ثلاثة عقود من الزمان هي عمر معهد سردود الزراعي الثانوي بالحديدة، معهد يعد الخلفية العلمية للعمل الزراعي في المحافظة.. وخلال عقوده الثلاثة مر بمراحل متفاوتة ومتعددة، إلا أن أسوأها مايمر به المعهد حالياً من إهمال وتسيب بل وتجاوزات شملت جميع قطاعات المعهد التعليمية والإدارية، وحتى المالية.. حيث تنطلق صيحات من داخل المعهد تطالب بضرورة تصحيح الاعوجاجات المختلفة وحماية ثروات المعهد الزراعية والبشرية من كوادر تربوية وإدارية من عبث العابثين وإهمال المهملين. وبحسب إداريين فإن المعهد وهو يلج عقده الثالث يشهد ركوداً في التطوير التعليمي وانعداماً للتأهيل في مبانيه وأثاثه، بما ينعكس على المستوى التعليمي والتحصيل العلمي للطلاب.. إذ يطمحون بإعادة صياغة صحيحة لأوضاع المعهد، خاصة وأن التفاؤل يسود أوساط المعهد بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الدكتور إبراهيم عمر حجري وزير التعليم المهني والتدريب الفني والقاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة الحديدة والتي اتخذت موقفاً جاداً في معالجة أوضاع المعهد وتنقيته من العناصر المسيئة إليه. وتعول تلك الأوساط على المعهد كثيراً إذا ماتم إصلاحه وتركت الفرصة للكفاءات الجيدة للعمل فيه وتصحيح أوضاعه، باعتباره ينبوع خير يصب في خزينة الوطن بما يمتلكه من ثروات ومحاصيل زراعية وبما يخرجه من كوادر زراعية علمية..ويكفي ماتم فيه من عبث وتجاوزات هددت استمرار المعهد كواجهة علمية زراعية في المنطقة خاصة مع عدم وجود كلية للزراعة في جامعة الحديدة..ممايحتم الاهتمام والعناية أكثر به لمافيه مصلحة القطاع الزراعي في المحافظة، والارتقاء بالمستوى والمؤهلات العلمية التي يخرجها وعدم الاقتصار على طلبة الثانوية وإنما يجب أن يفتح المعهد أبوابه أمام طلبة الدبلوم الزراعي كذلك..وفي سبيل إعطاء صورة واضحة تشمل جميع الأطراف المعنية، تواصلت «طباشير» مع مدير معهد سردود الزراعي الثانوي أحمد عبدالله أحمد لمعرفة الخطوات والإجراءات التي اتخذتها إدارة المعهد لتجاوز كل تلك المشاكل التي يعاني منها حيث أكد أن المشاكل والتجاوزات التي حدثت وتحدث في المعهد تمتد لسنوات طويلة بسببها الاهمال الواضح من المسؤولين، وعدم التواصل والاطلاع المستمر والمنتظم لأحوال المعهد مما أدى إلى تدهور الأوضاع فيه إلا أننا ومن خلال الفترة القصيرة الماضية والتي تسلمنا فيها إدارة المعهد سعينا ونسعى لحل كل تلك المشاكل وتجاوزها وتصحيح الكثير من الأمور. زيارة مثمرة وعن زيارة الدكتور ابراهيم عمر حجري وزير التعليم الفني والتدريب المهني برفقة القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة الحديدة إلى المعهد قال مدير المعهد إنها خرجت بتوصيات مثمرة منها ضرورة جدولة هيكلية العمل وإعادة تأهيله وتشكيل لجنة متخصصة في هذا الشأن، وهذه اللجنة بصدد النزول قريباً والاطلاع على وضع المعهد مؤكداً أن هذه الزيارة كانت زيارة مثمرة كشفت وضع المعهد المزري المتراكم منذ سنوات طويلة، وأضاف المهندس أحمد عبدالله أن الكثير من الرؤى والتصورات للخروج بالمعهد مماهو فيه تبلورت جيداً أثناء الزيارة الرسمية، كما أن زيارة الوفد الفرنسي الزراعي الذي زار اليمن منذ أشهر إلى المعهد ساهمت في إيجاد دعم معنوي من الخبرات العلمية سنستفيد منها بالتأكيد. متطلبات وبما أن الزيارة كانت هامة جداً للمعهد عرفنا من مديره أن إدارة المعهد طرحت على الوزير الحجري والمحافظ الحجري عدداً من المتطلبات التي يحتاجها المعهد ويتسبب غيابها في تفاقم الأزمة التي يمر بها.. من تلك المتطلبات ضرورة إيجاد حلول ومعالجات جذرية وحاسمة للمشاكل والصعوبات التي يمر بها المعهد، وليس مجرد ترقيع آني مؤقت يعاود التفاقم باستمرار كما تم مناقشة حاجة المعهد إلى آليات جديدة وصيانة الآليات القديمة، ورفد المعهد بالكادر الإداري الوظيفي الذي نعاني من النقص الشديد فيه، بالإضافة إلى إعادة ترميم المباني المتهالكة والقديمة. محاصيل وإيرادات متراجعة يتميز معهد سردود الزراعي بتوفر المحاصيل المتنوعة، ووجود منحل للعسل وبيئة مزرعية تعود على المعهد بإيرادات وعائدات تساهم في تسيير عمله المهني إلا أن مدير المعهد أوضح أن الجوانب المزرعية بمافيها المنحل والمحاصيل الزراعية الأخرى كالمانجو في تراجع مستمر والسبب في ذلك يرجع إلى عدم وجود ميزانية واعتمادنا في ذلك على عمال من داخل المعهد إلا أننا بصدد توفير مضخة من أحد الآبار القريبة من المعهد ستساهم في دعم الانتاج الزراعي. إقبال ضئيل وفي جانب التحاق في الطلاب المعهد أكد أن الاقبال يتضاءل من عام إلى آخر، بسبب أن مخرجات التعليم الزراعي ضعيفة وغير مطلوبة في سوق العمل، بحيث يفضل الطلاب المعاهد الصناعية تلبية لطلب السوق، بالإضافة إلى وجود المعهد في منطقة زراعية بعيدة موبؤة بالكوليرا والملاريا مع الانعدام المستمر للكهرباء، إلا أن إدارة المعهد بصدد دراسة حصة تعريفية وترويجية بالمعهد تهدف إلى تحويله إلى معهد تقني بإمكاناته المتوفرة فيه. أمل جديد معهد بإمكانات كبيرة على الأقل سابقاً يحز في النفس أن تتلاشى تلك الامكانات فجأة، ويقع المعهد ورواده من الطلاب فريسة الإهمال الذي نهش إنتاج الزراعي للمعهد ولعل في إدارة المعهد الجديدة والتي تسلمت مهامها منذ سبتمبر من العام الماضي خطط وأساليب تعمل على انعاش المعهد من جديد والحفاظ على ثروته الحيوانية والزراعية بما يتيح بيئة تعليمية جيدة للطلاب يعود نفعها على الأرض الزراعية في أصقاع اليمن.