الكتابة والإبداع عند هدى العطاس،تعايش ومن ثم موقف من الحدث.. أي أن الإبداع القصصي بالنسبة إليها، هو رؤية مستقبلية توضح موقفها الذاتي من هذا الحدث.. فلا وجود للحياد عند هدى.. وفي كتاباتها القصصية جرأة كبيرة في الطرح لقضايا، ربما، لايستطيع ان يلامسها قلم ذكوري..! ورغم أننا في زمن اختلاط الوجوه والملامح.. والتداخل الحاد، والتهجين اليومي المبتر.. إلا أنني استطيع انا او غيري ان يحدد الملامح الخاصة للقاصة هدى العطاس، وبالطبع اعترف انني لا استطيع ان أقيس عمرها بالنسبة إلى الإبداع وفن القصة..! فهي بالتأكيد صغيرة السن وخلقت بعد القصة، وبعد أن خطت الطبيعة ديوانها الأول وربما الأخير، وبعد أن أبدعت الكلمة الإبداعية الأولى..! وإبداعياً ربما يعود عمرها إلى عشرة ملايين قبلة ساخنة ورائعة إلى أبعد الحدود طبعتها على صفحات الكتب والصحف والمجلات.. وربما إلى الآف من الأحداث، ودينامية الحرية الجميلة التى تضفر جدائلها الرائعة بالإبداعات المدهشة..! «هدى» هي باختصار قصه جميلة تستطيبها الأذان.. نغماً رائعاً.. وصوراً وعوالم عجيبة تأخذك اسيراً الى ما لا نهاية.. أقول بكل ثقه إن القاصة اليمنية الشابة هدى العطاس تمتلك حضوراً رائعاً فريداً، وسيكون لها بالتأكيد شأن كبير وبصمات، خاصة على ساحة الإبداع وخصوصاً في مجال القصة الحديثة.. وقد يصل بي الاعتقاد إلى درجة أنها تمثل تياراً للقاص الشاب.. واقول القصة الشابة رغم اني ارفض مبدأ تصنيف كتاب القصة بين شبان وشيوخ انطلاقاً من ان القصة أكبر من القاص والزمن معاً.. والذي يتابع ابداعات هدى العطاس وجيلها الشاب، يتلمس ملامح جادة ومميزة، رغم أن كثيرين من النقاد أو المتنطعين للنقد عجزوا عن تلمسها..! فلسفة «هدى» في كتابة القصة بحث في جوهر الحياة وحكوماتها، ودقائق الاشياء وجزئياتها.. وتحلق في فلوات الكون بعبقرية نافذه فذة.. وتختط لنفسها مذهباً إبداعياً استحوذ على الألباب والعقول.. وتجبرك على التحليق في فضاءاتها بين الغموض والسحر.. من المفردات أجنحة.. ومن الفكرة روح.. ومن القصة عالم وإرادة.. إنسان ووطن..! تقول القاصة هدى العطاس « جيلنا تمحور في فضاءات من سبقونا وهذا لايعني أن يظل في ذلك الفضاء ولكنه يتناسل فضاءه الخاص وملامحه التي تدل عليه».. وتضيف « كل اعمالي تندرج في إطارها المعرفي والكتابي لذلك لا أجد تبايناً بينها بل ان كلاً منها يعضد الأخر، ويضيف له ويستفيد من ادواته..». وتعلق على المشهد الإبداعي النسوي في اليمن بالقول.. «تتمشهد الساحة الابداعية اليمنية الآن بعطاءات ومعطيات تفاؤلية كماً وكيفاً وتتمحور المرأة المبدعة في عمق المشهد، بل وتتجاوزه في كثير من الإحيان.. فالإبداع النسوي في اليمن الآن يمثل اجنحة المشهد الابداعي العام ويحلق به في فضاءات مضيئة متجاوزاً الحدود المحلية إلى العربية والعالمية..». والقاصة هدى العطاس كانت قد حصلت على جائزة مسابقة القصة لأندية الفتيات في الشارقة عام 2000م وجائزة رئيس الجمهورية لمسابقة الشباب في القصة القصيرة عام 2001م ولقب أفضل قاصة يمنية في استفتاء الصحافة اليمنية لعامي 1999م و 2000م. وجائزة العفيف في القصه القصيرة مناصفة عام 1997م وترجمت بعض قصصها إلى الفرنسية والانجليزية ولغات أخرى، وشاركت في العديد من الفعاليات و المنتديات اليمنية والعربية.. وهي خريجة كلية الآداب، قسم الاجتماع- جامعة عدن.. ومحاضرة في كلية الأداب- قسم الإعلام وعملت في وزارة الثقافة سكرتيرة تحرير مجلة «الغدير» وعضو الأمانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين وصدرت لها مجموعتان قصصيتان «هاجس الروح هاجس الجسد» عام 1995م ولأنها عام 2001م.. وهي من مواليد 1970- وادي دوعن- حضرموت.