة ولحج وتعز تجاوباً مع توجهات القيادة السياسية في التوسع في زراعة محاصيل القمح. أصناف محسنة ويواصل المهندس الأغبري حديثه قائلاً: القمح الذي تقوم المؤسسة بإنتاج بذوره هو عبارة عن أصناف محسنة.. فعلى سبيل المثال في محافظة تعز يوجد الصنف بحوث 13 وفي محافظة ذمار هناك أصناف عديدة مثل الصنف سبأ وجدنا صنفاً محسناً والصنف بحوث 14 وبحوث 15 وفي محافظة حضرموت هناك صنف يسمى حضرموت والصنف غنيمي والصنف كلينسونا وهي أصناف محسنة وهذه الأصناف هي من أشهر الأصناف التي تقوم المؤسسة بإنتاج بذورها والتعامل معها. أسعار مرتفعة وخطط طموحة ويضيف المهندس الأغبري بالقول: الارتقاع الحاد في أسعار القمح نتيجة لارتفاع الأسعار عالمياً لمادة الحبوب أثر كثيراً على أسعار البذور حيث قامت المؤسسة بشراء البذور بأسعار مرتفعة وسوف تبيعها بنفس الأسعار وبالتالي ستكون مرتفعة وغير مشجعة للمزارع. ولكن لدينا نحن في المؤسسة العامة للإكثار من البذور خطة في الرفع وزيادة المساحة الإنتاجية بحيث تواكب التطورات المستقبلية وذلك في إطار البرنامج الوطني لتنمية إنتاج الحبوب.. وهذا البرنامج يحظى بدعم ملحوظ من قبل القيادة السياسية .. المؤسسة حالياً لديها خطة إنتاجية لمدة ست سنوات تبدأ 1700 طن وتنتهي ب4000 طن من بذور القمح وذلك لتغطية ما مساحته عشرون ألف هكتار بالبذور المحسنة. القيمة الاقتصادية والغذائية الدكتور / محمد علي حسن نائب عميد كلية الزراعة والطب البيطري جامعة ذمار اختصاصي قمح تحدث قائلاً: بالنسبة للقيمة الاقتصادية لمادة القمح فبالطبع من المعروف أصناف القمح تتمثل في القمح الطري والقمح القاسية ونسبة البروتين في هذا القمح تتراوح مابين 10%14 وهناك أصناف يكون فيهاالبروتين %16 ولكن متوسط إجمالي نسبة البروتين في بعض القمح %12 والحقيقة أن هناك الكثير من الدول النامية تعتمد في تغذيتها على محصول القمح باعتباره محصولاً استراتيجياً ورئيسياً في تغذية المجتمع .. وطبعآً نحن في اليمن نعتمد في تغذيتنا بصورة رئيسية على محصول القمح بعد أن كنا نعتمد وبشكل أساسي في وجباتنا الغذائية على الذرة ولكن في الحقيقة لقد تحول المجتمع بشكل عام في استهلاكه إلى القمح وأصبح القمح يشكل لهم مصدر طاقة رئيسية نتيجة لاحتوائه على نسبة البروتين في مكونات الحبة. القمح كمحصول استراتيجي ويضيف نائب عميد كلية الزراعة في جامعة ذمار قائلاً: لقد أصبح القمح يشكل مثل محصول استراتيجي بالنسبة للمجتمعات والشعوب بشكل عام ولنا نحن اليمنيين بشكل خاص فهناك اهتمام من قبل الدولة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله.. وهناك برنامج الآن يتمثل ببرنامج تطوير زراعة القمح تولاه الأخ الأستاذ دكتور منصور الحوشبي وزير الزراعة والري والذي شكل على ضوء هذا البرنامج لجنة وطنية لإعداد برنامج وطني.. البرنامج الوطني هذا وبدون شك سوف يسهم وبصورة فعالة في زيادة مساحة إنتاجية محصول القمح والحبوب بشكل عام واذا كان هناك الآن دعم ملموس يوجه لهذا البرنامج فأعتقد أنه إذا استمر هذا الدعم والمتمثل في القروض والقروض الميسرة للمزارعين فإنه سوف يثمر عن بذور طيبة وسوف يسهم كثيرآً في ردم الفجوة الغذائية التي تشهدها اليمن اليوم.